نتيجة استفتاء تاريخي رجحت الكفة فيه غالبية بسيطة من المواطنين . سويسرا تتخلى عن حيادها وتنضم الى الأمم المتحدة

بعد قرون من العزلة السياسية قرر السويسريون في استفتاء امس، انضمام بلادهم الى الامم المتحدة، ما اخرج سويسرا عملياً من سياسة الحياد التي اعتمدتها تاريخياً. وحظي قرار الانضمام الى الامم المتحدة بتأييد غالبية ضئيلة لا تتجاوز ال54 في المئة في مقابل 45 في المئة رفضوا ذلك.
جنيف - أ ب، أ ف ب - شارك السويسريون امس، في استفتاء عام في شأن ما اذا كانوا يريدون انضمام بلادهم الى الامم المتحدة بعدما كانت الدولة الوحيدة الى جانب الفاتيكان التي لا تنتمي الى المنظمة الدولية.
وأظهرت النتائج الجزئية للاستفتاء مساء امس، ان 54 في المئة صوتوا لمصلحة الانضمام الى المنظمة الدولية، في مقابل 45 رفضوا ذلك، وكان مقرراً الاعلان عن النتائج النهائية للاقتراع في كل الكانتونات في وقت متأخر مساء.
وطلب من اربعة ملايين و715 الف ناخب سويسري الاجابة على السؤال التالي: "هل تقبل المبادرة الشعبية لانضمام سويسرا الى الامم المتحدة؟". ودعم هذه المبادرة التي وقعها 124772 شخصاً، المجلس الفيديرالي الحكومة ومعظم التشكيلات السياسية والنقابية بما في ذلك ارباب العمل.
معارضة يمينية
الا ان اليمين المتطرف بزعامة الملياردير كريستوف بلوخر من زوريخ، عارض هذا الانضمام بشدة باسم الحياد الكامل.
وبدأ الاستفتاء في تواريخ مختلفة. وجرى بناء على قوانين كل من البلديات ال2942 التي تحظى بحكم ذاتي واسع، حتى ان بعضها بدأ عملية الانتخاب مساء الاربعاء واخرى الخميس او الجمعة وحتى السبت.
ويذكر ان جنيف تستضيف نحو عشرين منظمة او مؤسسة متخصصة تابعة للامم المتحدة وتعتبر ثاني مركز لهذه المنظمة بعد نيويورك. وستكون سويسرا العضو ال190 في الامم المتحدة.
وعلى رغم مشاركة سويسرا بقوة في الكثير من نشاطات الامم المتحدة واستضافتها لمقار اوروبية، الا ان حيادها الشديد وتفكيرها المستقل ابعداها عن العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وتعتبر دولة الفاتيكان الدولة الوحيدة الاخرى غير المشاركة في الامم المتحدة.
وكان آخر استطلاع للرأي نشر في شباط فبراير الماضي اظهر ان نحو 54 في المئة من الناخبين السويسريين يؤيدون الانضمام الى الامم المتحدة مقارنة بنحو 50 في المئة في استطلاع اخر أجري قبل شهر. وبموجب النظام السويسري لا تتحقق عضوية سويسرا في الامم المتحدة بمجرد الفوز بغالبية الاصوات في الاستفتاء، لكن يشترط ايضاً ان يتحقق ذلك في كل الولايات السويسرية وعددها 23 ولاية وهو ما يعطي ثقلاً لاقاليم صغيرة ناطقة بالالمانية تتشك دوماً في عالم اوسع نطاقاً.