خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الاتحاد    إسعاف القصيم يرفع جاهزيته تزامنا مع الحالة المطرية    ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات    النويصر: «طيران الرياض» يُوقِّع طلبية لشراء 60 طائرة.. والتشغيل منتصف 2025    60 مشروعًا علميًا بمعرض إبداع جازان 2025 تتنوع بين المجالات العلمية    تعليم الطائف ينهي الاختبارات العملية .. و1400مدرسة تستعد لاستقبال 200 ألف طالب وطالبة    علامة HONOR تفتح باب الحجز المسبق للحاسوب المحمول الرائع HONOR MagicBook Art 14    الجامعة العربية: دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله إلى حين حل قضية اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية    صندوق الاستثمارات العامة يوقّع مذكرات تفاهم مع خمس مؤسسات مالية يابانية رائدة    وزير الإعلام يعلن إقامة ملتقى صناع التأثير «ImpaQ» ديسمبر القادم    جمعية اتزان بجازان تختتم برنامجها التوعوي في روضة العبادلة بييش    السعودية تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم بحيرة تشاد    البنك السعودي الأول يحقق صافي دخل 5.9 مليار ريال سعودي بعد الزكاة وضريبة الدخل للربع الثالث بنسبة زيادة قدرها 16%    فيصل بن فرحان: نسعى لتنويع الشراكات الدولية.. ومستعدون للتعامل مع أي رئيس أمريكي    وزير الداخلية السعودي ونظيره البحريني يقومان بزيارة تفقدية لجسر الملك فهد    وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي رئيس وزراء كندا السابق    إطلاق حملة ( تأمينك أمانك ) للتعريف بأهمية التأمين ونشر ثقافته    أمير حائل يستقبل وزير البلديات والإسكان ويطلع على تصاميم المنطقة المركزية    أمانة القصيم تنظم حملة التبرع بالدم بالتعاون مع جمعية دمي    أمانة القصيم تكثف جهودها الميدانية في إطار استعداداتها لموسم الأمطار    شارك في الصراع 50 دولة .. منتخب التايكوندو يخطف الذهب العالمي المدرسي بالبحريني    المرشدي يقوم بزيارات تفقدية لعدد من المراكز بالسليل    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    رئيس الإتحاد: مباراة الأهلي مهمة في الصراع على لقب الدوري    بنزيما يُهدد بالغياب عن مواجهة الأهلي    الدكتور عبدالله الربيعة يلتقي نائب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين    أمير المدينة يكرم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن    وزير العدل يقر اللائحة التنفيذية الجديدة لنظام المحاماة    أدبي تبوك ينظم أمسية حوارية حول روًي الاختلاف مابين العقل والإبداع    رئيس وزراء باكستان يلتقى وزير الاستثمار    "سعود الطبية" تنفذ 134 ألف زيارة رعاية منزلية عبر فرق متخصصة لخدمة المرضى    وزير الاقتصاد: السعودية تقود المستقبل باستثمارات قياسية في الطاقة المتجددة والتكامل الاقتصادي    الأنمي السعودي 'أساطير في قادم الزمان 2' يُحلق في سماء طوكيو وسط احتفاء من الإعلام الياباني    رئيس جمهورية السنغال يغادر المدينة المنورة    نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 2.8٪ خلال الربع الثالث من 2024    الأرصاد: استمرار الحالة المطرية على مناطق المملكة    هاريس تخفف آثار زلة بايدن بالدعوة لوحدة الصف    خدمات صحية وثقافية ومساعدون شخصيون للمسنين    الحركات الدقيقة للعين مفتاح تحسين الرؤية    كيف تفرّق بين الصداع النصفي والسكتة الدماغية ؟    جوّي وجوّك!    السلطة الرابعة.. كفى عبثاً    الجبلين يقصي الاتفاق من كأس الملك بثلاثية    لا تكذب ولا تتجمّل!    «الاحتراق الوظيفي».. تحديات جديدة وحلول متخصصة..!    برعاية الملك.. تكريم الفائزين بجائزة سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه    برازيلي يعض ثعبان أناكوندا لإنقاذ نفسه    جددت دعمها وتضامنها مع الوكالة.. المملكة تدين بشدة حظر الكنيست الإسرائيلي لأنشطة (الأونروا)    الأمير سلمان بن سلطان يطلع على جهود وبرامج مرور منطقة المدينة المنورة    لا إزالة لأحياء الفيصلية والربوة والرويس.. أمانة جدة تكشف ل«عكاظ» حقيقة إزالة العقارات    إعلاميون يطمئنون على كلكتاوي    آل باعبدالله وآل باجعفر يحتفلون بعقد قران أنس    أحمد الغامدي يشكر محمد جلال    مهرجان البحر الأحمر يكشف عن قائمة أفلام الدورة الرابعة    عندما تبتسم الجروح    السفير حفظي: المملكة تعزز التسامح والاعتدال عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"تحذير هلسنكي" كان صراعاً بين عرب على تجارة المخدرات .... والمخابرات البريطانية كانت مهتمة بعادات "أبو نضال" أكثر من تهديداته . المدمرة الأميركية أسقطت طائرة الحجاج ... فهددت طهران ب " سماء ملطخة بالدم "
نشر في الحياة يوم 11 - 06 - 2001

} تُعالج الحلقة الأولى من كتاب "تكتّم تمليه المصلحة: لوكربي الفضيحة الخفية"، تحذير هلسنكي الذي سبق تفجير ال "بان آم" وتهديد إيران بالثأر من أميركا لإسقاطها طائرة ركاب مدنية كانت تُقلّ حجاجاً في الخليج.
