عُقد، الإثنين 7 ربيع الثاني 1447 للهجرة، في المدينةالمنورة «ملتقى مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح وجهوده في المسجد النبوي» -رحمه الله تعالى. جاء هذا الملتقى برعاية كريمة من، الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، وتحت إشراف معالي الرئيس العام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، والذي وجه كلمة للإعلاميين في سياق الملتقى كانت بمثابة توجيه ودعوة للتعاون المثمر. هدف الملتقى إلى تسليط الضوء على سيرة رجل لا يمكن أن يوفى حقه بكلمات، رجل كان منارة في المسجد النبوي وأثرًا لا يُمحى في تاريخ القضاء والإفتاء في بلادنا. أربعة عقود من الإمامة والحكمة لقد حمل فضيلة، الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله- على عاتقه أمانة الإمامة والخطابة والتعليم في مدينة رسول الله -صل الله عليه وسلم- لأكثر من أربعة عقود، لم يكن مجرد إمام وخطيب، بل كان صوت الحق ومربي الأجيال، وترك لنا إرثًا غنيًا من العلم الشرعي، والمنهج الوسطي، والحكمة القضائية التي شكلت جزءًا مهمًا من تاريخ المملكة، إن ما يتم مناقشته والجهود المقدمة عبر الملتقى هو خطوة أولى، تليها الدعوة إلى خطوة أكثر استدامة ووصولاً. استثمار الإعلام الحديث.. التحدي والفرصة إن «استثمار ممكنات الإعلام الحديث والتعاون في نشر سيرة، فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح» هو دعوة ملحّة وضرورية في هذا العصر، ففي زمن أصبح فيه الإعلام الرقمي، بمختلف منصاته من شبكات اجتماعية، ومحتوى مرئي ك«اليوتيوب»، وتطبيقات صوتية، هو القناة الأوسع وصولاً إلى قلوب وعقول الشباب والعالم أجمع.. فلماذا لا تكون سيرة شيخنا الجليل «عبدالعزيز بن صالح» خيرَ مادةٍ لهذه القنوات؟. يمثل الإعلام الحديث فرصة لا تُعوَّض لتحويل سيرة الشيخ من مدوّنات ورقية، وتسجيلات نادرة إلى محتوى تفاعلي وقصصي جذاب يلامس الواقع، ويمكن تحقيق ذلك عبر محاور رئيسة: 1- توثيق الرواية التاريخية: يجب العمل على رقمنة وتصنيف خطبه، وتلاواته النادرة، ومواقفه الحياتية التي تظهر عدله وورعه، وتقديمها بتقنيات حديثة، مثل: الفيديوهات الوثائقية القصيرة، والبودكاست. 2- الوصول العالمي: لن يقتصر نشر سيرته على حدود المنطقة، بل يمكن لجهوده في هيئة كبار العلماء والقضاء أن تُقدّم نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التعايش والحكمة التشريعية عبر الترجمة والنشر المتخصص. 3- ربط الجيل الجديد بالمنبع: يمكن تصميم مبادرات إعلامية ذكية تربط الشباب بقيم الشيخ ومبادئه، ليصبح الإمام والخطيب القدير قدوةً حاضرة في الحياة اليومية من خلال محتوى متجدد ومبسط. مسؤولية التعاون وضمان الاستدامة إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين المؤسسات الدينية «كرئاسة الشؤون الدينية»، والجهات الإعلامية، وورثة الشيخ، والباحثين المتخصصين في التقنية الرقمية، يجب أن نتحرك بخطة إستراتيجية تضمن دقة المعلومة، وجودة الإخراج، واستدامة النشر. لنتكاتف جميعًا لتبقى مآثر، الشيخ عبدالعزيز بن صالح، مشكاةً تضيء دروب الأجيال، مستثمرين في كل ممكن إعلامي حديث لتبقى هذه السيرة العطرة حيةً وخالدةً.. وفق الله الجميع لكل ما يحبه من القول والعمل.