نحن، كمغتربين في انتظار ما سوف تفعله الدولة اللبنانية بعد وعد رئيس الجمهورية إعطاء المغتربين "الهوية والجنسية". إسوة بالغرباء الذين كانت حكومة سندباد لبنان، الشيخ رفيق أفندي، قدمت لهم الجنسية على طبق من فضة، والرئيس لحود قال انه سوف يعطي هذه الجنسية للمغتربين من دون حق الانتخاب. نحن، كمغتربين، نرفض هذه الجنسية اذا لم تكن كاملة، كما هي، للغرباء، أي ان يحق لنا ما يحق لهم، وإلا بلاها تلك الجنسية والكل يذهب في طريقه... ويظهر ان الدولة تريد ان تحلب المغتربين من دون ان تقدم لهم اي شيء بالمقابل. وبمعنى اوضح: الدولة تتطلع الى مصلحتها دون مصلحة المغتربين التي هي مصلحة الوطن. وهذا امر مؤسف نحن لا نقبل به. وبالصراحة التي تعودتها أقول: إن الشيخ رفيق أفندي هو العقبة الحقيقية امام المغتربين - واننا، ولمصلحة الفريقين، نناشد السلطة أن تعدّل مواقفها، وتعمل على إنهاء سياسة الصيف والشتاء على السطح الواحد. وهناك مؤشرات غير مطمئنة من السلطة اللبنانية لعلّ اهمها حديث الرئيس الحريري الى صحيفة اغترابية، في اوائل تشرين الثاني نوفمبر. قال فيه انه يجب عدم المقارنة بين المغترب البعيد عن الوطن، والغريب المقيم، في إشارة منه الى ان الغريب الذي حصل على الجنسية، بواسطة الشيخ الحريري له الحق في الجنسية، اما ابن الوطن الذي يعمل في الغربة، وترك وطنه بسبب ظروف استثنائية من قلة العمل والفقر والجوع وعدم اهتمام الدولة بأمن الوطن والمواطنين، لا تحق له تلك الجنسية .... وصرح السيد الحريري في مقابلة طويلة مع تلفزيون "الجزيرة" ان المسافر عندما يصل الى مطار بيروت يشعر انه في مطار اوروبي، وعندما يختلط بالشعب اللبناني يشعر انه شعب من شعوب العالم الثالث. والذي يفهم ما بين السطور وما وراءها يدرك ان الحريري يعترف بخطر الغرباء على ارض لبنان، لكنه غير نادم على فعلته الشنيعة بتجنيسه لهؤلاء الغرباء وحرمانه المغتربين منها.... والمطلوب اليوم النظر الى لبنان بروح وطنية، غير أنانية او طائفية او مذهبية. وهذا الامر الوحيد القادر على انقاذ لبنان. ولكل المعضلات حلول. والدولة، إن قررت انقاذ الوطن وتأليف حكومة غير الحكومة الحاقدة، وجدت الحل لا محالة. والمغترب الذي يعرف ان الحريري يكرهه، والدولة لا تهتم لامره، يرفض نداء الدولة الى استثمار امواله في لبنان. إن حرمان المغتربين ابناء الوطن، من حقوقهم المشروعة، وهي "الهوية والجنسية"، عمل غير وطني. واذا لم تصحح الدولة اخطاءها مع المغتربين فكيف تستقيم الاوضاع في لبنان وهو في حال اقتصادية يرثى لها؟ المشكلة هي ان بعض السلطة ينظر الى المغترب بعين الخوف، وكأنه بعبع يريد ان يغير في معادلة الوطن... مفيد الغزال صحافي ورئيس "لجنة الهوية والجنسية لكل مغترب الآن"