افادت الاستطلاعات ان الرأي العام العالمي يعارض بشدة حرباً على العراق ولا يتفهم دوافعها حتى في الولاياتالمتحدة حيث اخذت شعبية الرئيس جورج بوش تتراجع. ونادراً ما كان لحرب معلنة مسبقاً شعبية متدنية في هذه المستويات في حين ما زالت الحكومات غير مقتنعة بضرورتها باستثناء الادارة الاميركية وحليفها البريطاني توني بلير واسرائيل. ومما يدعو الى السخرية هو ان السياسة الاميركية باتت خلال الايام الأخيرة محل انتقادات في تظاهرتين متناقضتين ايديولوجيا وهما منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا ومنتدى بورتو اليغري المناهض للعولمة في البرازيل. وتدفق آلاف المتظاهرين قدموا من مختلف اقصاع العالم الى شوارع بورتو اليغري للتعبير عن رفضهم الحرب بينما تعرضت الولاياتالمتحدة الى انتقادات شديدة من قبل دول عدة في دافوس. وتساءل رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد: "هل تثقون في احد يكوّن تحالفاً ثم يقرر التحرك بفرده رغم انف الاخرين؟ ان عملا منفردا ضد العراق سيؤجج مجددا الارهاب ويزيد في اتقاده". وفي اوروبا أعرب ثلاثة ارباع الفرنسيين والالمان عن معارضتهم الحرب 76 في المئة من الفرنسيين "يعارضون" التدخل العسكري الاميركي، و71 في المئة من الألمان يرون من غير المنصف الهجوم على العراق حتى ولو رفض الامتثال الى مطالب الاممالمتحدة. وفي اسبانيا، حليفة الولاياتالمتحدة، لم يوافق على تدخل عسكري منفرد في العراق سوى 6،6 في المئة ممن شملهم الاستطلاع. وفي ايطاليا اعرب 83 في المئة من السكان تأييدهم شعار "لا للحرب" الذي اطلقه البابا يوحنا بولس الثاني. وفي بلجيكا أفاد استطلاع امس ان أكثر من ثلثي البلجيكيين يعارضون الحرب. ويطغى الشعور نفسه في البلدان الشمالية مثل النروج او الدنمارك حيث 90 في المئة من السكان يعربون عن رفضهم الحرب ضد العراق من دون موافقة الاممالمتحدة. وفي هولندا ليس هناك سوى 3 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون الحرب على العراق ضرورية. وفي النمسا يعارض اكثر من تسعين شخصاً من كل مئة عملا عسكرياً ضد العراق. وفي بريطانيا تدنى عدد مساندي الحرب الى ادنى مستوياته حتى بلغ 30 في المئة حسب اخر استطلاع. وفي تركيا المتاخمة للعراق، عارض تسعة اشخاص من كل عشرة عملا عسكريا في حين يبدي العالم العربي والاسلامي معارضة شديدة لحرب على العراق يعتبرها على رغم ذلك محتومة. وخلال اسبوع اظهرت ستة استطلاعات رأي نشرت في كبريات وسائل الاعلام الأميركية "تايم" و"نيوزويك" و"واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" ان هامش الثقة بالرئيس جورج بوش صار دون 60 في المئة، في ادنى مستوى له منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وفي الوقت نفسه قال اكثر من 60 في المئة من الاميركيين انهم يؤيدون منح المفتشين والديبلوماسية مزيداً من الوقت بدل اطلاق الحرب مباشرة.