صرح وزير الدفاع البريطاني جيف هون أمس بأن عمليات التحقق من اسلحة الدمار الشامل في العراق قد تخرج عن اطار الاممالمتحدة ليتولاها بلد لم يشارك في الحرب البريطانية - الأميركية. وقال في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي": "سبق وأكدنا باستمرار ان من المفيد بعد دخول القوات الى العراق وعندما تبدأ عملية البحث عن اسلحة الدمار الشامل، ان تتولى جهة مستقلة عمليات التحقق". وأجدد القول "ان ذلك قد يكون عبر الاممالمتحدة ولكن قد يكون ايضاً عبر بلد محايد يشارك في التحالف". ومسألة عودة المفتشين الدوليين موضع خلاف بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا من جهة، وفرنسا وروسيا من جهة اخرى. وشدد هون الذي تفقد القوات البريطانية في جنوبالعراق وانتقل أمس الى قطر على القول "انه سيكون هناك عنصر مستقل في عمليات التحقق ولم نوضح ان هذا العنصر سيكون بالضرورة الاممالمتحدة". وزاد: "هناك دول تملك المختبرات المناسبة وقد تكون مستعدة لهذا العمل" ولكنه امتنع عن تحديد دول بعينها. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعلن الاربعاء عقب زيارة نظيره الاسباني خوسي ماريا اثنار للندن، ان البحث عن اسلحة الدمار الشامل يستدعي عمليات "تحقق مستقلة". وأعرب هون مجدداً عن قناعته بأن نظام صدام حسين اخفى اسلحة دمار شامل. ولكنه قال ان العثور عليها سيستغرق "بعض الوقت" وأحجم عن تحديد مهلة. واضاف: "في نهاية الامر، ذلك مرهون بالذين يعرفون مكان هذه الاسلحة ويريدون ان يعلمونا بها، وأنا واثق من ان ذلك سيبدأ قريباً". وتابع: "نعرف على سبيل المثال، انه عندما وصل المفتشون الدوليون الى العراق أخفت اجهزة الاستخبارات التابعة لصدام حسين اسلحة وفككت صواريخ ووزعت مقوماتها عبر البلاد لمنع المفتشين من العثور على أماكنها". ورداً على سؤال عن عدم استخدام الاسلحة الكيماوية او البيولوجية المزعومة عندما شنت بريطانيا واميركا الهجوم النهائي على بغداد، اعتبر الوزير البريطاني ان "القوات العراقية لم يتسن لها الوقت الكافي لتجهيزها واستخدامها". واضاف: "ان ذلك عائد للانتصارات المدهشة لقوات التحالف منذ بدء النزاع لضرب مركز القيادة وقدرة النظام على نقل التعليمات". ورأى هون ان "اسلحة الدمار الشامل بقيت أثناء الهجوم البريطاني - الاميركي، مخبأة وهي لا تزال كذلك حتى الآن". وشدد على ضرورة "إجراء تقويم مستقل للمكتشفات الأشياء التي عثرنا عليها في العراق" من طرف ثالث، ورأى أنه "ليس من الضروري أن يتم ذلك من خلال الأممالمتحدة" لكنه قال: "من الممكن ان تكون المنظمة الدولية إحدى المنظمات التي تعطينا رأياً حول هذا الموضوع". وقال الوزير البريطاني ل"الحياة" ان محادثاته مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كانت جيدة، وأوضح انه "قدم الشكر على الضيافة الرائعة والدعم الذين قدمهما القطريون للقوات البريطانية". وعن مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين قال: "لا يزال البحث جارياً عنه". ونوه بالحملة العسكرية الأميركية - البريطانية على العراق ووصفها بأنها ناجحة. وقال: "إن قوات التحالف أزالت النظام العراقي الذي كان يسيطر على الحكم لمدة طويلة، والتركيز الآن ينصب على الفوز بمعركة السلام التي نتمنى أن يحالفنا النجاح فيها". وكان وزير الدفاع البريطاني أشار في تصريحاته الى أنه زار العراق ليشيد بدور القوات البريطانية، وقال ان زيارته التي التقى خلالها عسكريين بريطانيين في قاعدة السيلية في قطر "تهدف الى تقديم الشكر لقواتنا على العمل العظيم الذي قامت به".