تحذيرات من كارثة
لم يكن تفجير لوكربي مفاجئاً للجميع، بل ربما بدا محتماً بالنسبة الى تلك الاقسام في الاجهزة الاستخبارية الغربية التي تتولى مراقبة الارهاب الشرق الأوسطي. فقد حفل النصف الثاني من 1988 بنشاط غير عادي، وكانت مستعدة لمواجهة مشاكل.
كان ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية اطلق في تشرين الثاني نوفمبر اعلانه التاريخي ان المنظمة اوقفت حملة الارهاب ضد اسرائيل. واعتبرت جماعات فلسطينية متشددة هذه الخطوة خيانة شنيعة، وكان يتوقع ان تصعّد انشطتها الارهابية بهدف الاساءة الى المبادرة.
لكن حادثة كانت وقعت قبل ذلك ببضعة أشهر هي التي اطلقت نوبة التوجس. ففي 3 تموز يوليو 1988، اُسقطت طائرة ركاب مدنية اثناء قيامها برحلة فوق الخليج، من بندر عباس في ايران الى دبي، بواسطة صواريخ ارض - جو اطلقت من الطراد الحربي "فينسينس" التابع للبحرية الاميركية. وكانت رحلة الخطوط الجوية الايرانية "ايران آر 655" تقل 290 من الركاب وطاقم الطائرة، وكان معظمهم في طريقهم الى مكة لأداء فريضة الحج. ولم يكن هناك أي ناجين.
وحسب رواية ملاحي "فينسينس"، كان مركز المعلومات القيادي الموجّه بالكومبيوتر في السفينة اظهر ان الطائرة تهبط بسرعة في اتجاهها، وهو ما جعلهم يخشون ان تكون طائرة "إف -14" تابعة لسلاح الجو الايراني. وفي الدقائق التي سبقت اصداره الامر بالهجوم، بعث قائد السفينة ويليام سي. روجرز الثالث رسائل تحذيرية، لكنه لم يتلق أي رد. وعندما ادرك انه ارتكب خطأً قاتلاً كان الوقت قد فات وسبق السيف العذل. وبالصدفة كان طاقم تلفزيوني موجوداً على متن السفينة عندما اُطلقت الصواريخ. واظهرت الصور التي بثّت حول العالم ملاحي السفينة وهم مبتهجون عندما سجل جهاز الرادار ضرب الهدف، ثم علائم الصمت المحرج التي بدت عليهم عندما اصبح واضحاً انهم قتلوا مدنيين أبرياء.
"سماء ملطّخة بالدم"
اثار اسقاط الطائرة موجة غضب في ايران. وبدا ذلك لأمة كانت تُغذى بدعاية مناهضة للغرب تأكيداً لاسوأ مخاوفها بشأن اميركا. واعتبرها التلفزيون الايراني "اكبر جريمة حرب في عصرنا"، ودعا الى شن هجمات على اهداف اميركية. واعلن الرئيس علي خامنئي ان ايران ستستخدم "كل قوتنا... في أي مكان وأي وقت حسب ما نقرر". واعلنت اذاعة طهران انه سيجري الثأر "في السماء الملطخة بالدماء" رداً على الاعتداء.
واذا كانت الحكومة الاميركية تأمل في تهدئة الوضع، فانها تصرفت على نحو خاطىء تماماً. فعندما ظهر الرئيس رونالد ريغان على شاشة التلفزيون بعد بضع ساعات على اسقاط الطائرة، وبدلاً من الاعتذار لايران، قال ان الخطأ حدث نتيجة لهجمات شنتها سفن حربية ايرانية. وفي مؤتمر صحافي عقد في البنتاغون، لمح رئيس الاركان المشتركة الاميرال ويليام كرو الى ان مثل هذه الحوادث، الى جانب اعتقاد "فينسينس" بانها على وشك ان تتعرض لهجوم من قبل طائرة حربية معادية، اعطى السفينة حقاً مشروعاً للدفاع عن النفس، اذ اعتقدت ان طائرة معادية انضمت الى السفن الحربية. وجانب هذا الادعاء حقيقة ان ملاحي "فينسينس"، حتى اذا كانوا على صواب، لم يكونوا معرضين لخطر كبير لأن طائرات "إف -14" تعتبر عاجزة في مواجهة السفن الحربية، خصوصاً تلك المزودة بدروع قوية مثل "فينسينس".
