يعاني العالم العربي من سوء فهم كبير في برنامجه الأمني، حيال حرية الأفراد والشعب في التعبير. فكثير من الدول العربية، للأسف، تحاسب أجهزتها الأمنية الناس على أقوالهم وآرائهم، سواء قالوها في مقهى، وقت لهوهم، أو في أي موقع أو وقت في حياتهم اليومية. فإن تحدثوا في السياسة لتمضية أوقات فراغهم، ساوت الأجهزة الأمنية الكلمات والكتابات، في قانون عقوباتهم، بعقوبة من يقومون بأعمال مسلحة ضد النظام، وبالمتمردين الذين يشهرون السلاح، مقاومين الأنظمة بأعمال عنيفة. لذا أرى أنه بات من الضروري جداً افهام الجهات الأمنية أن هناك فرقاً شاسعاً بين من يمارسون حقهم الطبيعي في التعبير والانتقاد الشفهي، المجاز في الأنظمة المتحضرة، وبين من يقومون بعمل مسلح، لقلب الأنظمة. فمن ينتقد ليس خطراً على النظام، بل ما هو إلا بوجهة نظره يتكلم ذلك الإنسان. وهذا مجاز في حرية التعبير، وليس سبباً كافياً لفصله من عمله، أو توقيفه. والتظاهرات السلمية، أو التعابير المخالفة، في الرأي، لوجهة نظر النظام الرسمية، ليست خطراً. بل قد تكون وسيلة جيدة لتنوير النظام بمطالب رعاياه، ليتعاون مع شعبه. فيعرف بهذا الأسلوب السلمي ما يدور في خلد الناس لتحقيق الآمال، مع الشعب وسلمياً. ولذا بات من الضروري عدم الخلط بين من يمارسون حقهم الطبيعي في التعبير وبين من يشهرون السلاح في وجه الأنظمة، ويقومون بأعمال اجرامية في حق البشرية جمعاء، وضد الأنظمة. بون ألمانيا - فيصل بن أحمد آل الشيخ مبارك