نائب أمير الشرقية يطلع على جهود جوازات المنطقة ويشيد بتطور الخدمات الرقمية    وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تؤكد التزامها بدعم الشباب ورواد الأعمال    السعودية تدين إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني    وفاة الإعلامي فهد بن عبدالرحمن خميس أحد رواد الصحافة السعودية    أمطار على جازان مصحوبة بزخات من البرد على المرتفعات الجبيلة الشرقية للمنطقة    أبطال التجديف السعودي يتألقون في آسيا ب 4 ميداليات    سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الفتح    انخفاض طفيف للذهب وسط تطورات أسعار الفائدة    ميلوت يُعلق على هدفه الأول مع الأهلي    الهلال الأحمر ينفذ مبادرة المهارات الأساسية للإسعافات الأولية في جمعية الإعاقة السمعية بجازان    بيت الثقافة يفتح أبوابه لدورة "عدستي تحكي" بالتعاون مع نادي فنون جازان    تجمع الرياض الصحي الثالث يطلق حملة تعلم بصحة لتعزيز الصحة المدرسية والوقاية المبكرة    استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على غزة    التخصصي ينجح في زراعة قلب لطفل بعد نقله من متبرع متوفى دماغيا في الإمارات    الأمير سعود بن مشعل يكرم الفائزين بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم في دورتها ال45    ألمانيا تعلن «حاجتها لجواسيس».. والبداية من لعبة كمبيوتر    ارتفاع تكاليف البناء 0.7% خلال يوليو 2025م    السعودية تتيح التقديم المباشر على تأشيرة العمرة بلا وسيط    حجب متجرً إلكتروني يغش الذهب من خارج المملكة    فريق نيوم يختتم معسكره وجمهوره في استقباله بالورود    القيادة والمواطن سر التلاحم    في الشباك    سحب قرعة كأس الخليج للناشئين    صلاح يدخل التاريخ بحصوله على أفضل لاعب للمرة الثالثة    وزارة الرياضة تُعلن بدء مرحلة الاستحواذ على ناديي النجمة والأخدود    إرتفاع عدد المنشآت المستفيدة من الصندوق.. «تنمية الموارد» يسهم في توظيف 267 ألف مواطن    أكد أنه يتاجر بالطائفة.. وزير خارجية لبنان: لا رجعة في قرار نزع سلاح حزب الله    لافروف يشدد على أهمية حضور روسيا مناقشة الضمانات الأمنية.. واشنطن تراهن على لقاء بوتين وزيلينسكي    حددت نسبة 10 % لتطبيق العقوبة.. «التعليم»: الغياب يحرم الطالب من الانتقال بين الصفوف    أمين الباحة يشرف حفل زواج الزهراني    أمن الطرق اسم على مسمى    «غزال» ينهي حياة عارضة أزياء روسية    تأهيل ذوي الإعاقة    اليمن يقطع شرايين تمويل الحوثي    ضمن إستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية.. إطلاق الرحلات الداخلية للطيران الأجنبي الخاص    «الدارة» تصدر عددها الأول للمجلة في عامها «51»    «المتلاعبون بالعقول».. مدخل إلى فهم التأثير    فروق الكاتب والمؤلف    سعودي يحصد جائزة أفضل مخرج في السويد    نزوات قانونية    وفاة القاضي الرحيم فرانك كابريو بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس    الثبات على المبدأ    المشاركون بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية يزورون المشاعر المقدسة    تأشيرة العمرة.. التقديم مباشر دون وسيط    «الداخلية» تقيم معرض «الذكاء» في خدمة الإنسان    قصة كلمة خادمنا من الملك سلمان إلى أمير عسير    المرأة السعودية العاملة.. بين القلق والاكتئاب    «الملك عبدالله التخصصي» يُجري أول عملية زراعة قوقعة باستخدام اليد الروبوتية    «الملك سلمان للإغاثة» يوقّع برنامجًا لدعم الأيتام في غانا    الفريق المشترك لتقييم الحوادث يفنذ عدداً من حالات الادعاء    نائب أمير الشرقية يطّلع على خطط تجمع الأحساء الصحي    تصوراتنا عن الطعام تؤثر أكثر من مكوناته    محافظ الدرب يستقبل رئيس وأعضاء جمعية علماء    أكّد خلال استقباله رئيس جامعة المؤسس أهمية التوسع في التخصصات.. نائب أمير مكة يطلع على خطط سلامة ضيوف الرحمن    طلاق من طرف واحد    أمير منطقة تبوك يستقبل مدير مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي    أشاد بدعم القيادة.. أمير الشرقية يطلع على مشاريع الطاقة الصينية    أمير تبوك يطلع على سير العمل بالمنشآت الصحية بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها الفنان التشكيلي العربي في الخارج ... من أنت ؟
نشر في الحياة يوم 02 - 03 - 1998

} فتحت "آفاق" قبل ثلاثة اسابيع الباب امام الفنانين التشكيليين العرب المقيمين في الخارج للاجابة على سؤال: "من انت؟" في اطار فهم العلاقة بين هؤلاء وبين الواقع الثقافي التشكيلي الذي يحيط بهم يومياً. ونشرنا دراسة اعدها الفنان التشكيلي العراقي يوسف الناصر كمقدمة لا بد منها للدخول الى هذا العالم المتناقض والمتشعب، كما وجّهنا رسالة مفتوحة الى جميع التشكيليين العرب في الخارج نعيد نشر نصها هنا للتذكير توضح الفكرة من الاستفتاء.
