أعرب وزير الدفاع البريطاني جيف هون عن اعتقاده بأن "عدداً قليلاً" من قوات بلاده سيبقى في العراق فترة قصيرة، بعد اقامة حكومة جديدة، فيما لم يستبعد نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز بقاء قوات بلاده فترة طويلة، معتبراً ان تسليم السلطة لحكومة عراقية سيستغرق اكثر من مدة 6 شهور. وسئل وولفوفيتز في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الاميركية: "هل تفكرون بوجود عسكري اميركي مثل ذلك القائم حالياً في المانيا بهدف المساهمة في السلام واستقرار المنطقة؟"، فأجاب: "هذا احتمال". واضاف: "من المبكر جداً القول ما سيكون الترتيب الذي سيوضع. الكثير من هذه المسائل يجب ان تتقرر بشراكة مع حكومة عراقية تمثل الشعب العراقي. وعلينا ان نكون هناك لإقامة هذه الشراكة". وسئل وولفوفيتز عن توقعه امكان "التحالف" نقل السلطة الى ادارة عراقية جديدة بعد ستة اشهر من كسب الحرب فأجاب: "ربما يستغرق ذلك اكثر من ذلك الوقت. لدينا تجربة في شمال العراق عندما دفعت قوات التحالف التي ضمت الولاياتالمتحدةبريطانيا والعديد من الدول الاوروبية قوات الرئيس صدام حسين الى التراجع من تلك المنطقة في اوائل نيسان ابريل 1991. غادرت تلك القوات في الاول من ايلول سبتمبر 1991 على ما اعتقد ويدير الناس منذ ذلك الوقت شؤونهم بنجاح معقول". من جهة اخرى، قال المسؤول الاميركي "بوسعنا القول ان النظام العراقي يسيطر على مناطق واسعة من بغداد، وبعد اسبوعين بالكاد على اندلاع الحرب، لقد حققنا تقدماً كبيراً واصحبت قواتنا على مشارف بغداد وتسيطر على مطار بغداد الدولي… ان الحرس الجمهوري المخيف تكبّد خسائر هائلة والنهاية واضحة". وفي لندن ابلغ وزير الدفاع البريطاني هيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" ان عدد الجنود البريطانيين الذين سيبقون في العراق بعد ستة الى تسعة اشهر "سيعتمد على الوضع العسكري، ولكني آمل ان يكون العدد صغيراً جداً". واضاف ان "طموحنا هو رؤية العراق يدار من العراقيين وهذا ما نعمل عليه نحن والاميركيون". واوضح هون ان "القوات الاميركية والبريطانية يجب ان تبقى لفترة قصيرة من اجل الحفاظ على الامن، لكننا لا نستطيع القول ما هي الفترة اللازمة لذلك ... وفي آخر المطاف فإن طموحنا هو التوجه بسرعة في اتجاه وضع يكون العراق فيه عائداً لشعبه". وستكون مرحلة ما بعد صدام حسين من ابرز المواضيع الواردة على جدول اعمال القمة المصغرة التي ستجمع الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم في بلفاست ارلندا الشمالية. وفي ما يتعلق ببغداد، اعرب وزير الدفاع البريطاني عن الامل في ان يتصرف الاميركيون حيالها "بحذر". وقال: "من الممكن التأكد من ان بغداد تمثل المشاكل نفسها التي مثلتها محافظة البصرةجنوبالعراق التي تحاصرها القوات البريطانية مع مقاومة من ميليشيا، لكن اهمية تجنب ايقاع ضحايا مدنيين هي ضرورية... أنا متأكد ان الاميركيين سيقتربون من هذا ولكن بحذر".