اعلن الموفد الخاص للامم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو أمس في دمشق عقب محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد ان مجلس الحكم الانتقالي العراقي يدعو سورية الى "تعزيز سلطة هذا المجلس كي يلعب دوراً فاعلاً في اعادة الامن والاستقرار". وافادت الاذاعة السورية الرسمية ان دي ميلو اعرب عن "أمله بأن تساهم الاممالمتحدة وجيران العراق في تعزيز سلطة هذا المجلس كي يلعب دورا فاعلا في اعادة الأمن والاستقرار والتمهيد لاجراء انتخابات ديموقراطية تؤسس لحكومة عراقية تعيد للعراق سيادته وتحافظ على وحدته وتنهي احتلال اراضيه". ويعتبر مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي تشكل الاحد في بغداد، اول هيئة تنفيذية في مرحلة ما بعد صدام حسين تم تشكيلها باشراف قوات الاحتلال. وتلقى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بحذر الثلثاء تشكيل المجلس معتبراً أن هذه الهيئة تمثل "بداية لا صدقية للحكم عليها الا بالخطوات اللاحقة التي ستستكمل وتكون مقبولة بشكل واسع من قبل الشعب العراقي". وفي رد على سؤال عن موقف الجانب السوري من المجلس قال مبعوث الاممالمتحدة انه يرى ان "الموقف كان محايداً واتفقنا على ان يعطى هذا المجلس الوقت كي نرى كيف يدبر اعماله". وقال انه "شعر في لقاءاته سواء مع الشرع او الرئيس الاسد ان هناك مساندة لدور الاممالمتحدة سواء كان دوراً سياسياً ام انسانياً". واضافت الاذاعة ان الرئيس بشار الاسد اوضح "ان سورية كعضو في الاممالمتحدة وعضو غير دائم في مجلس الأمن وبلد عربي جار للعراق حريصة على مستقبل العراق واستقلاله ووحدة اراضيه وعلى حرية وكرامة شعبه وسوف تدعم كل الخطوات التي تقوم بها الاممالمتحدة والتي تقود الى انهاء الاحتلال وتسلم الشعب العراقي زمام أموره". واكد الرئيس "اهمية الدور الذي تتوقع الاممالمتحدة ان تلعبه في العراق وقدرتها على مساعدة الشعب العراقي في طموحه لتحقيق حريته واستقلاله". وقرر مجلس الحكم العراقي الاثنين ارسال وفد الى مجلس الامن الدولي للحصول على الشرعية الدولية خلال المرحلة الانتقالية وسيعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا حول العراق في 22 تموز يوليو في نيويورك. ومارست الولاياتالمتحدة بعد انتصارها في العراق ضغوطا على دمشق حتى لا تتدخل في الشؤون العراقية. وكان غسان سلامة، المستشار الخاص لبعثة الأممالمتحدة في العراق، أكد ل"الحياة" قبيل توجهه مع دي ميلو، ان الغرض من اللقاء هو "عرض ما تم القيام به في الفترة الأخيرة وما استمعنا اليه من العراقيين وتطلعاتهم". ونفى سلامة الذي التقى مع دي ميلو والحاكم الأميركي للعراق بول بريمر وأعضاء مجلس "الحكم الانتقالي" قبيل توجهه الى المطار للذهاب الى دمشق، ان يكون مبعوث الأممالمتحدة يحمل اي رسالة من بريمر الى الرئيس الاسد، لكنه اكد ان "الاممالمتحدة تريد توجيه دعوة الى سورية للمساعدة في عملية قيام عراق جديد على علاقة طيبة بجيرانه"، مشيرة الى ان هناك "قسماً كبيراً من مشروع الاممالمتحدة "النفط للغذاء" يعتمد على الموانئ السورية وبالتالي هناك امل بأن تلعب سورية دوراً كبيراً في العراق الجديد الذي نصبو اليه". واشار الى ان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عبر لدي ميلو خلال لقائه معه السبت الماضي في الطائف عن اهتمامه الكبير بالوضع العراقي واكد له ان "السعودية لا يمكنها ان تبقى في