عندما نرحل من هذه الحياة الدنيا، يتذكرنا الجميع من خلال تصرفاتنا معهم، وعلى حسب هذه الذكريات نذكر بالخير، ويُدعى لنا أو يكون عكس ذلك ويُقال "ما يجوز عليه غير الرحمة". صناعة الذكريات ليس بالأمر الهيّن ، فهي في الحقيقة محصلة لمسيرة عمرنا، الذي كتبه الله لنا، ورصد لأعمالنا التي نسأل الله أن تكون في رضاه، وأن يكرمنا برحمته ويدخلنا جنته يوم الموقف العظيم الذي تفتح فيه الكتب ويُنشر ما فيها. ذكرياتنا عن الآخرين لها دور كبير في كمية الحب والكره، التي نكنها لهؤلاء الأشخاص وهي رصيد التعامل الذي حدث بيننا. مثلاً شخص رحل عن هذه الحياة لكن تجد ذكره دائمًا بين الناس والجميع يذكره بما فعله منه خير، من خلال التعامل الحسن والطيب والكرم؛ فهذا الشخص أحسن صناعة ذكرياته وأصبح محبوباً في حياته وبعد مماته؛ لذلك لابد للمربي أن يغرس في أبنائه كيفية التعامل الحسن وفعل الخير وتجنب فعل الشر، والحرص على التصرفات الجيدة. مراحل حياتنا المختلفة عبارة عن كتاب، وكل مرحلة تعتبر فصلاً كاملاً له عنوانه وتفاصيله المختلفة، وسوف يقرأ هذا الكتاب في يوم الموقف العظيم. نسأل الله أن نكون من الذين يعطون كتابهم بيمينهم" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ" فهذا هو الفوز الكبير في الدنيا والآخرة الذي يتمناه الجميع.