يُمثل شهر أغسطس من كل عام محوراً لحملة توعية عالمية تحت مسمى "الشهر الوطني للمناعة"، حيث تهدف هذه الحملة العالمية، إلى تعزيز الوعي بأهمية اللقاحات ودورها الحيوي في حماية صحة الأفراد والمجتمعات على نطاق واسع. وتُعد برامج اللقاحات حول العالم من أنجح التدخلات الصحية العامة على مر التاريخ. فهي تُسهم بفعالية في الحد من انتقال الأمراض المعدية، وتقليل حالات الإعاقة الدائمة والمؤقتة، وخفض معدلات وفيات الرضع بشكل لافت، حيث إن اللقاحات لا تقتصر على فئة عمرية محددة، بل تُوفر حماية ضد أكثر من 25 نوعاً مختلفاً من العدوى، تمتد من مرحلة الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة، ومن أبرز هذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها عبر اللقاحات: الخناق، والحصبة، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والكزاز. أهمية التطعيمات.. أرقام تُترجم إلى حياة يهدف الشهر الوطني للمناعة إلى التوعية بأهمية التطعيمات في الوقاية من الأمراض المعدية، والحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال، والحوامل، وكبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة. التطعيم هو وسيلة فعالة للوقاية من أمراض كثيرة مثل الإنفلونزا وغيرها من الأمراض المعدية التي تُشكل تهديداً للصحة العامة. تُبرز الإحصائيات العالمية الأثر الكبير للقاحات؛ فكل عام تُسهم اللقاحات في إنقاذ ما يتراوح بين 2 إلى 3 ملايين شخص حول العالم من الموت، يعكسهذا الرقم حجم الأرواح التي تُنقذها هذه الإنجازات العلمية، وتاريخياً يُسجل عام 1796 ميلاديًا تطوير أول لقاح ضد مرض الجدري، الذي كان وباءً فتاكًا،وبفضل جهود التطعيم العالمية المكثفة، تم القضاء على مرض الجدري بالكامل على مستوى العالم في عام 1980، مما يُعد إنجازًا طبيًا غير مسبوق يبرهن على قوة اللقاحات في تغيير مسار الأمراض. الإنفلونزا الموسمية.. تحدٍ عالمي تُكافحه اللقاحات تُعد الإنفلونزا الموسمية تهديدًا صحيًا عالميًا مستمرًا، حيث يُسجل العالم ما يقرب من مليار حالة إصابة بها سنويًا. هذه العدوى الفيروسية تُسبب أضرارًا جسيمة: تُفضي الإنفلونزا الموسمية إلى ما يتراوح بين 290,000 إلى 650,000 حالة وفاة مرتبطة بالجهاز التنفسي سنوياً حول العالم. وتُظهر الإحصائيات أن 99% من وفيات الأطفال (أقل من خمس سنوات)، التي غالبًا ما تُعزى إلى عدوى الجهاز التنفسي السفلي المرتبطة بالإنفلونزا، تحدث في البلدان النامية. هذا يُسلط الضوء على أهمية توفير اللقاحات بشكل عادل وشامل في جميع أنحاء العالم كضرورة إنسانية وصحية. أهداف استراتيجية لتعزيز الحماية المجتمعية يُركز الشهر الوطني للمناعة على تحقيق أهداف استراتيجية لتعزيز الحماية المجتمعية: توعية المجتمع بالحماية التي توفرها اللقاحات ضد المرض والوفاة في عمر مبكر، وتوضيح أن التطعيم ليس مجرد إجراء وقائي شخصي بل مسؤولية مجتمعية شاملة. إشراك واضعي السياسات الصحية ومديري برامج التطعيم في اعتماد نهج التطعيم مدى الحياة، بما يضمن استمرارية برامج التحصين لكل الفئات العمرية من الطفولة وحتى الشيخوخة. خلق الدعم بين المتخصصين في الرعاية الصحية للتطعيم مدى الحياة، وتزويدهم بالمعلومات والأدوات اللازمة لتشجيع المرضى على تلقي اللقاحات وتصحيح أي مفاهيم خاطئة. يهدف الشهر الوطني للمناعة إلى توعية الجمهور بأهمية التطعيمات في الوقاية من الأمراض المعدية، والحفاظ على صحة الأفراد والمجتمعات، مع تركيز خاص على الفئات الأكثر عرضة للخطر، فاللقاحات تُمثل حصناً منيعاً لا غنى عنه في معركتنا المستمرة ضد الأمراض، واستثماراً في مستقبل صحي وآمن للأجيال القادمة.