منأى عما هو حاصل في العراق او ان تتجاهله" مبدياً اهتمامه بالحصول على قدر كبير من التوضيحات الخاصة بالوضع في العراق. وقال ان ولي العهد السعودي اعرب عن امله في ان يكون للامم المتحدة دور اكبر يتجاوز المجال الانساني او السياسي او الانمائي الى مجال حفظ الامن في العراق في الفترة المقبلة. وفد عراقي الى الاممالمتحدة من جهة قرر مجلس الحكم الانتقالي في العراق ارسال وفد الى نيويورك الثلثاء المقبل لمحاولة اقناع الاممالمتحدة بأنه يمثل شعب العراق الى ان يتم تشكيل حكومة دائمة. وستكون الزيارة أول عمل رسمي للمجلس المؤلف من 25 عضواً الذي عينته قبل ايام قليلة سلطات الاحتلال. ومن صلاحيات المجلس تعيين ممثلي العراق في الخارج واختيار الوزراء وصوغ دستور جديد للبلاد وارساء الأسس لانتخاب حكومة عراقية تحظى باعتراف دولي. ووافق المجلس على ارسال الوفد للتحدث امام مجلس الامن "لتعزيز دوره وترسيخه، بصفته السلطة الشرعية في العراق خلال هذه الفترة الانتقالية". وقال ديبلوماسيون في الاممالمتحدة ان الزيارة ربما تضع مجلس الحكم على الطريق للمطالبة بمقعد العراق في الجمعية العامة للامم المتحدة الشاغر منذ ان اطاح غزو قادته الولاياتالمتحدة حكومة صدام حسين. وقال آخرون ان ذلك لن يتم قبل اجراء انتخابات وقيام حكومة دائمة. واكد انوسينسيو ارياس سفير اسبانيا لدى الاممالمتحدة ورئيس مجلس الامن للشهر الجاري ان القوى المحتلة خولت المجلس تعيين ممثلي العراق في الخارج. واضاف قائلاً: "اذا كان لهم هذا الحق فمن نحن لنطعن فيه". وفي واشنطن اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر ان الوقت لم يحن بعد لأن يعين مجلس الحكم العراقي ممثلا لدى الاممالمتحدة. واضاف انه يمكن المجلس "ان يقرر من الذي سيمثل العراق في الخارج... وذلك يعني ان يقرر هل سيبقى الديبلوماسيون المعتمدون سابقاً أم هل سيجري ارسال ديبلوماسيين جدد". وزاد: "اعتقد بأننا لم نصل بعد الى تلك المرحلة في العملية برمتها... هؤلاء الناس سيغادرون اولاً للحضور الى الاممالمتحدة مع ممثل الامين العام واطلاع مجلس الامن على الاوضاع وكيف يعتزمون التحرك قدماً". ومن المنتظر ان يتحدث الوفد امام مجلس الامن المؤلف من 15 دولة فيما سيقدم سرجيو فييرا دي ميلو الممثل الخاص للامم المتحدة اول تقرير له عن مدى التقدم في جهود المنظمة الدولية للمساعدة في اعادة بناء العراق. الى ذلك اكد عضو المجلس رئيس الحزب الوطني الديموقراطي، نصير الجادرجي امس ان المجلس سينظر في تعيين وزراء عراقيين هذا الاسبوع. وعما اذا كان لديه تصور او اسماء مرشحة للتعيين، قال الجادرجي انه "لم يجر نقاش في هذا الموضوع وسيتم الاختيار حسب معيار الكفاءة والخبرة والاخلاص .. وسننظر في هذا الموضوع في خلال الايام القليلة المقبلة". واضاف في تصريحات الى صحيفة "الساعة" الاسبوعية ان "المجلس سيقوم بتعيين وزير موقت لكل وزارة .. وسيكون الوزراء الانتقاليون مسؤولين امامه لأنه يملك صلاحية عزل الوزراء عند فقدانهم الثقة". وعمن سيتولى رئاسة مجلس الحكم الانتقالي، اكد الجادرجي ان الموضوع سيبحث خلال اليومين المقبلين وقال "اعتقد بأن لا فرق في ان يشغل المنصب سني او شيعي او من اثنية، المهم ان يكون .. ذا نظرة شاملة للوضع العراقي". ونفى ان يكون يعتزم ترشيح نفسه لهذا المنصب، موضحاً من جهة ثانية ان رئيس المجلس "لن تكون السلطة في يده بل ستكون جماعية وستكون القرارات بالتشاور".