اتهم الرئيس صدام حسين المفتشين المكلفين نزع أسلحة العراق بأنهم يقومون بعمل "استخباراتي صرف"، واعتبر أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ستواجهان "هزيمة منكرة" إذا اختارتا طريق الحرب، مؤكداً أن "النصر حليف" العراق. واتهم واشنطن بالسعي إلى احتلال الخليج للسيطرة على ثرواته. وفي خطاب ألقاه أمس في الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس الجيش العراقي، اتهم صدام المفتشين بممارسة "عمل استخباراتي صرف" يصب في اتجاه التحضير للضربة المتوقعة، موضحاً "ان فرق التفتيش صارت تتخطى الأهداف المعلنة لمجلس الأمن، بما في ذلك القرارات السيئة التي صدرت باسمه، وبدلاً من أن تفتش عما سمي أسلحة الدمار الشامل، لتكشف كذب الكاذبين، راحت تهتم بجمع القوائم بأسماء العلماء العراقيين، وتوجيه أسئلة مقصودة لغير أهدافها الظاهرة إلى العاملين، والاهتمام بمعسكرات الجيش، وبالإنتاج الحربي غير المحظور". ورأى أن العراق "ليس الهدف الوحيد في الحرب …، بل احتلال الخليج العربي احتلالاً مادياً كاملاً، والتدخل سياسياً وعسكرياً في دوله، بما يضمن السيطرة عليها وعلى مواردها والعمل لتجزئة بعضها". وزاد ان الولاياتالمتحدة تعمل ل"تغطية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وتنسقان معاً لإغلاق البحر الأحمر ومداخل بحر العرب لضمان أمن إسرائيل وحماية خطوط مواصلاتها النفطية والعسكرية". واضاف: "العدو يريد ان يغطي على هشاشة أجهزته وقدرتها أمام الرأي العام الأميركي إزاء أحداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 وضعف بل شبه انهيار الاقتصاد الأميركي، ويلهي الشعب الأميركي عن الحقائق التي يسعى الواعون هناك إلى معرفتها". وأشاد ب"الاستشهاديين الفلسطينيين" في "عملياتهم الموجهة إلى الاحتلال الاسرائيلي"، وقال: "تحية الى شعب فلسطين المجاهد البطل وكل حر وحرة من الغيارى الاستشهاديين الذين يردون العدوان الصهيوني، فيخيّبون ظن السوء للإدارات الأميركية التي تحالفت مع هذا الكيان المسخ، على الجريمة والعار الذي يلحق بهما". وفي لهجة اتسمت بالحماسة، دعا صدام العراقيين الى الإعداد لمواجهة الحرب، وقال: "نحن في بلدنا، ومن يكن في بلده وهو على حق وعدوه على باطل ويأتي عدوه إليه معتدياً من خلف المحيطات والبحار فلا شك أن النصر حليف أهل الحق وهم في ديارهم، والهزيمة الأكيدة لأعدائهم". واستدرك: "لن نهاب احداً في حقنا وسنواصل الطريق. حقنا واضح وباطلهم واضح ولسنا من يخشى باطلهم". إلى ذلك أ ف ب اعتبر وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان التصريحات الاميركية المعادية للعراق سيكون مصيرها "مزابل التاريخ". وأضاف صبري الذي التقى الصحافيين في اعقاب الاحتفال بوضع اكاليل من الزهور على ضريح الجندي المجهول، لمناسبة يوم الجيش العراقي: "اوهام المستعمرين واحلامهم دائماً مكانها الطبيعي مزابل التاريخ. يتوهمون ويحلمون بأحلام مستحيلة عادة، وتحيلها الشعوب وارادة الشعوب الى مزابل التاريخ".