تجاوز حجم خسائر التأمين في الاسواق الدولية، نتيجة الكوارث الطبيعية والاعاصير السنة الجارية، مستوى 100 بليون دولار يمكن ان تتحمل بعضها شركات التأمين العربية نتيجة شراكتها في تغطية بعض المجالات الدولية التي تضررت بالاعاصير وتراجع مؤشر اسهم شركات التأمين في كل من الكويت والامارات واسهم شركات تأمين عربية في المغرب ومصر. وأدت الزلازل وامواج المد العاتية التي ضربت جنوب شرقي آسيا فجر الاحد، واسفرت حتى صباح امس عن سقوط ما يزيد على 22 الف قتيل، الى تراجع مؤشرات الاسهم الآسيوية، وتضرر الين الياباني وغيره من العملات في حين يمكن ان يفتح مؤشر بورصة لندن على هبوط اليوم نتيجة تضرر اسهم شركات الطيران والسياحة والتأمين جراء كارثة المحيط الهندي. تراجعت أسعار الاسهم والعملات الآسيوية امس وسط الاضطرابات التي خلفها الزلزال وأمواج المد العاتية التي لم يشهد العالم مثلها في 40 عاماً والحقت دماراً واسعا بالشواطىء السياحية. ولامس الين أدنى مستوى في 18 شهراً أمام اليورو، متراجعاً مع باقي العملات الآسيوية بينما يسعى المتعاملون لتقويم الآثار الاقتصادية المترتبة على الكارثة. وهبطت أسهم الشركات المتصلة بصناعة السفر والسياحة، في الوقت الذي تحصي فيه المنطقة خسائرها من امواج المد التي دمرت مناطق من سريلانكاوجنوب شرقي الهند وتايلند واندونيسيا وماليزيا. وانخفضت الاسهم التايلندية 1.6 في المئة، لتقود الاسهم الخاسرة في آسيا متأثرة بهبوط سهم"الخطوط الجوية التايلندية"3.5 في المئة. وفقد سهم"الخطوط الجوية السنغافورية"1.7 في المئة من قيمته، بينما هبط سهم شركة الطيران الاقتصادي الماليزية"اير آسيا بي اتش دي"2.3 في المئة، وسط توقعات بأن الدمار سيؤثر في حركة السفر في المنطقة. وقال محلل شؤون العملات في شركة"فوركاست"في سنغافورة ساني حميد:"في جنوب شرقي آسيا ستكون تايلند هي الاشد تضرراً، وضربت الكارثة قلب صناعة السياحة هناك". وفي تايلند حيث تمثل السياحة بين 5 و6 في المئة من النشاط الاقتصادي، تهاوى المؤشر القياسي لبورصة الاسهم 14 في المئة السنة الجارية، ليصبح على قدم المساواة مع الصين كأسوأ بورصات المنطقة اداء. واستقرت الاسهم في اندونيسيا من دون تغيير بينما كانت بورصة سريلانكا مغلقة امس حداداً على قتلى الكارثة. كما كانت البورصة في كل من استراليا وهونغ كونغ مغلقة بمناسبة عطلات عامة. وعلى رغم أن امواج المد لم تصب اليابان ولا كوريا الجنوبية ولا تايوان فقد شاع القلق بين المستثمرين هناك في شأن حجم الكارثة. ومن التداعيات في الاسواق غير الآسيوية، هبطت الاسهم الاوروبية في بداية معاملات امس، مع تضرر أسهم شركات التأمين مثل"ميونيخ ري"، بسبب المخاوف من الآثار المترتبة على امواج المد العاتية التي قتلت الالاف في آسيا. كما هبطت أسهم الشركات المتصلة بصناعة السفر والسياحة، مثل سهم مجموعة"تي يو اي"الالمانية وسهم الخطوط الجوية الالمانية"لوفتهانزا". وقال متعامل في شركة سمسرة المانية:"هناك ضغط على شركات التأمين وان كانت المعلومات عن حجم الاضرار لا تزال محدودة حالياً لكن هذه مجرد اضافة أخرى الى قائمة طويلة من الانباء السيئة للقطاع". وكان حجم التعامل محدوداً للغاية امس مع اغلاق أسواق لندن في عطلة عامة. وجاءت أسهم شركات التأمين على رأس الخاسرين في اوروبا، اذ هبط سهم كل من شركة التأمين الفرنسية"اكسا"وشركة التأمين السويسرية"زيوريخ فاينانشيال". ويُتوقع ان يستمر تعرض اسهم شركات التأمين للضغوط في اسواق المال، مع احتمال ان تتحمل تلك الشركات القدر الاكبر من خسائر الكوارث الطبيعية التي ضربت جنوب آسيا. وتوقع محللون في السوق ان تظل كلفة التأمين مرتفعة للسنة المقبلة، على رغم ان الاتجاه كان لتراجعها بعد ارتفاعها في الفترة الاخيرة بسبب الحروب والاضطرابات. وستتحمل شركات التأمين الرئيسية، مثل"لويدز اوف لندن"، دفع تعويضات كبيرة نتيجة الزلزال وموجة المد على الشواطئ الاسيوية التي خلفت قتلى من السائحين المؤمن عليهم ومنشآت مؤمنة. وكان تقرير لشركة"سويس ري"الاسبوع الجاري قدّر خسائر شركات التأمين نتيجة الكوارث الطبيعية سنة 2004 بنحو 105 بلايين دولار، نتيجة مقتل 21 الف شخص في تلك الكوارث. ومع وصول حصيلة القتلى في آسيا الى اكثر من 22 الفا، يتوقع ان تكون خسائر شركات التأمين كبيرة، حتى مع حقيقة ان كثيراً من الضحايا قد لا يكون مؤمناً عليهم. وتعرضت اليابان السنة الجارية الى اسوأ اعاصير في عشرة اعوام وبلغت الخسائر من الاضرار الناجمة عن اعصار"سونغدا"6.2 بليون دولار، معظمها خسائر في العقارات. وكانت خسائر اعصار"توكاج"، الاقل قوة، بنحو 1.4 بليون دولار. وفي الولاياتالمتحدة، قدّر"معهد معلومات التأمين"، أحد أهم مصادر صناعة التأمين الأميركية، كلفة الدمار من اعصار"ايفان"في المباني الخاضعة للتأمين بنحو 10 بلايين دولار، وحجم الدمار الفعلي للاعصار باكثر من 16 بليون دولار.