في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ودخولها عامها الثالث، تتسارع الجهود الأوروبية لتعزيز قدراتها الدفاعية، بينما تسعى كييف إلى مشاركة خبراتها العسكرية المتراكمة، خصوصاً في مجال الطائرات المسيّرة التي باتت سلاحاً محورياً في النزاع. وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده بدأت تبادل خبراتها في مجال الطائرات بدون طيار مع دول أوروبية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات القارة في مواجهة التهديدات الروسية. وأوضح أن الجيش الأوكراني أرسل بعثة إلى الدنمارك لإجراء تدريبات مشتركة في مجال مكافحة الطائرات المسيّرة. جدار الطائرات وأكد زيلينسكي: «بدأ جيشنا بنشر مهمة في الدنمارك لنشر الخبرة الأوكرانية في مجال الدفاع عن الطائرات بدون طيار»، مشيراً إلى أن التجربة الأوكرانية في هذا المجال «الأكثر أهمية في أوروبا الآن»، وأنها يمكن أن تصبح عنصراً رئيسياً في مشروع «جدار الطائرات بدون طيار» الذي يخطط له الاتحاد الأوروبي. وكان وزراء الدفاع الأوروبيون قد اتفقوا الأسبوع الماضي على إنشاء ما أسموه «جدار الطائرات بدون طيار» على طول الحدود مع روسياوأوكرانيا، لتعزيز قدرات الاكتشاف والتتبع والاعتراض. غير أن محللين يؤكدون أن الاستعدادات الأوروبية وتطورها التكنولوجي لا تزال متأخرة عن أوكرانياوروسيا، حيث تحولت الحرب بين البلدين منذ ثلاثة أعوام إلى ساحة رئيسية لتطوير واستخدام المسيّرات. التجسس الروسي وتزامناً مع الخطوة الأوكرانية، أعلنت الدنمارك خلال الأيام الأخيرة عن رصد طائرات بدون طيار فوق منشآت عسكرية ومطارات، فيما أشارت أجهزة الاستخبارات الدنماركية إلى أن خطر التجسس والتخريب الروسي «مرتفع»، رغم امتناعها عن توجيه اتهام مباشر لموسكو. كما لجأت بولندا بدورها إلى الاستعانة بالخبرات الأوكرانية بعد رصد مسيّرات روسية داخل مجالها الجوي. وأوضح زيلينسكي أن نتائج مهمة بلاده في الدنمارك «ستشكل إطار التعاون مع الدول الأوروبية الأخرى أيضاً»، بينما يبدي حلف شمال الأطلسي قلقاً متزايداً إزاء الانتهاكات الروسية للمجال الجوي الأوروبي، معتبراً أنها تزيد من التوتر وتغذي المخاوف من امتداد القتال إلى ما وراء حدود أوكرانيا. تعزيز الدفاعات وفي موازاة ذلك، وقبيل قمتين مرتقبتين في كوبنهاغن هذا الأسبوع، يعمل الناتو على تعزيز المراقبة الجوية فوق بحر البلطيق، فيما تتحرك فرنسا وألمانيا والسويد لتعزيز الدفاعات الجوية الدنماركية، في وقت يخيّم فيه الغموض على مسار مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة منذ أشهر دون تحقيق تقدم ملموس. مأساة جديدة وعلى الصعيد الميداني، أعلنت السلطات الأوكرانية أن غارة روسية بطائرة مُسيّرة قتلت عائلة كاملة مكونة من أربعة أفراد في قرية بمنطقة سومي شمال شرق البلاد. وأوضح رئيس الإدارة الإقليمية، أوليه هريهوروف، عبر «تيليجرام»، أن الضحايا هم زوجان شابان وطفلاهما البالغان من العمر أربع وست سنوات. رد الكرملين وفي المقابل، علّق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على خطط إنشاء «جدار الطائرات بدون طيار»، قائلاً: «التاريخ يظهر أن بناء الجدران أمر سيئ دائماً». وأضاف: «نستمر في رؤية مثل هذا النهج العسكري بدلاً من التفكير في كيفية الدخول في حوار والبحث المشترك عن ضمانات أمنية». • تبادل الخبرات: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن إرسال بعثة عسكرية إلى الدنمارك لتقاسم خبرات بلاده في مجال مكافحة الطائرات بدون طيار. • مشروع أوروبي مشترك: وزراء الدفاع الأوروبيون اتفقوا على إنشاء «جدار الطائرات بدون طيار» على طول الحدود مع روسياوأوكرانيا لتعزيز قدرات الاكتشاف والاعتراض. • أهمية الخبرة الأوكرانية: زيلينسكي أكد أن خبرة أوكرانيا وتقنياتها قد تشكل ركيزة أساسية في المشروع الأوروبي، في ظل تأخر أوروبا تكنولوجياً مقارنة بروسياوأوكرانيا. • مخاوف أمنية في الدنمارك: رصد طائرات مسيّرة فوق منشآت عسكرية ومطارات دنماركية، وسط تحذيرات استخباراتية من مخاطر التجسس والتخريب الروسي. • تعاون إقليمي: بولندا توجهت أيضاً إلى أوكرانيا للاستفادة من خبرتها بعد اختراق طائرات روسية لمجالها الجوي. • خطوات الناتو: الحلف يعمل على تعزيز المراقبة الجوية في بحر البلطيق بالتزامن مع تحركات فرنسا وألمانيا والسويد لتقوية الدفاعات الجوية للدنمارك. • تصعيد ميداني: غارة روسية بطائرة مسيّرة قتلت عائلة من أربعة أفراد في منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا، ما أعاد تسليط الضوء على الكلفة الإنسانية المستمرة للنزاع. • رد روسي: الكرملين اعتبر أن خطط بناء «جدار الطائرات بدون طيار» تعكس نهجاً عسكرياً، مؤكداً أن التاريخ يثبت فشل سياسات «بناء الجدران»، وداعياً إلى الحوار بدلاً من التصعيد. • مفاوضات السلام: الجهود التي ترعاها الولاياتالمتحدة ما زالت تراوح مكانها دون تقدم ملموس.