يرى كثيرون ان مشاركة المهاجم روماريو مع المنتخب البرازيلي لكرة القدم في مونديال كوريا الجنوبية واليابان المقرر من 31 ايار مايو الى 31 حزيران يونيو مسألة فنية حيوية ستعزز فرصة المنتخب الذهبي في احراز اللقب، في حين سيوجد غيابه الثغرة الهجومية التي حالت دون تتويج مسيرته في مونديال فرنسا عام 1998، والذي كان ابعد منه في شكل غريب قبل يومين فقط من انطلاق منافساته. ولعل هؤلاء محقون في التعامل مع موضوع مشاركة روماريو او عدمها انطلاقاً من هذا الواقع، خصوصاً انه لا يزال يتألق مع فريقه فاسكو دا غاما في البطولة المحلية، الا ان خلفيات هذا الموضوع تتخطى الاطار الفني وربما العاطفي، استناداً الى شعبية روماريو الكبيرة لدى الجماهير والرياضيين، لتعكس النواحي السياسية والتجارية التي تتحكم بشؤون اللعبة المحلية وشجونها. ويمثل روماريو ورقة مهمة في ايدي الاشخاص النافذين الساعين الى الاطاحة برئيس الاتحاد الحالي ريكاردو تيكسييرا، والذي تجمعه قرابة مصاهرة مع جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي السابق. كانت المحاولة الاولى للاطاحة بتيكسييرا العام الماضي باءت بالفشل الكامل، على رغم اتهامه بقضايا فساد عدة شملت اللاعبين والاندية والمنتخب على السواء، علماً ان التحقيقات استمرت اشهراً عدة باشراف لجنة منتدبة من مجلس النواب المحلي، والتي رفعت شعار تغيير الهيكلية الفنية والادارية للكرة اليرازيلية عموماً. وترتكز المحاولة الجديدة على توفير معطيات ابعاد روماريو عن التشكيلة، اذ يسود الاعتقاد لدى هؤلاء الاشخاص النافذين ان تحقيق المنتخب البرازيلي نتائج مخيبة، والتي لا سبيل لتفاديها بحسب قولهم في اي حال من الاحول، بوجود روماريو سيضعف موقف تيكسييرا من دون ان يضمن رحيله، اما ان تترافق هذه النتائج مع غياب روماريو سيوجه الضربة القاضية لتيكسييرا، تمهيداً لانهيار امارة رئاسته بلا رحمة. وهنا لم يتردد هؤلاء عبر وسائل مختلفة عدة في الترحيب بموقف المدرب لويز فيليبي سكولاري الاخير في عدم استدعاء روماريو للمشاركة في المباراة الودية المقررة اليوم امام ايسلندا، على غرار المباراتين الوديتين السابقتين امام بوليفيا 6-صفر والسعودية 1-صفر، على رغم ان تشكيلتيه خلتا من اللاعبين المحترفين في البطولات الاوروبية. وأيد هؤلاء بالتالي حجته في اتخاذ هذا القرار الذي استند الى الفكرة الراسخة لديه بان روماريو لا يشكل خياراً تكتيكياً يتناسب مع اسلوب لعبه. لكن هل يعني ذلك ان سكولاري متورط في عملية الاطاحة بتيكسييرا؟ كلا، ليس لأنه يريد ان يحفظ جميل تعيينه في منصبه من جانب تيكسييرا نفسه، بل لأنه يملك بكل بساطة حنكة العمل والتصرف المحايد بعيداً من اي ضغوطات او مواقف تخرج عن اطار التزاماته المهنية. ويُشار في هذا السياق الى ان سكولاري رفض قبل اعوام عدة عرضاً اول لتولي مهمة الاشراف على المنتخب، كونه لم يتمتع بحسب قوله بالديبلوماسية المطلوبة لادارة دفة القيادة وسط تيارات الصراعات الكثيرة والمتشعبة في الكرة البرازيلية. وعلى رغم ان هذه الديبلوماسية تقطع الطريق كلياً امام تيكسييرا لتأمين مشاركة روماريو المفيدة له، فإنه يسعى لانقاذ رأسه عبر تعيين النجم السابق فالكاو مساعداً للمدرب سكولاري، باعتباره من اكثر المؤيدين لانضمام روماريو. ينتظر تيكسييرا حالياً بفارغ الصبر رد فالكاو على العرض الذي قدمه اليه، علماً ان الاخير لم يشغل اي منصب تدريبي في الفترة السابقة بخلاف بداية التسعينات حين تولى تدريب المنتخب البرازيلي ذاته فترة قصيرة. وهو لجأ الى تحرك ثانٍ تمثل في اعلان دعمه لروماريو خلال لقاء عقد اخيراً، وسادته اجواء الود والصداقة الحميمة غير المألوفة بينهما في السابق. وتطرق الاجتماع الى معضلة رئيسة في موضوع انضمام روماريو وهي ارتباطه بعقد اعلاني مع شركة مياه تختلف عنها لدى المنتخب، ما يشكل نقطة تعارض بين مصالح الفريقين!