وضع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس حجر الاساس لمشروع وقف الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود للانفاق على الحرمين الشريفين، في اطار دعم مشاريع الوقف الخيرية. ويقام المشروع على جبل بلبل ويبلغ ارتفاعه 148 متراً عن سطح الارض ويطل على المسجد الحرام مباشرة، وكانت عليه "قلعة اجياد" التي تقرر إعادة بنائها بأبعادها ومزاياها في موقع آخر من مكةالمكرمة للمحافظة عليها باعتبارها ارثاً تاريخياً. ويعتبر المشروع مدينة سكنية متكاملة على مساحة 297 ألف متر مربع، ويتكون من أربعة أبراج سكنية بارتفاعات متدرجة تطل 80 في المئة من غرفها على المسجد الحرام، إضافة الى فندق في مواجهة الحرم المكي، ويصل اجمالي استثمارات المشروع الى ما يزيد عن 335 مليون دولار بليونا ريال سعودي لواحد من أكبر المشاريع الاستثمارية المخصصه للانفاق على الحرمين الشريفين والمدينة المنورة، ويوفر إضافة كبيرة للطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين في المستقبل. ويقول الدكتور عمر باقعر، أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، إن تقدير عوائد الاستثمارات العقارية في مكةالمكرمة يراوح بين 12 و14 في المئة من قيمة العقار في السنوات الاخيرة، على رغم ان العوائد مقسمة إلى جزئين: الأول في الاصل والثاني في العائد النقدي ، فيما يرجح الاقتصاديون في السعودية زيادتها تدريجاً خلال السنوات الخمس المقبلة بنسب متفاوتة تبدأ من 5،2 إلى سبعة في المئة وربما تزيد. ومعلوم ان جغرافية مكةالمكرمة تختلف عن سواها من المدن المحيطة بها، فالمسجد الحرام يتوسط اكبر اوديتها الذي تحيط به الجبال من كل جانب وان تفاوتت في احجامها وارتفاعاتها وانحداراتها، جميعها مطل على المسجد الحرام، واستطاعت الحكومة السعودية ان تنظم بعض المناطق المحيطة بالمسجد تنظيما جيداً خلال مراحل التوسيع المختلفة، وتعمد اليوم في تنفيذها عدداً من المشاريع التنظيمية والتوسعية للمناطق المحيطة بالمسجد الحرام الى الاستعداد لمواجهة احتمال وصول سكان مكةالمكرمة في الاعوام المقبلة إلى اكثر من 9.4 مليون. وينتظر ان تكتمل مرحلة توسيع الطاقة الاستيعابية للمناطق المحيطة بالمسجد الحرام بتنفيذ مشروع جبل عمر الذي طرحته شركة مكة للانشاء والتعمير والذي يستهدف تطوير المناطق الجبلية العشوائية في المنطقة الجنوبية الغربية المطلة على الحرم المكي، ما يشكل نقلة نوعية للمشاريع العمرانية في تاريخ أم القرى وفق احدث الخطط والدراسات الحديثة، بطاقة استيعابية تصل الى 96 ألف نسمة، وبكلفة اجمالية تصل الى 1.6 بليون دولار تتضمن انشاء طريق مواز للشارع الرئيس المؤدي الى الحرم المكي من جهة طريق جدة السريع.