تعهد المحامي احمد سعيد عبد الخالق الذي يتولى الدفاع عن المتهم المصري في قضية التجسس لحساب اسرائيل المهندس شريف فوزي الفيلالي بتسجيل مفاجأة في جلسة تعقدها محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار محمد عاصم غداً وتستأنف فيها النظر في القضية التي تفجرت في ايلول سبتمبر من العام الماضي. وقال عبد الخالق ل "الحياة" إن الجلسة ستخصص لسماع مرافعته، مؤكداً انه سيكشف عن مفاجآت عدة وسيقدم الى المحكمة وثائق تثبت براءة موكله. وأعرب عن أمله في أن لا تتأثر وقائع القضية بمناخ التصعيد في العلاقات المصرية - الاسرائيلية نتيجة ادعاءات الحكومة الاسرائيلية في شأن الدور المصري في عملية السلام. وكان عبد الخالق فاجأ المحكمة في جلسة سابقة وقدم وثائق أثبتت أن اثنين من الشهود في القضية أجروا اتصالات مع متهم روسي يحاكم غيابياً في القضية هو غريغوري جيفنيس وطلب ضمهما الى لائحة الاتهام باعتبارهما "ارتكبا الوقائع ذاتها التي نسبت الى الفيلالي". وعلى رغم أن المحكمة رفضت الطلب إلا ان المحامي أكد أنه سيستند الى الوثائق التي قدمها من قبل وتلك التي سيقدمها في جلسة الغد لتأكيد ان موكله لم يرتكب ما يخالف القانون ولم يسع الى التعاون مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلية موساد وانما كان يحاول الاتجار بالاسلحة. ووفقاً للائحة الاتهام في القضية فإن النيابة نسبت الى الفيلالي انه "تخابر مع من يعملون لمصلحة دولة اجنبية بقصد الاضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق مع المتهم الثاني جيفنيس وآخرين في الخارج على التعاون معهم لمصلحة الاستخبارات الاسرائيلية موساد، كما امد المتهم الثاني بمعلومات سياسية واقتصادية وعسكرية بقصد الإضرار بمصالح البلاد القومية". وكانت قوات الامن المصرية قبضت على الفيلالي في 27 ايلول سبتمبر الماضي، وعثر رجال الامن داخل منزله على أجهزة ومعدات تستخدم في التخابر وأعمال التجسس. واتضح أن المتهم المصري كان غادر البلاد إلى اسبانيا في العام 1990 بهدف الدراسة هناك وتعرف على سيدة ألمانية الجنسية تدعى ارينا عرفته لاحقاً على عميل في "موساد" وتمكنا من تجنيده ودرباه على أعمال التجسس وعلماه اللغة العبرية. وكشفت التحقيقات أن بين النشاطات التي مارسها "محاولة الحصول على معلومات عن مناطق عسكرية مصرية وتصويرها ومعرفة طرق تدريب الوحدات العسكرية المصرية ونوعية الاسلحة المستخدمة وتوزيعها على المناطق العسكرية في البلاد، وجمع معلومات عن مشاريع اقتصادية بينها مشروع توشكى، اضافة الى قيامه بتسليم المتهم الروسي تقارير تتعلق بالنشاط السياحي خصوصا في سيناء والغردقة ومرسى علم وعدد الافواج المترددة على هذه المناطق، والمناطق السياحية المزمع فتحها أمام المستثمرين".