وبعد اسبوعين على الحادث قدمت الحكومة الاميركية تبريراً اضافياً لتحركات السفينة. ففي خطاب القاه نائب الرئىس جورج بوش أمام الامم المتحدة اعلن ان اسقاط الطائرة الايرانية حدث "في خضم اعتداء بحري بدأته سفن ايرانية ضد سفينة محايدة وفي ما بعد ضد "فينسينس" عندما تحركت لمساعدة سفينة بريئة تتعرض للخطر".
وجرت الاشادة بويليام روجرز ومُنح كل ملاحي السفينة "وشاح العمل القتالي". بل ان ضابط العمليات الحربية المضادة للطائرات في السفينة تلقى التهاني لادارته "دفق المعلومات بسلاسة استثنائية"، ولتنفيذه عملية اطلاق الصواريخ بكفاءة. ونثر المزيد من الملح على جروح ايران عندما قُلّد روجرز وساماً في وقت لاحق. واشاد التنويه ب "مهاراته التكتيكية" في التعامل مع الزوارق الحربية الايرانية، الاّ انه لم يشر الى "الرحلة 655". ولم يشمل هذا الكرم اقرباء ضحايا الرحلة الذين لم يتلقوا اطلاقاً اعتذاراً عن الخطأ الفاضح المريع، وكان عليهم ان ينتظروا ثماني سنوات للحصول على تعويض.
ومع مرور الوقت، برزت أدلة مقلقة تدعم ادعاء الحكومة الايرانية بأن اسقاط "الرحلة 655" كان عملاً عدوانياً من جانب الولايات المتحدة. كانت هناك فرقاطة تابعة للبحرية الاميركية، "سايدز"، تبعد حوالي 20 ميلاً وقت حدوث الهجوم. واظهر نظام الكومبيوتر في الفرقاطة أن "الرحلة 655" كانت في الواقع لا تزال ترتفع بشكل متواصل بعد اقلاعها، بدل كونها تهبط في اتجاه "فينسينس". كما اكتشف أن سبعاً من الرسائل العشر التي بعثت بها "فينسينس" بُثّت بتردد لا يمكن طائرة ركاب مدنية ان تلتقطها. وحتى الرسائل الثلاث الباقية كان من المستبعد ان تكون قد وصلت. والرسالة الوحيدة التي يحتمل أنها وصلت كان مصدرها الفرقاطة "سايدز"، الاّ انها اُرسلت قبل 39 ثانية فقط من قيام "فينسينس" باطلاق صواريخها. وكان ديفيد كارلسون، قائد "سايدز"، منزعجاً بشكل خاص من القضية. وكشف أن عدداً من زملائه القادة كانوا يرون ان "فينسينس" تتصف بعدوانية مفرطة وانهم كانوا، حتى قبل الحادثة في 3 تموز، يلقبونها ب"الطراد روبو".
بعد ذلك بأربع سنوات، ادلى الاميرال كرو الذي كان حينها تقاعد من البحرية الاميركية، باعتراف مذهل مفاده ان "فينسينس" كانت وقت وقوع الحادثة تنتهك المياه الاقليمية الايرانية. وطالبت لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب بأن يمثل كرو مجدداً امام اعضائها الذين كانوا يريدون ان يعرفوا لماذا لم يُطلع الجمهور العام على هذه الحقيقة الحاسمة في حينه. واجاب ضمناً ان أحداً لم يوجه في السابق السؤال الصحيح.
وإثر جلسة الاستماع، في 6 آب اغسطس، اعلن رئيس اللجنة ليز أسبن أن الموظفين الباحثين لديه سيواصلون تقصي المسألة، لكن المبادرة كانت قصيرة الاجل. فقد اعلن ويليام كرو في الشهر التالي أنه يدعم بيل كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبعد انتصار كلينتون عُيّن رئيساً لمجلس الاستخبارات الخارجية الاستشاري التابع للرئىس، وعُيّن أسبن وزيراً للدفاع. وبعد ذلك ببضعة اشهر، عيّن كرو سفيراً في المملكة المتحدة، واستقال أسبن من منصبه وزيراً للدفاع وعُيّن في المنصب السابق لكرو.
