أعرب مسؤولون باكستانيون عن اعتقادهم بأن تنظيم "القاعدة" يسعى الى نقل مركزه ونشاطاته الى مدينة كراتشي حيث يلقى تعاطفاً شعبياً، فيما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها تنوي اقامة مراكز قيادة اميركية في القرن الافريقي لادارة العمليات ضد التنظيم. فيما استهدفت صواريخ قواعد أميركية في جنوب شرقي أفغانستان. واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مسؤولين باكستانيين ان تنظيم "القاعدة" يسعى الى اقامة شبكته الجديدة في كراتشي التي لا يتردد بعض سكانها في تأجير شقق لعناصرها وتقديم الدعم الكبير. وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية للصحيفة ان "الكثير من الباكستانيين يساعدونهم"، مضيفاً "انني مقتنع بأنه في هذه اللحظة يؤجر لهم بعض الباكستانيين شققاً. واذا لم يشعروا بالامان فلا يكون عليهم سوى العثور على اخرى". وتعتقد السلطات الباكستانية ان قائد عمليات "القاعدة" خالد شيخ محمد الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة يقيم في كراتشي. واستناداً الى السلطات الباكستانية فان عناصر "القاعدة" لا ينقصهم السلاح ولا المال ويتخذون احتياطات كبيرة لعدم رصدهم. وعلى سبيل المثال، اشارت المصادر نفسها الى حالة رمزي بن الشيبة، احد منفذي 11 ايلول سبتمبر الذي ألقي القبض عليه في كراتشي بعد عام بالضبط من هذه الاعتداءات. واضافت انه قبل شهرين من اعتقاله اقام ابن الشيبة مع ستة آخرين من المشتبه فيهم في شقتين استأجروهما عبر ناشط باكستاني قام بتزويدهم بالمؤن خلال اقامتهم. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول باكستاني قوله: "كانوا وصلوا قبل عام. وتطلب منهم التجمع هنا 15 يوماً". واوضحت السلطات ان اعتقالهم تسبب في زعزعة "القاعدة" في كراتشي. من جهة اخرى، اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون ان الوزارة تعتزم اقامة مراكز قيادة اميركية في القرن الافريقي لادارة العمليات الاميركية ضد "القاعدة" في الوقت الذي تركز القيادة الاميركية العليا على العراق. واوضح المسؤولون ان الفرقة الثانية لمشاة البحرية المارينز في معسكر لوجون في كارولاينا الشمالية تلقت اوامر بنشر بضع مئات من العسكريين لعمليات مشتركة في القرن الافريقي. وتتمركز قوة ضاربة تتألف من 800 جندي من قوات العمليات الخاصة ومشاة البحرية في جيبوتي لمواجهة عناصر من "القاعدة" في هذه المنطقة. واضافت المصادر نفسها ان هذه القوات لم تشن اي عملية حتى الان وتركز خصوصاً على التدريب وتوسيع اتصالاتها مع القوات الحكومية في الصومال واثيوبيا واريتريا وكينيا واليمن، لكنها تقوم بالتفتيش عن قادة التنظيم لا سيما في اليمن. أعلن الجيش الاميركي ان ستة صواريخ سقطت قرب مواقع اميركية في جنوب شرقي افغانستان في ساعة مبكرة أمس من دون سقوط ضحايا. وأفاد بيان عسكري ان ثلاث طائرات هجومية من طراز "ايه/10" اقلعت من قاعدة بغرام الجوية الى الشمال من كابول بعد سقوط ثلاثة صواريخ على مسافة نحو كيلومتر واحد من قاعدة للقوات الخاصة في غارديز عاصمة اقليم بكتيا فجر أمس. وأوضح البيان ان صاروخاً آخر سقط على مهبط طائرات تابع لقاعدة اميركية للعمليات المتقدمة في خوست القريبة بعد 20 دقيقة من منتصف الليل ثم سقط اثنان آخران في حوالى الساعة الرابعة فجراً تفصل بينهما عشر دقائق. وأكد البيان ان اطلاق هذه الصواريخ لم يسفر عن سقوط قتلى او جرحى. لكن جنديين اميركيين اصيبا بجروح عندما انقلبت سيارتهما التي كانت ضمن قافلة تضم ثلاث سيارات كانت متجهة من مدينة باميان في وسط افغانستان الى مقر القوات الاميركية في بغرام أول من أمس. وأضاف ان احد الجنديين فقد الوعي بينما اصيب الآخر بجروج في يده. وذكر البيان ان الطائرتين اللتين اقلعتا من مطار بغرام بعد الهجوم الصاروخي لم ترصدا اي تحرك، لكن دورية اميركية وجدت ثلاثة صواريخ اخرى موجهة نحو قاعدة في خوست. وعثر على الصواريخ على مسافة قريبة من القاعدة وتم تدميرها. وأفاد البيان العسكري ايضاً ان جنود قوات التحالف اعتقلوا شخصاً ضبط وهو يحمل بندقية من طراز "ايه كيه/47" وجهازي اتصال لاسلكي قرب لوارا وهو موقع قاعدة اميركية اخرى غير بعيدة من خوست.