واشنطن - أ ف ب - يواجه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية جورج بوش تحدياً مهماً في التغلب على منافسه الديموقراطي آل غور الذي يتولى منصب نائب الرئيس، في وقت يشهد الاقتصاد مرحلة ازدهار. ورأى خبراء انها مهمة مستحيلة، ذلك ان الاحصاءات تتركز عادة على اكتشاف ميل الناخبين عبر تحليل الوضع الاقتصادي. وقال الباحث في مؤسسة بروكينغز في واشنطن توماس مان: "ببساطة، لم يسجل في التاريخ الاميركي، ابعاد حزب عن السلطة عندما يكون الوضع الاقتصادي جيداً ويكون رأي الناخبين كذلك". ولم يسبق ان شهد الاقتصاد الاميركي وضعاً مزدهراً كما يشهد اليوم في عهد الرئيس بيل كلينتون ونائبه غور. فقد سجل نمو لخمس سنوات متتالية 3،5 في المئة بالوتيرة السنوية وزيادة في الانتاج بلغت نسبتها 7،5 في المئة وتضخم تمت السيطرة عليه بنسبة 5،3 في المئة وبطالة في ادنى نسبة لها في تاريخ البلاد 3،9 في المئة،مع ايجاد 22 مليون وظيفة في ثمانية اعوام. وخلال عشرة اعوام، سجلت اسواق المال تحسناً هائلاً بلغ 347 في المئة لداو جونز و931 في المئة لمؤشر "ناسداك"، بورصة الاسهم التكنولوجية. وفي المؤتمر السنوي الاخير للجمعية الاميركية للعلوم السياسية في واشنطن، عرضت ست مجموعات من الخبراء النتائج التي توصلت اليها وكلها تدل على ان غور سيفوز بما بين 8،52 و4،55 في المئة من الاصوات. وقال احد الباحثين في جامعة هيوستن تكساس كريستوفر فليزن ان "آل غور يتمتع بفرص افضل واحتمال هزيمته في الاقتراع، ضئيل". وفي منتصف ايلول سبتمبر الماضي، قال 60 في المئة من الناخبين ان البلاد تسير في الاتجاه الصحيح. والسؤال المطروح بالنسبة الى بوش هو: كيف يمكن اقناع ناخبين بتغيير فريق رابح؟ ولأنه محروم من اي ذريعة اساسية، يلجأ بوش الى اللعب على الكلمات. فهو يتحدث عن "ركود" في التعليم و"ازمة" مدارس حكومية و"هوة" في التأهيل ويتمسك بارتفاع اسعار الوقود ومصير المزارعين الذين يواجهون صعوبات وثقل الضرائب. الا ان عالم الاقتصاد في جامعة يال راي فير، رأى ان "هناك عاملين ضد غور هما: المدة التي بقيها الحزب الديموقراطي في السلطة وعدم تمتعه بالامتياز الذي يتمتع به رئيس انتهت ولايته عادة". ومن دون ان يستبعد مفاجأة، توقع فير فوز المرشح الديموقراطي ولكن بفارق ضئيل جداً يبلغ 8،50 في المئة. وقال ان الحادث الوحيد الذي "يمكن ان يقلب الوضع سيكون انهياراً في البورصة او ركوداً اقتصادياً والوقت بات قصيراً لحدوث امور من هذا النوع". ومع ذلك لم تشهد شعبية غور اي تحسن في استطلاعات الرأي قبل ثلاثة اسابيع من الاقتراع. وقال الاستاذ في جامعة ولاية نيويورك جيمس كامبل ان "الاقتصاد يؤثر على المزاج العام حيال الحزب الحاكم وعلى المرشح ان يمرر رسالة مقنعة"، موضحاً ان آل غور "لم يستثمر هذا الامكان لمصلحته فعلاً". ومما يثير الفضول ان هناك خبيرا لا يخطئ الا في ما ندر وهو مؤشر داو جونز. واذا شهدت بورصة "وول ستريت" ارتفاعاً بين نهاية تموز يوليو ونهاية تشرين الاول اكتوبر، يعود الحزب الحاكم الى السلطة واذا تراجعت فانه يخسر. ومن اصل 25 اقتراعاً جرت منذ ان احدث مؤشر داو جونز في 1897، صدق المؤشر 22 مرة واخطأ ثلاث مرات فقط. وكانت المرة الاخيرة في 1968 عندما هُزم نائب الرئيس الديموقراطي هيوبرت هامفري في الانتخابات. ولكن ما حدث فعلاً هو ان هامفري وخلافاً لغور هذا العام، كان يواجه قضايا اخرى منها حرب فيتنام وترشيح المستقل جورج والاس.