لولا ديفيد كارلسون وآخرين ربما كانت الحقيقة ستبقى مخفية. فبالاستفادة من شريط الفيديو واشرطة تسجيل المعلومات في السفينة واجراء مقابلات مع ملاحيها اكتشف أن التبريرات التي قدمها جورج بوش كانت هراء. فالزورق المسلح الايراني لم يبدأ المناوشة باطلاق النار على "فينسينس"، بل بالاحرى ردّ بالمثل عندما وجد ان الطراد يندفع نحوه وهو يطلق كل نيران مدافعه. وحاول ان ينسحب الى داخل المياه الاقليمية الايرانية، لكن "فينسينس" تجاهلت الحد الفاصل وواصلت اطلاق النار.
كانت الحكومة الايرانية آنذاك في عهد آية الله الخميني، على رغم ما توصف به عادةً من تطرف بتبنيها تفسيراً متشدداً بصرامة للشريعة الاسلامية، تضم مجموعة من الميول السياسية، من المتطرفين الى البراغماتيين. وعلى رغم رغبتها في نشر الاسلام على نطاق عالمي، كانت تقر ايضاً بحقائق السياسة الدولية. وكانت في مرات كثيرة هددت بشن حرب على الغرب، واتضح في الغالب ان تلك التهديدات كانت هذراً. ولكن بعد اسقاط طائرة الخطوط الجوية الايرانية "الرحلة 655"، كانت عناصر داخل النظام مصممة على دعم الاقوال بفعل.
كانت السلطات الاميركية تدرك هذا جيداً. وبعد يومين فقط على اسقاط الطائرة، اصدرت "قيادة التموين الجوي العسكري" التابعة لسلاح الجو الاميركي تحذيراً الى المقاولين المدنيين المرتبطين بها: "نعتقد بأن ايران سترد الضربة بطريقة واحدة بواحدة: اصابات جماعية في مقابل اصابات جماعية". وتابع التحذير: "نعتقد بأن اوروبا هدف محتمل لهجوم انتقامي. ويرجع هذا بشكل اساسي الى التمركز الكبير للاميركيين والبنى التحتية الارهابية القائمة في أرجاء اوروبا". وفي 7 تموز، التقطت التحذير وزارة الخارجية الاميركية ونُشر عبر شبكة اعلاناتها الكومبيوترية.
خلية "القيادة العامة"
... اعتقلت الشرطة الاتحادية في المانيا الغربية، ال"بوندسكريمينالمت" بي. كي. أي.، في 26 تشرين الاول اكتوبر 1988 خلية تضم اعضاء يشتبه في انتمائهم الى جماعة فلسطينية متطرفة يوجد مقرها في سورية، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة". وستكتسب هذه الاحداث أهمية محورية بالنسبة الى قضية لوكربي. فهذه الجماعة فجّرت طائرة ركاب في الماضي وكان معروفاً أنها ناقشت تنفيذ اعتداء ثأري مع متطرفين مناهضين للغرب في الحكومة الايرانية على امتداد الشهور السابقة. والأهم من ذلك كله أن أفراد الخلية اعتقلوا متلبسين بالجريمة وبحوزتهم قنبلة وضعت داخل جهاز راديو - مسجل كاسيت من نوع "توشيبا" وكانت مصممة لأن تنفجر على ارتفاع.
... اعترف زعيم الخلية، حافظ دلقموني، وصانع القنبلة ذاته، مروان خريسات، بتصنيع عدد من القنابل الاخرى المصممة للطائرات. فضلاً عن ذلك، لم يعثر على هذه القنابل لأن الشرطة الاتحادية "بي. كي. أي." اخفقت في اكتشاف ما كان موجوداً تحت أنفها. إضافة الى ذلك، اُطلق معظم الذين اعتقلوا، وبدا مرجحاً ان اعضاء ومؤيدين آخرين للجماعة تفادوا إثارة انتباه ال"بي. كي. أي.". وجاء في نشرة امنية سرية اصدرتها "وكالة استخبارات الدفاع" دي. آي. أي. الاميركية في 1 كانون الاول ديسمبر 1988:
"على رغم ان أي تهديدات علنية ضد الولايات المتحدة بالثأر لاسقاط طائرة الايرباص الايرانية في 3 تموز لم تصدر اخيراً، فان نية إيران عموماً القيام بهجمات ارهابية ضد الولايات المتحدة لا تزال قائمة ... ونفذ بعض الجماعات الارهابية الشرق الأوسطية عمليات اغتيال وتفجيرات في المانيا الغربية وهي تملك البنية التحتية لتنفيذ تفجيرات واغتيالات على السواء".
كما كانت الشرطة الاتحادية الالمانية "بي. كي. أي." تدرك ان لا مكان للشعور بالرضا عن الذات. ففعلى أثر عمليات "اوراق الخريف"، كان يجب ايصال التفاصيل عن قنبلة "توشيبا" الى كل الاطراف المهتمة بالموضوع. وكانت الاولوية بالطبع ضمان تحذير صناعة الطيران العالمية من الخطر.
وفي 9 تشرين الثاني نوفمبر، اصدرت "بي. كي. أي." تحذيراً عبر الانتربول، وقنوات امنية اخرى، من قنابل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، واستضافت بعد ذلك بستة ايام اجتماعاً لاطلاع السلطات الدولية المعنية بسلامة النقل الجوي على القنبلة المموهة في جهاز الراديو - مسجل الكاسيت. وكان مندوبون بريطانيون ضمن المشاركين في الاجتماع، ونقلوا في 17 تشرين الثاني هذه المعلومات الى مسؤولين امنيين في وزارة النقل. كما تلقت الوزارة في اليوم التالي نسخة من نشرة تحتوي المعلومات ذاتها كان "جهاز الطيران الفيديرالي الاميركي" إف أي آي وجهها الى شركات الخطوط الجوية الاميركية. وفي 22 تشرين الثاني ارسلت وزارة النقل برقية الى المطارات البريطانية تحذر فيها من "قنبلة توشيبا" وتلفت الى احتمال وجود قنابل اخرى من هذا النوع. وفي اليوم التالي وزعت السلطات في مطار هيثرو في لندن تحذيراً للموظفين الامنيين من "قنبلة توشيبا"، قائلة ان "من الضروري ان يتحلى الموظفون بيقظة اضافية عندما يفحصون بالاشعة او يفتشون اجهزة راديو واجهزة راديو - كاسيت وغيرها من المعدات الكهربائية".
وخلال الاسابيع الثلاثة او الاربعة التالية تلقت وزارة النقل البريطانية مزيداً من المعلومات والصور الفوتوغرافية ل"قنبلة توشيبا" من السلطات الالمانية. وبالاستناد الى ذلك، شرع مسؤولون باعداد نشرة لصناعة الطيران البريطانية وقّعها جيمس جاك، كبير مستشاري امن الملاحة الجوية في الوزارة، بتاريخ 19 كانون الاول. لكن مشاكل تتعلق بالحصول على نسخ ملونة من الصور، إضافة الى تأخيرات في بريد عطلة عيد الميلاد، ادت الى عدم تسلم معظم شركات الخطوط الجوية النشرة حتى عيد رأس السنة الجديدة عام 1989، اي بعد حادثة لوكربي بوقت طويل.
"تحذير هلسنكي"
واثناء اعداد هذه النشرة، كانت صناعة النقل الجوي وضعت في حال انذار اثر تطور مهم آخر. ففي الخامس من كانون الاول، اجرى رجل عربي مجهول الهوية اتصالاً هاتفياً بالسفارة الاميركية في العاصمة الفنلندية هلسينكي وحذر من هجوم وشيك بمتفجرات يستهدف طائرة ركاب اميركية. قال ان الهجوم سيقع في وقت ما خلال اسبوعين، وان الهدف سيكون رحلة لشركة "بان اميركان" من فرانكفورت الى الولايات المتحدة. واُشير الى تورط شخصين في الخطة المدبرة المزعومة، ووصف كلاهما بكونه عضواً في منظمة "ابو نضال". و "ابو نضال" هو الاسم المستعار لصبري البنا الذي اشتهرت جماعته بكونها التنظيم الارهابي الاكثر شناعة في الثمانينات. وكانت مثل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" مناهضة لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات. كان احد الشخصين اللذين ورد اسماهما في التحذير هو غسان ج. الذي يقيم في فنلندا. اما الآخر، الذي قيل انه يعيش في فرانكفورت، فقد عُرف فقط باسم "عبدالله". وقال الرجل الذي اجرى الاتصال الهاتفي ان عبدالله سيزود جرادات قنبلة وسيخفيها هذا بدوره لدى امرأة فنلندية لم تكشف هويتها.
ومن الاسماء الاخرى التي ذكرها الرجل "السيد سولورانتا". وكان هذا مثيراً للاهتمام بشكل خاص، لان احد منفذي التفجيرات في منظمة "ابو نضال"، سمير ق.، كان تزوج امرأة فنلندية اسمها سولورانتا. واُفيد ان سمير قتل في محاولة تفجير فاشلة في اثينا في تموز يوليو السابق، لكن اشاعات تحدثت عن نجاته من الموت واختفائه.