وبالفعل بدأت تصلنا الردود من بعض الفنانين مع صور تمثل نماذج من اعمالهم. وها نحن ننشر اسهامات التشكيليين العرب كما وردت الينا وفق تسلسلها الزمني، على امل ان نتابع في "آفاق" نشر كل الآراء التي تصبّ في اغناء وعي الحركة التشكيلية العربية لنفسها في الخارج، وكذلك اطلاع الفنانين التشكيليين العرب على مواقف وانجازات زملاء لهم ربما وجدوا صعوبة في معرفتها في السابق.
ومرة اخرى نؤكد على ان المجال متسع ورحب امام كل المساهمات، تعليقاً ونقداً وتوضيحاً.
من دون اصالتنا لا ابداع حقيقياً
} رسامة ولدت في البصرة العراق ودرست الرسم في معهد الفنون الجميلة ببغداد والرسم الجداري في موسكو، وعاشت في ايطاليا وهولندا. عملت رسامة في الصحافة العراقية ومدرسة للرسم في معهد الفنون الجميلة في عدن وتقيم حالياً في ايطاليا.
اقامت معارض شخصية وجماعية في بغداد وفينيسيا وروما وروما ولندن وامستردام وموسكو.
ان سفري السياحي هذا لم يكن بطراً بل كان نتيجة حاجة ماسة والاستقرار لي: ولابني الذي ولد في زحمة هذه التنقلات. وقد كان لهذا التنقل أثر كبير في انتاجي سلباً وايجاباً، فمن الجانب الكمي تضاءل لكنه من الناحية النوعية تطوّر واكتسب صورة اكثر وضوحاً وغنى.
العنصر الاهم في لوحاتي هو المرأة كما اراها أنا. فبالنسبة اليّ المرأة هي العنصر الاقوى، انها مانحة الحياة ورمز العطاء ذات الجمال النبيل البعيد عن الابتذال. معظم مواضيعي يلفها نوع من الحزن، وهذا انعكاس لتجربتي كانسانة وامرأة في غابة الحياة الوحشية، لكنه في الوقت نفسه حزن مضي، فأنا ارسم ما يثقل افكاري من مواضيع احاول ان أجد حلاً جمالياً لها. فالفنان يقدم افكاره للمشاهد وهذا الاخير بدوره يمنحها بعداً اضافياً من خلال رؤيته الخاصة وفهمه لها.
عموماً لا اتابع موضة المدارس الفنية، قد اتذوقها لكني لا اخضع لها. احاول ان اجد طريقي الخاص بي في زحمة الحياة هذه، وأؤمن بدوري كفنانة والتزم بمسؤوليتي هذه أمام نفسي وأمام الآخرين.
اني انتمي الى جيل السبعينات العراقي الذي كان يتمتع وقتها ببعض من الحرية في اختيار طريق في الحياة. وكانت اوروبا خصوصاً ايطاليا وفرنسا هي هدف معظمنا. اما انا فكنت اطمح في الدراسة بالاتحاد السوفياتي وفعلاً سافرت الى هناك للدراسة. لكن معظمنا لم يستطع العودة الى العراق حيث بدأت حملة الارهاب والقمع تسود منذ منتصف السبعينات، فبقينا متوزعين في بلدان اوروبية مختلفة، بعيدين عن بعضنا البعض، تجمعنا الهموم وتفرقنا.
