نيودلهي، واشنطن - رويترز، أ ف ب - دعت موسكو الحليف التقليدي لنيودلهي إسلام آباد الى اتخاذ خشطوات ملموسة لكبح جماح الانفصاليين في كشمير الهندية لاظهار جديتها في شأن محاربة الارهاب، فيما اعتبرت وكالة الاستخبارات الاميركية إن خطر نشوب حرب بين الهندوباكستان أكبر من أي وقت منذ 1971 وأعربت عن خشيتها من اندلاع نزاع نووي. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إيليا كليبانوف الذي يزور العاصمة الهندية مع وفد دفاعي مؤلف من 50 عضوًا أن بلاده تتفق مع الهند "عندما تقول لباكستان: كفاكم كلامًا وحان وقت القيام بعمل فعلي... حان الوقت كي تظهر باكستان للعالم أنها جادة في محاربة الارهاب". وتأتي زيارة كليبانوف في وقت حشدت فيه الهندوباكستان نحو مليون وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف حظر الشهر الماضي خمس جماعات متشددة واعتقل مئات المتطرفين. الا أن نيودلهي التي تتهم إسلام آباد ب"الارهاب عبر الحدود" من خلال إرسال متشددين لمحاربة الحكم الهندي في كشمير اعتبرت أنها اجراءات غير كافية وقالت إنها لن تسحب قواتها، وطالبت إسلام آباد بتسليم 20 مشتبهًا بهم تقول إنهم مختبئون في باكستان للمساعدة على تهدئة الوضع. وقال كليبانوف: "يجب أن تعاقبهم وتسلمهم إذا لزم الامر. إن لم تكن باكستان قادرة على ذلك فإن التوترات ستستمر". اتفاقات دفاعية وأجرى كليبانوف محادثات مع وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز حول صفقة أسلحة قيمتها ملايين الدولارات. ويجري البلدان الحليفان منذ عهد الحرب الباردة محادثات لامداد نيودلهي بقاذفات وحاملة طائرات وغواصات تعمل بالطاقة النووية. وتعتبر موسكو أكبر مصدر للاسلحة بالنسبة للهند وقدمت لنيودلهي طائرات قتال حديثة ودبابات وسفناً حربية. وأعلن كليبانوف أن روسياوالهند بدأتا انتاج طائرة عسكرية بموجب اتفاق تعاون دفاعي ثنائي ستستخدم في نقل الجنود وفى الشحن. تحذير أميركي من جهة أخرى، اعتبر مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي أيه جورج تينيت أول من أمس أن خطر نشوب حرب بين الهندوباكستان أكبر من أي وقت مضى وأنه يمكن أن يؤدي الى نزاع نووي. وأعلن تينيت أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي "أن خطر نشوب حرب بين القوتين النوويتين بلغ ذروته منذ 1971". وأضاف: "إن الهندوباكستان تقللان علنًا من خطر اندلاع نزاع نووي في الازمة الحالية ولكننا قلقون جدًا من أن تتفاقم حرب تقليدية، في حال اندلعت، قد تؤدي الى مواجهة نووية". وأشار تينيت الى أن البلدين يسعيان الى تطوير أسلحة نووية أكثر حداثة وانتاج مواد قابلة للانشطار والزيادة في مخزونهما النووي. وأعرب عن "قلقه المتواصل من أن الطرفين قد لا يكونان انتهيا من التجارب النووية". وكانت الهند أجرت الشهر الماضي تجربة ناجحة لصاروخ باليستي من طراز "آغني" قادر على حمل رأس نووي ويبلغ مداه 1500 كلم، ما يمكنه من الوصول الى عمق الاراضي الباكستانية والصينية. وأنحى تينيت باللائمة على الشركات الصينية التي تشكل مصدر التمويل الاساس لتكنولوجيا الصواريخ لكل من باكستان وإيران ودول أخرى على رغم تعهد بكين السابق بعدم تزويد الدول التي تسعى الى تطوير الصواريخ الباليستية الحاملة للرؤوس النووية أي تقنيات تمكنها من ذلك. ومن جهة أخرى، أشاد مدير ال"سي آي أيه" بخطاب الرئيس برويز مشرف الشهر الماضي الذي تعهد فيه قمع التطرف في بلاده معتبراً أنه "يشكل خطاً فاصلاً واضحاً وقوياً بين رؤية ماضوية ضيقة متسمة بالصراع وخالية من التسامح وأخرى مستقبلية متسامحة وذات توجه سلمي". وحشدت الهندوباكستان نحو 800 ألف جندي على حدودهما المشتركة منذ أن ألقت نيودلهي مسؤولية الهجوم على البرلمان الهندي في 13 كانون الاول ديسمبر على مجموعات متطرفة تتخذ من باكستان مقرًا لها.