كان المسؤول الذي تلقى الاتصال الهاتفي هو كنيث لازي المسؤول عن الامن الاقليمي بالوكالة. وابلغ زملاءه في مجال الامن، بمن فيهم مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي مقره في السفارة، ونبّه ايضاً جهاز الاستخبارات الفنلندي. ونُقل التحذير الى واشنطن والانتربول، كما جرى في وقت سابق بالنسبة الى "تحذير توشيبا". واخذاً في الاعتبار ان التحذير كان يعني شركة "بان اميركان" خصوصاً فقد بعث مقرها ببرقية الى جيم برويك، مديرها الامني في مطار هيثرو، تضمنت تعليمات بأن يتوجه الى هلسينكي سريعاً للتحقيق في التحذير. وفسافر الى هلسينكي مساء اليوم ذاته والتقى لازي في المطار صباح اليوم التالي.
وبعد ذلك باربعة ايام، بدا انه جرى تفحص التحذير بدقة وترك برويك اللقاء وهو يحمل الانطباع بأنه كان خدعة. واُبلغ أن الشخص الذي اجرى الاتصال الهاتفي كان متورطاً في تهريب المخدرات، وان غسان ج. كان في الواقع جزءاً من عملية تهريب منافسة. وكان هدف الاتصال، على ما يبدو، هو مجرد إضعاف للخصم. ولم تُكشف رسمياً اطلاقاً هوية الشخص الذي اجرى الاتصال، ولكن كُشف في وقت لاحق أنه سمرا م.، وهو شاب فلسطيني يعيش في هلسينكي بتأشيرة دخول تمنح للطلاب.
لم ينتقل هذا الموقف المتراخي ظاهرياً للسفارة الاميركية في هلسينكي الى موسكو، حيث اعد ويليام كيلي القنصل الاداري للسفارة الاميركية هناك مذكرة لتعليقها في لوحة الاعلانات الخاصة بالموظفين. وجاء فيها ان السفارة "أشعرتها ادارة النقل الجوي الفيديرالية بأن شخصاً لم تكشف هويته اتصل هاتفياً بمنشأة ديبلوماسية اميركية في اوروبا في 5 كانون الاول 1988، وذكر انه ستجرى خلال الاسبوعين المقبلين محاولة تفجير لطائرة ركاب تابعة ل"بان اميركان" تقوم برحلة من فرانكفورت الى الولايات المتحدة. وافادت الادارة الفيديرالية أنه لا يمكن تقويم صدقية المعلومات في الوقت الحاضر، لكن السلطات الامنية المعنية اُخطرت وهي تتابع الامر. كذلك أشعرت "بان اميركان". واخذاً في الاعتبار عدم تأكيد هذه المعلومات، فان السفارة تترك للافراد المسافرين حرية اتخاذ اي قرارات بشأن تغيير ترتيات السفر الشخصية او التحويل الى شركة خطوط جوية اميركية اخرى".
وبدا ان كيلي انتهك، بتوزيعه التحذير بهذه الطريقة، التوجهات المرشدة لادارة النقل الجوي الفيديرالية. وعندما طُلب في وقت لاحق توضيح الانتهاك المحتمل، قال موظفو السفارة انهم لم يكونوا واثقين من هذه التوجهات، وان الادارة الفيديرالية لم ترد على طلبهم اعطاء توضيح. واتفق السفير في الرأي مع موظفين كبار على أنه لم يكن من الأمانة حجب المعلومات بشأن التحذير عن موظفيهم الصغار، وهكذا وزّع الاشعار في 13 كانون الاول. ولو كان التحذير فعلاً خدعة، لأمكن تخفيف مشاعر القلق لدى موظفي السفارة في موسكو عبر اجراء اتصال هاتفي بسيط بكينيث لازي في هلسينكي، ولكن لا يُعرف هل أجرى احد مثل هذا الاتصال أم لا. وقالت كارن ديكر، وهي موظفة شابة كانت تعمل في القنصلية في موسكو آنذاك، انه "كان هناك سعي فعلي وسط العاملين في السفارة إلى التأكد من أن الجميع يعون وجود تهديد ارهابي، وان الاشخاص الذين يسافرون بواسطة شركات خطوط جوية غربية عبر نقاط مثل فرانكفورت ينبغي ان يغيروا بطاقات سفرهم". ...
وكان العاملون في "بان اميركان" في كل المطارات اُبلغوا بالفعل أن يعيروا انتباهاً لاجهزة الراديو - الكاسيت إثر التحذير السابق من "قنبلة توشيبا". لكن جيم برويك كان يدرك، على رغم تطمينات لازي، انه لا يستطيع ان يتجاهل هذا التهديد الاضافي بتنفيذ عملية تفجير. واصدر اوامره باجراء تفتيش خاص لكل الراكبات من فنلندا اللواتي يتحولن في فرانكفورت الى رحلات عبر الاطلسي.
ولم تعط "بان اميركان" حينها أي أدلة تلمح الى أن تحذير "قنبلة توشيبا"، مثل تحذير هلسينكي، قد يكون ذا صلة بأي شكل بهجوم مدبر على احدى طائراتها. بل ان ما يبدو مذهلاً هو ان السلطات الاميركية كانت تملك مثل هذه المعلومات بالضبط. وأقر موظفون في اجهزة الاستخبارات الاميركية في وقت لاحق بأن أعضاء في الخلية التابعة ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" راقبوا، قبل غارات "اوراق الخريف"، منشآت "بان اميركان" في مطار فرانكفورت. إضافة الى ذلك، قبل بضعة ايام من تحذير هلسينكي، تلقى مكتب الامن الديبلوماسي في وزارة الخارجية الاميركية تحذيراً واضحاً من أن متطرفين فلسطينيين كانوا يخططون لاستهداف "بان اميركان". وفي النهاية عندما نشر الملخص الذي اعدته الوزارة عن التحذير أُخفي مصدره، لكن المقطع ذا الصلة تضمن ما يأتي: "ينوي فريق من الفلسطينيين لا يرتبط بمنظمة التحرير الفلسطينية مهاجمة اهداف اميركية في اوروبا. الاطار الزمني موجود. والاهداف المحددة هي شركة الخطوط الجوية "بان اميركان" وقواعد عسكرية اميركية".
لم تكن "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" مرتبطة، بالطبع، بمنظمة التحرير الفلسطينية. إضافة الى ذلك، كانت "الجبهة" عندما صدر التحذير، هيأت بعض القنابل في المانيا التي صممت لتفجير طائرة، ولم يعثر على أي منها باستثناء واحدة. ومع ذلك، اختارت الاجهزة الاستخبارية ان تحجب هذه المعلومات عن "بان اميركان" والجمهور العام، اذ بقي التحذير طي الكتمان حتى تسرب، ربما بالصدفة، بعد ذلك بست سنوات ونصف سنة.
ولا يستبعد ان يكون مصدر التحذير جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "موساد". فقد افادت تقارير أن "موساد" ابلغ نظيره البريطاني "إم آي 6" في اواخر تشرين الثاني 1988 ان جماعة مناهضة لعرفات ومؤيدة لسورية ستحاول ان تنفذ عملية تخريبية ضد طائرة ركاب مدنية تقلع من اوروبا في وقت قريب من فترة عطلة عيد الميلاد. وقلل "إم آي 6"، كما زُعم، من شأن التحذير باعتباره "هراء يثير مخاوف غير مبررة"، ولكن لا يستبعد ان يكون نقله الى الاميركيين.
ابو نضال
ولم تكن هذه هي المعلومات الوحيدة التي تلقاها "إم آي 6" لكنه حجبها عن شركات الخطوط الجوية العالمية. في أواخر تشرين الثاني 1988، سافر ديفيد يالوب الكاتب المعروف بتحقيقاته الى ليبيا لاجراء مقابلة مع العقيد القذافي و"ابو نضال" الذي كان مقره آنذاك في ليبيا. وكان تحدث قبل سفره الى برايان كروزير، الرئيس السابق ل"معهد دراسة النزاعات" في لندن الذي لم يخف معرفته ب"سي آي أي" و "إم آي 6". وطلب من يالوب ان يوجه ثلاثة او اربعة اسئلة محددة الى "ابو نضال"، ولبى يالوب طلبه. ورد "ابو نضال" على الاسئلة، الاّ ان يالوب افترض ان كروزير سيكون مهتماً اكثر بنتفة اخرى من المعلومات. فقد كشف "ابو نضال" انه يتعرض لضغوط كبيرة من جانب سورية والعراق على السواء كي يستأنف العمليات الارهابية. واوضح ان السبب وراء ذلك هو ان كلا البلدين كان يأمل في القاء مسؤولية الهجوم على منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي الاساءة الى مبادرة السلام الاخيرة التي اطلقها ياسر عرفات.
واثر عودته الى لندن، طلب يالوب من كروزير ان يلتقيه بأسرع ما يمكن بحضور ضابط من جهاز "إم آي 6". وقدم يالوب إلى كروزير تقريراً من ثماني صفحات. وغطى التقرير مجموعة متنوعة من المواضيع، من ضمنها تحذير "ابو نضال" المبطن الذي يبلغهم فيه أن الهجوم سيكون موجهاً على الارجح ضد هدف اميركي في اوروبا، ويكاد يكون من المؤكد انه سينطلق من دمشق. وما اثار دهشة يالوب ان الضابط من "إم آي 6" بدا مهتماً بعادات "ابو نضال" الشخصية اكثر من هذه المعلومة الاستخبارية ذات الاهمية الحيوية. واصر يالوب على ان ينقل كروزير المعلومات الى "سي آي أي"، بأمل ان تتعامل الوكالة مع المسألة بجدية اكبر. وبعد ذلك ببضعة اسابيع اكد كروزير انه اطلع "سي آي أي" على التحذير، لكن الغضب استبد بيالوب عندما اكتشف ان المعلومات لم تنقل، حسب ما يبدو، ولم تصل قطعاً الى شركات الخطوط الجوية العالمية.