وهذا الامر أثر في حياتنا وعلاقاتنا ونشاطنا سلباً وايجاباً، فالجانب الايجابي هو اننا على تماس دائم ومستمر مع التطورات التي تحدث في كل مجالات الحياة في اوروبا وعلى كل الاصعدة حيث تبقى اوروبا قلب العالم ومنه تضخ آخر الافكار وآخر التقليعات.
اما الجانب السلبي لوجودنا هنا فهو اننا لا نملك وسائل الاتصال من أجل ان نتبادل التجارب في ما بيننا، ولاجل ان نجعل من وجودنا هنا حركة فنية عربية تستطيع ان نغني بها ثقافتنا بالجديد، وان نعطي صورة ومعنى لوجودنا في اوروبا. والبقاء المنعزل لمعظمنا يجعلنا نضيع في زحمة الحياة التي من الصعب ان تفتح ابوابها لنا هنا في مكان لا يُبالي بالهامشيين.
هذه البلدان الاوروبية ذات الثقافات والارث الحضاري المختلف كلياً عن جذورنا الثقافية غير قادرة على استيعاب اختلافنا وتميزنا هذا. فالفنان التشكيلي العربي ليس له جمهوره هنا والكثير منّا لا يزال يعيش الغربة على رغم مرور السنين. طبعاً هناك من يحاول اجتثاث جذوره على رغم الصعوبة والآلام المرافقة لذلك من خلال استنساخ الاوروبي، فيلجأ الى غربلة نفسه... وقد يؤدي به هذا الى الضياع والفشل!
طبيعي اننا نملك كل الحق في الاستفادة من كل ما توفره لنا الحياة هنا، لكن ارى انه يجب حماية جلدتنا من الانسلاخ الكلي، لاننا في ذلك نحقق ما يرغب به الآخرون منّا وليس ما نرغب نحن به، وبهذا نفقد الاصالة التي من دونها لا يمكن ان يكون هناك ابداع حقيقي.
} ينوي ملحق "آفاق" في جريدة "الحياة" ان ينظم استفتاء بين الفنانين التشكيليين العرب المقيمين في أوروبا تحت عنوان عريض هو "من أنت؟" هدفه فهم العلاقة بين كل فنان وخلفيته الثقافية من جهة وبينه والواقع التشكيلي الذي يعايشه يومياً من جهة اخرى. نأمل ان تأتينا الأجوبة تباعاً خلال أربعة الى ستة أسابيع، على ان يتراوح الرد المكتوب بين 400 - 600 كلمة، اضافة الى نبذة عن الفنان نفسه وصورة عن أحد أعماله المعبرة عن شخصيته الفنية. وسننشر المساهمات تباعاً حسب ورودها الينا.
من أنت؟
تبدو لغة الفن التشكيلي البصرية مفتوحة الآفاق، وبشكل ما أكثر جاهزية لاختلاط الخصوصية وربما فقدانها، وتهميش الارث والاختلاف، خصوصاً ان الأساس الذي وجدت عليه خلال نهضتها الحديثة في البلدان العربية هو أساس أوروبي، ودراستها تعني دراسة حركتها الأوروبية عموماً، كذلك فإن وسائطها وتقنياتها أوروبية هي الأخرى.
وأمام فقدان العوامل الخارجية، وضمنها أدوات المهنة ووسائلها، يبقى أمام الفنان العامل الأساسي الذي يساعده في الحفاظ على تميزه واختلافه الطبيعيين، ألا وهو تجربته الروحية.
اذا كنت ممن يؤمنون بالخصوصية والتميّز وبتأثير بيئة وحياة الفنان الأولى على فنه مستقبلاً، بينما تعيش في الوقت الراهن ثقافة أخرى، في أوروبا، تخلق لك علاقات وشروطاً وتحديات مختلفة وتهيئ لك معادلة حياتية وفنية جديدة، فربما وضعك ذلك أمام سؤال: من أنت؟
هذا السؤال تنطوي تحته أسئلة كثيرة منها: هل تعتبر وجودك في أوروبا بعيداً عن بيئتك الطبيعية امتيازاً لك أم نقصاً؟ وكيف انعكس ذلك في عملك الفني؟ وما هي حصيلة تفاعل مؤثرات النشأة الأولى والوضع الراهن على فنك وفكرك؟ وما هي الحلول الفنية التي اتخذها عملك التشكيلي استجابة لتلك المحصلة؟ ومن هو جمهورك؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.