انخفاض طفيف للذهب وسط تطورات أسعار الفائدة

انخفضت أسعار الذهب، اليوم الخميس، بعد أن أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر يوليو إجماعًا بالأغلبية على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، حيث يتطلع المستثمرون إلى ندوة جاكسون هول السنوية للبنك المركزي في وقت لاحق من اليوم للحصول على المزيد من المؤشرات على السياسة النقدية.
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,340.09 دولارًا للأونصة، اعتبارًا من الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتصل إلى 3,382.30 دولارًا.
أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو أن صانعي السياسات الذين عارضوا قرار الشهر الماضي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير - ميشيل بومان، نائبة رئيس مجلس الإشراف، وكريستوفر والر، محافظ البنك المركزي الأمريكي - كانوا الوحيدين الذين دعوا إلى خفض سعر الفائدة.
وقال كارلو ألبرتو دي كاسا، المحلل الخارجي في سويسكوت: "اتسمت محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بتشددها، ولا يزال مجلس الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى إعطاء الأولوية للسيطرة على التضخم من خلال إبقاء السياسة النقدية مشددة بدلًا من خفض تكلفة المال".
يحقق الذهب غير المُدرّ للعائد أداءً جيدًا عادةً في بيئة أسعار فائدة منخفضة. وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة منذ ديسمبر، على الرغم من أن المستثمرين ما زالوا يتوقعون احتمالًا بنسبة 81% لخفضها بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول سبتمبر.
ومن المتوقع أن يلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة يوم الجمعة في ندوة جاكسون هول التي تُعقد في الفترة من 21 إلى 23 أغسطس، حيث يراقب المستثمرون ما إذا كان سيدعم إجراءات لدعم سوق العمل أم سيركز على كبح التضخم.
وأضاف دي كاسا: "قد يكون لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشددة تأثير على سعر الذهب، ولكن طالما ظل الذهب في نطاق 3270-3440 دولارًا أمريكيًا، فلا توجد مخاطر كبيرة لانخفاضات كبيرة (نظرًا) لاستمرار البنوك المركزية في شراء أطنان من الذهب".
في غضون ذلك، دعا الرئيس ترمب ليزا كوك، محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى الاستقالة بسبب مزاعم أطلقها أحد حلفائه السياسيين بشأن قروض عقارية تملكها، مما كثّف جهوده للتأثير على البنك المركزي. وقالت كوك إنها "لا تنوي أن تُجبر على الاستقالة" من منصبها. وأظهرت بيانات رسمية صدرت في وقت سابق من هذا الشهر أن البنك المركزي الصيني أضاف الذهب إلى احتياطياته في يوليو، مسجلاً بذلك الشهر التاسع على التوالي من المشتريات.
وجاء انخفاض أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية، تحت ضغط بسبب تزايد حالة عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، حيث استوعبت الأسواق الإشارات المتشددة من محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوليو.
كما تراجعت أسعار المعادن عمومًا مع تمسك الدولار بمكاسبه الأخيرة، مع تركيز الاهتمام الآن على خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة.
وظلت أسعار الذهب والمعادن تحت ضغط محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتشدد. وانخفضت أسعار الذهب والمعادن عمومًا بعد أن أكد محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أواخر يوليو إلى حد كبير على نهج البنك المركزي المتردد في خفض أسعار الفائدة.
في حين صوّت عضوان من مجلس تحديد أسعار الفائدة لصالح خفضها في يوليو، لا تزال غالبية صانعي السياسات تُفضّل عدم إجراء تخفيضات فورية في أسعار الفائدة، مع بقاء التأثير التضخمي للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على التجارة مصدر عدم اليقين الأكبر.
كما لوحظ تفضيل صانعي السياسات لإبقاء التضخم منخفضًا على المخاطرة ببعض التباطؤ في سوق العمل، وهو أمر قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تجاوز بيانات الوظائف الضعيفة لشهر يوليو.
وشوهد المتداولون يُقلّصون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بعد صدور المحضر. وتشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي الآن إلى احتمال بنسبة 78.4% أن يُخفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، بانخفاض كبير عن احتمال بنسبة 100% تقريبًا الذي سُجّل في وقت سابق من أغسطس.
وينذر ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول بالسوء للأصول غير المُدرّة للعائد مثل الذهب، نظرًا لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في هذه الأصول. مع ذلك، حافظ المعدن الأصفر على معظم مكاسبه التي حققها حتى الآن في عام 2025، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بمخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي وعدم اليقين الجيوسياسي.
استجاب الذهب بشكل إيجابي للمؤشرات المتزايدة على أن محاولات الولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا لن تُسفر عن أي نتائج ملموسة على المدى القريب.
شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً ضعيفًا إلى حد كبير يوم الخميس. وانخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 37.83 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 1% ليصل إلى 1,326.93 دولارًا، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 1,105.12 دولارًا.
من بين المعادن الصناعية، انخفضت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.2% لتصل إلى 9,719.45 دولارًا للطن، بينما انخفضت العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس بنسبة 0.1% لتصل إلى 4.4287 دولارًا للرطل.
تتطلع الأسواق الآن إلى خطاب باول في جاكسون هول للحصول على المزيد من المؤشرات حول السياسة النقدية، ومعرفة ما إذا كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي سيستجيب للدعوات المتزايدة من إدارة ترامب لخفض أسعار الفائدة.
قبل ذلك، من المتوقع صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستوفر فهمًا أعمق لأكبر اقتصاد في العالم. ومن المقرر صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أغسطس في وقت لاحق من يوم الخميس، بالإضافة إلى بيانات طلبات إعانة البطالة الأولية، حيث تُراقب هذه الأخيرة للحصول على المزيد من المؤشرات حول تباطؤ سوق العمل.
الصور: