علمت "الحياة" ان اجهزة الأمن اليمنية اقتحمت صباح امس معهداً دينياً في صنعاء يعرف بپ"معهد بدر" وهو مكرس لتعليم طلاب اصول الفقه الاسلامي على المذهب الزيدي الاقرب الى الشيعة. وقالت مصادر مطلعة في صنعاء ان قوات الأمن اخرجت الطلاب الذين قدر عددهم بپ150 طالباً وأغلقت المعهد وألقت القبض على الشيخ مرتضى زيد المحطوري رئيس المعهد بناء على امر من النيابة العامة للتحقيق معه حول ما قاله في خطبة الجمعة، اول من امس، عشية احتفال اليمن بعيد ثورة 26 ايلول سبتمبر 1962. وكان الشيخ دعا في خطبته الى "بيعة الامامة" عودة النظام الامامي الذي قامت عليه الثورة لأن "النظام الجمهوري انتهى وفشل في احداث اي تغيير وعمّ الفساد وأن لا حل لخروج البلاد من محنتها الا بعودة الامامة المستندة الى المذهب الزيدي الشيعي"، كما قال. واعتبرت السلطات اليمنية كلام المحطوري "محاولة لاثارة الفتنة المذهبية والطائفية في البلد، ولادخاله في مأزق اجتماعي ومذهبي خطير". يضاف الى ذلك ان "معهد بدر" الذي يدرس فيه المحطوري ويشرف عليه، خرّج عدداً من الطلاب خلال السنوات الاخيرة الذين درسوا علوم المذهب وتشريعاته الفقهية والسياسية، وحاول عدد منهم الاستيلاء على بعض المساجد كمشرفين وخطباء، ما تسبب بصراعات بين جماعة المحطوري وخطباء ينتمون الى حزب التجمع اليمني للاصلاح من جهة وخطباء ينتمون الى مذاهب اسلامية اخرى على خلاف مع توجهات المذهب الزيدي. وكان آخرها حادث مسجد عترب، قبل نحو شهرين، اذ قضى شخص وجرح آخرون في اشتباك مسلح بين جماعة المحطوري وأخرى معارضة لها. ولا تزال المشكلة قائمة حتى الآن. وأفادت المصادر ان قوات الأمن استمرت في محاصرة المنطقة التي يقع فيها معهد بدر والمسجد التابع له بعد اغلاقه. ولم تستبعد دوائر سياسية في صنعاء ان تكون لاعتقال المحطوري واغلاق "معهد بدر" ابعاد سياسية ترتبط بالصراع القائم بين علماء الزيدية وحزب الاصلاح.