مسكين موظف تلفزيون لبنان - فما الذي فعله هذا الموظف حتى يستحق هذه المعاملة الظالمة من رئيس الحكومة السيد رفيق الحريري، وهو يحاول ان يركِّع ويذل الموظفين ويكسر رؤوسهم ونفوسهم في آن معاً؟ ما الذي دعاه الى ان يعلن الحرب على الموظفين وتطهير التلفزيون منهم... كأنه مطلوب من الموظف اللبناني ان يظل أسير الحقد والحسد. كأنه مطلوب ان يدفع الموظف وحده فاتورة الدين العام التي أوقعتنا حكومة رفيق أفندي فيها. انه أمر يدعو للغم والهم والحزن ووجع القلب. الخوف الكبير اليوم انه أصبح الجميع في حال يأس وقرف وجوع وفقر مدقع - أهذا حقاً ما تريده الحكومة؟ وللموظفين العذر، كل العذر في ما سوف يتخذونه من اجراءات أقلها رفع شكوى بحق الحكومة، وتحديداً رئيسها، الى أعلى المراجع القضائية، وإذا دعت الضرورة شكوى الى محكمة العدل الدولية، باعتبار ان ما فعلته الحكومة في حق الموظفين هو عمل "شائن"، ولمصلحة الغرباء! ونحن نشك في ما إذا كانت حكومة الحريري هي حكومة لبنان، أم هي حكومة الغرباء على أرض لبنان، وتجد مع الأسف من يروج لهذه المأساة في بعض أجهزة الإعلام سواء عن حسن نية أو سوء نية وجهل. وكنت أتمنى على الحكومة، قبل ان تطرد الموظفين وتعلن الحرب عليهم، ان تبحث عن حل لمشكلات الوطن، وهي كبيرة وخطيرة. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، هو الحرية والسيادة والاستقلال. ثم بحث مشكلات الجريمة والانحراف الأخلاقي. وأكبر دليل على ذلك تفشي بيوت الرذيلة بشكل كبير. والحكومة وحدها مسؤولة: اما ان تكون حكومة الشعب اللبناني ونرضى بها على علاتها، أو ان تكون حكومة الأجانب على أرض لبنان، ولا نقبل بها ونرفضها.... ان الحكومة أخطأت في ما فعلته. وهو عمل سوف يدعو الناس الى الهجرة. وهذا خراب للبنان، ويكون الحريري حقق حلمه الكبير، ويصبح الوطن ملكاً كأنه شركة مساهمة تماماً مثل شركة سوليدير. مفيد الغزال أوتاواة - صحافي ورئيس لجنة الهوية والجنسية