قال وزراء مقربون من رئيس الحكومة رفيق الحريري ان احد مفاعيل تصريحه اول من امس بأن "لا رغبة لدي في رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة اذا استمرت الامور على الوتيرة نفسها"، هو الرد على اتهامه بأنه يصر على البقاء في منصبه في كل الظروف. ورأوا ان حسابات كثيرة في التعاطي مع الحريري تنطلق من انه يريد البقاء على الكرسي. وهو بموقفه يعطل امكان الضغط عليه بحجة انه يرغب بهذا الكرسي. تجنب وزير الاعلام ميشال سماحة التعليق على موقف رئيس الحكومة رفيق الحريري وقال في لقاء مع وفد من نقابة المحررين "ان تقويم هذا الكلام يتم داخل الحكومة او جلسة مع الحريري حفاظاً على حسن معالجة المواضيع". وقال النائب ناصر قنديل بعد لقائه رئيس الجمهورية اميل لحود ان "في مواجهة التهديدات المحيطة بلبنان والتي ترجمت بالتصعيد الاسرائيلي الأخير، يتأكد مرة اخرى ان الثوابت التي جسدها الرئيس لحود لمواجهة المخاطر الاسرائيلية قبل التحرير وبعده وعلى رأسها حماية المقاومة والشراكة الاستراتيجية مع سورية، تؤكد مجدداً صلاحيتها لمواجهة كل الاخطار الداهمة وابقاء لبنان واحة للأمن والاستقرار قادرة على تجاوز العواصف والانواء". وأضاف: "كما ان لغة الثقة التي نجح الرئيس لحود في بنائها مع الرئيس بشار الاسد، اظهرت انها الاقدر على التعبير عن الارادة الحرة للبنانيين في ترجمة رغبتهم في التشاور والتنسيق مع سورية في كل استحقاق مصيري يطاول مستقبل البلدين والمنطقة". جمعية المصارف وكان الرئيس لحود التقى رئيس جمعية المصارف رئيس اتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه وتداول معه في الاوضاع المالية والمصرفية وموقف الجمعية من موضوع معالجة الدين العام. وأوضح طربيه ان الجمعية تنتظر موقف الدولة من اقتراح اجراء عمليات "سواب" على الاستحقاقات المالية المترتبة عن العامين 2005 و2006 وكذلك تقرير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول الموضوع. وقال: "ان المصارف اللبنانية هي الممول الرئيسي للاقتصاد اللبناني بقطاعيه العام والخاص وحجم التسليف المالي للقطاع الخاص يوازي حجم التسليف للقطاع العام والمصارف لا تزال على استعداد للعب دورها الوطني الذي يحقق مصلحة البلاد وأهلها انطلاقاً من اهتمامها بالقطاع الاقتصادي ككل وهاجسها يبقى موضوع الاصلاحات الاقتصادية والتوازن المالي للموازنة". سلام وعريجي وعلق النائب السابق تمام سلام على كلام الحريري في بلغاريا، وذلك بعد لقائه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي بالقول: "اذا كان الرئيس الحريري يرى ان الظروف غير مهيأة ليؤدي دوره وبالتالي ليس لديه سبب للبقاء في رئاسة الحكومة، فكل الناس في البلد يعرفون ان هذه الاجواء والظروف لم تكن متوافرة لا من سنة ولا من سنتين، فلماذا لم يتخذ هذا الموقف منذ سنة او سنتين ولماذا يؤخذ الآن؟ يؤخذ لأننا امام استحقاقات انتخابية تملي التعبئة من اجل الانتخابات وهذا شيء مؤسف". وعما اذا كان الحريري يوجه رسالة تهديد مبطنة عن نتائج الانتخابات الرئاسية قال سلام: "هذا السؤال يسأل له، نحن بحاجة لأن يضحي كل مسؤول في البلد من ذاته، من اجل المصلحة العامة لا ان يضحي بالمصلحة العامة من اجل ذاته فتتشنج الامور وتنشأ التصادمات على غرار ما شاهدناه في السواب". أما عريجي فاستغرب كلام الحريري "خصوصاً في هذه اللحظة بالذات، حيث ان البلد يعيش مخاض ازمة كبيرة تطاول مجمل شرائح المجتمع، فالمشكلة الاجتماعية - الاقتصادية كبيرة ومجلس الوزراء مشكور للمساعي الطيبة التي اخمدت الحريق، لكنه لم يعالج هذه المشكلة بما يكفي، كما انه لم يطرح سياسات جدية لمنع حدوث اي حريق آخر، ولم يرسم سياسة واضحة لحل الازمة الاجتماعية - الاقتصادية، لذلك اعتبر كلامه مجرد تعمية على المأزق الاساسي الذي تعيشه البلاد". واعتبرت الجبهة الوطنية للاصلاح في بيان اصدرته عقب اجتماعها الدوري امس في منزل الرئيس سليم الحص "ان مجتمعنا لم يعد قادراً على تحمل استمرار الحال وتدهوره حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد وانتخاب مجلس نيابي جديد لكي تصبح بداية عملية التغيير والاصلاح ممكنة"، وأكد ان البلاد "تحولت مسرحاً لصراعات اهل السلطة السياسية ولمناورات بعض اطرافها الذين ينحصر همهم في توفير امكان بقائهم في السلطة، او كما ذهب اليه الرئيس رفيق الحريري في اعلانه عن انه لا يرغب بالاستمرار في الحكم في المرحلة المقبلة وانه يتطلع الى موقع المعارضة". ورأت ان ذلك "يشكل خروجاً تكتيكياً من السلطة في اطار مناورة تؤهله للعودة اليها بقوة بعد تحميل غيره اعباء الإرث الثقيل الذي خلفته الحكومات التي ترأسها منذ العام 1992، وهي مناورة سبق ان لجأ اليها وقطف ثمارها في الاستحقاق النيابي السابق". كما رأت الجبهة في كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن ان انتخاب الرئيس اللبناني هو خيار لبناني وان سورية تدعم من يختاره الشعب بملء ارادته موقفاً مسؤولاً، وأكدت رهانها على ان يكون الاستحقاق الرئاسي محطة ديموقراطية حيث تأتي حصيلتها تعبيراً عن ارادة وطنية لبنانية حقيقية اصلاحية. ذكرى رحيل حافظ الأسد من جهة ثانية، اعتبر الرئيس لحود ان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد "جسد بنضاله وتضحياته سيرة تاريخية جعلت من سورية قلعة من قلاع الصمود والبناء والازدهار"، وجدد في برقية وجهها الى الرئيس السوري بشار الاسد، لمناسبة الذكرى السنوية لغياب والده "العاطفة الصادقة في هذه المناسبة الأليمة"، وأمل ان يواصل "قيادة سورية نحو الاهداف التي سعى اليها الرئيس الراحل من اجل تحقيقها". وقال الحريري في برقيته: "ان لبنان يحفظ للراحل الكبير مواقفه المشرفة وجهوده الدؤوبة لانهاء الحرب التي هددت كيانه وما قام به في سبيل الحفاظ على وحدته واستقراره وتقديم الدعم اللازم لانهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضيه". وأكد ان "هذه الذكرى تحفزنا على استمرار التكاتف والتنسيق مع الشقيقة سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد لمواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة".