فيما توجه الولاياتالمتحدة أنظار العالم إلى اسلحة الدمار الشامل العراقية دعا الامين العام للجامعة العربية الى اجتماع للجنة الفنية المعنية باعداد مشروع معاهدة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل والمنبثقة من مجلس الجامعة. وناقشت اللجنة امس صياغة المعاهدة ومخاطر السلام النووي الاسرائيلي على دول المنطقة. وأكدت مصادر في الجامعة رغبة كل الدول العربية في أن تكون المنطقة خالية تماماً من اسلحة الدمار الشامل، خصوصاً أنها وقعت فعلاً على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. وأشارت إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب عدم تخلف اسرائيل وبقية دول المنطقة، ومن بينها تركيا وايران وقبرص، عن المشاركة في الجهود الجماعية الرامية لتحقيق هذا الهدف "صوناً لمصالح كل شعوب المنطقة". ونوهت المصادر بأن العديد من الزعماء العرب، وفي مقدمهم الرئيس المصري حسني مبارك، طالبوا مراراً بجعل الشرق الاوسط خالياً من اسلحة الدمار الشامل من دون استثناء لأي من دول المنطقة ومن بينها اسرائيل. وأكدت المصادر وجود اهتمام دولي بعمل اللجنة التي تلقت الكثير من الاستفسارات عما توصلت اليه، وشددت في الوقت نفسه على أن الدول العربية رغم تصميمها على تحقيق الأمن المتوازن والمتبادل لن تسمح بهيمنة لأي طرف من الاطراف. وطالبت بممارسة الضغوط على اسرائيل لإرغامها على الانضمام إلى اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوقيع على اتفاقية الضمانات ووضع كل منشآتها تحت إشراف الوكالة الدولية. واضافت المصادر أن اللجنة ستعرض تقريراً حول نتائج اعمالها والصياغة النهائية لمشروع المعاهدة الى مجلس وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم المقبل في القاهرة الشهر المقبل. وفي الاطار نفسه يعقد غداً الخميس اجتماع للجنة العربية الخاصة بمتابعة النشاط النووي الاسرائيلي، واشارت المصادر إلى أن تمسك اسرائيل بأسلحتها النووية يعد وسيلة تتبعها حكوماتها المتعاقبة للضغط على العرب وابتزازهم للوصول لسلام يحقق لاسرائيل مطامعها التوسعية في الشرق الاوسط، على حساب ثروات الأمة العربية وكرامتها وهو ما لا يمكن أن يقبله العرب والمجتمع الدولي. وأكدت أن الموقف الاسرائيلي الرافض للخضوع لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية او الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ينطوي على رغبة اسرائيلية واضحة في تقوية مركزها التفاوضي عن طريق انفرادها دون العرب امتلاك السلاح النووي. وتضم اللجنة الفنية المعنية بصياغة المعاهدة ثلاث عشرة دولة عربية.