في اطار الصراع الذي تخوضه الفضائيات العربية لاستقطاب المشاهدين، وفي غمار المعركة التنافسية للوصول الى اكبر عدد ممكن من المتابعين، تنوعت البرامج والمواضيع المعروضة على الشاشة الصغيرة في محاولة جذب اهتمام المتلقي وعدوله عن فكرة "تغيير المحطة". ولكن اللافت في برامج هذه المحطات في الآونة الاخيرة هو اتجاهها الى عرض المسلسلات الاجنبية المدبلجة الى اللغة العربية، إذ تخصص كل قناة من هذه الفضائيات وقتاً لا بأس به من ساعات البث اليومي لعرض مثل هذه المسلسلات، التي لا تزال تثير نوعاً من الجدل بين مؤيدين ومعارضين. والغريب في هذا الموضوع انه بدأ يظهر تأثير هذه المسلسلات على حياة الناس الاجتماعية، فالمواعيد والارتباطات تحدد قبل او بعد المسلسل المدبلج. وأما الجنس اللطيف "فدمعته قريبة" اذ تذرف النساء الدموع اذا مات البطل او حزنت البطلة. والاكثر غرابة ان هناك من اطلق اسماء هذه الشخصيات على ابنائه مثل "كاسندرا" او "ماريمار" تيمناً ببطلته المفضلة معللاً ذلك بأنه يتمنى ان تكون جميلة مثل البطلة. وتعتقد هذه الفئة من الناس ان هذه النوعية من المسلسلات تعكس الواقع بكل تفاصيله، فهي برأيهم تتناول قضايا اجتماعية واقعية تتمحور حول مواضيع انسانية معالجة بأسلوب رومانسي بسيط. وتقول سلوى ابراهيم 24 عاماً - موظفة: "انا مع المسلسلات الاجنبية المدبلجة عموماً والمكسيكية والهندية خصوصاً حيث يشعر المشاهد بتلقائية الممثلين وعدم افتعالهم الاحداث بعكس المسلسلات العربية". وتؤيدها زميلتها هناء قشلوعة 29 عاماً "استمتع كثيراً بمشاهدة مسلسل مدبلج، فأحياناً ارى فيه تحقيقاً لأحلامي وأحلام الشباب عموماً على رغم المبالغة في ذلك احياناً". وتضيف هناء: "افضل هذه المسلسلات اكثر على نشرة اخبار اطلع من خلالها على الوضع العربي المحزن". معارضة من ناحية اخرى ترى الفئة المعارضة لهذه النوعية من المسلسلات انها اهدار ومضيعة للوقت الذي من الممكن الافادة منه في عمل مفيد، كما ترى فيها مخالفة لعادات مجتمعنا الشرقي وتقاليده، اضافة الى انها لا تخرج عن موضوع واحد هو الحب والرومانسية. تقول ختام شاهين 20 عاماً: "انا ضد المسلسلات الاجنبية المدبلجية التي جذبت انتباه الناس اليها وعلى وجه الخصوص فئة الشباب ما ادى الى تطوير قدراتهم ومواهبهم". وتضيف ختام الطالبة في كلية الهندسة الزراعية: "جيل الشباب لديه كم هائل من الطاقات والقدرات يجب ألا تضيع في متابعة برامج كالمسلسلات المدبلجة". وتوضح نور الهدى قديمزان الطالبة في كلية الآداب قسم التاريخ اسباب معارضتها لهذه المسلسلات "انها تتناول قضايا بعيدة جداً من قضايا مجتمعنا ومخالفة تماماً لآرائنا ومعتقداتنا اضافة الى ان فترة عرضها تمتد شهوراً طويلة مما يجعلك في حال ملل". وتضيف نور: "في معظم الاحيان تتكرر الشخصيات في كل المسلسلات ما يجعل المشاهد يعتقد انه شاهد المسلسل نفسه بينما في الحقيقة هو يشاهد مسلسل آخر يشبهه في الاحداث والشخصيات".