في ساعة مبكرة من يوم 9 كانون الاول 1988، شنّت وحدة تابعة ل"لواء غولاني" الخاص في الجيش الاسرائيلي هجوماً مباغتاً على مقر "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" لمنطقة جنوب لبنان، الواقع في الناعمة، قرب الدامور، على مسافة حوالى 10 اميال جنوب بيروت، وخلال معركة دامية استمرت ثلاث ساعات، تمكنت القوات الاسرائيلية من الوصول الى جزء من شبكة الانفاق تحت الارض التي تؤلف القاعدة. وبعد ذلك بيومين، افادت صحيفة "جيروزاليم بوست" انهم تمكنوا من الاستيلاء على وثائق ذات صلة بالانشطة الارهابية التي خططت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" لتنفيذها. وادعى بعض المصادر الاستخبارية أن هذه الوثائق تضمنت خطة لمهاجمة رحلة لشركة "بان اميركان" انطلاقاً من فرانكفورت خلال شهر كانون الاول ذاته وان الاسرائيليين حذروا الاستخبارات الالمانية الغربية والاميركية.
لم يذكر أي من التحذيرات المنشورة بالتحديد "رحلة بان أم 103" من فرانكفورت الى ديترويت عبر لندن ونيويورك، ولم يذكر أي منها يوم 21 كانون الاول. ومع اقتراب هذا الموعد، لجأ عدد من موظفي حكومات غربية ممن كان يفترض ان يسافروا على الرحلة المشؤومة - إضافة الى موظفي السفارة الاميركية في موسكو - الى تغيير ترتيبات سفرهم. وكان من ضمن هؤلاء كريس ريفل، وهو مهندس حربي في الجيش الاميركي، كان في طريق عودته من وظيفته في المانيا الغربية، وكان من المقرر ان يطير مع زوجته على "الرحلة 103" في 21 كانون الاول، الاّ انهما غيّرا الحجز وسافرا قبل ذلك ببضعة ايام. ...
وكان يحتمل ان تسافر مجموعة اخرى في طائرة "بان أم" على رغم ان افرادها، او وكلاءهم، كانوا مطلعين بالتأكيد تقريباً على تحذير هلسينكي. اذ كان وزير خارجية جنوب افريقيا بيك بوتا ووزير الدفاع ماغنوس مالان ورئىس جهاز الاستخبارات الجنرال نيلس فان توندر والمدير المساعد للشؤون الخارجية رستي ايفانز وثمانية آخرون من كبار المسؤولين في حكومة جنوب افريقيا يتهيأون للسفر الى مقر الامم المتحدة في نيويورك للتوقيع على اتفاق السلام في ناميبيا. وكان مقرراً في البداية ان يسافروا في "الرحلة 103"، ولكن جرى تغيير ترتيبات سفرهم.
وقلل بعض المسؤولين في الحكومة الاميركية من اهمية تقارير افادت انهم كانوا حجزوا للسفر على "الرحلة 103". وكان من بينهم ستيفن غرين، المدير المساعد في مكتب الاستخبارات التابع لادارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة. ...
كما ادعى السفير الاميركي في لبنان، جون مكارثي، أن مسؤولين حكوميين اساؤوا تفسير ترتيبات سفره. فقد سافر صباح 21 كانون الاول في مروحية من بيروت الى قبرص، برفقة سكرتيره وحارسه رونالد لاريفييه ونائب رئيس محطة "سي آي أي" في بيروت ماثيو غانون. وسمح مكارثي لحارسه ان يواصل رحلته برفقة غانون الى لندن، حيث تمكنا مساء اليوم ذاته من الالتحاق ب"الرحلة 103". وبقي السفير وسكرتيره في قبرص لمدة يوم وعادا الى الولايات المتحدة في 22 كانون الاول. وبعد ذلك بوقت قصير، ابلغ رونالد سبيرز رئىس الاستخبارات في الخارجية الصحافيين ان مكارثي "كان يُفترض، حسب علمي، ان يكون على تلك الطائرة، لكنه تأخر في نيقوسيا". ولاحقاً، وصف مكارثي هذا الادعاء بأنه "سوء فهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.