اختير الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد شخصية العام التراثية في الاحتفال بيوم المخطوط العربي لعام2025، تقديرًا لإسهاماته الواسعة في خدمة التراث وصون المخطوط العربي، وتكريمًا لمسيرة امتدت عقودًا في البحث والتأليف والتحقيق. ويُعد بن جنيد واحدًا من أبرز الأسماء الثقافية والعلمية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، لما قدّمه من إسهامات رائدة في مجالات المخطوطات والمكتبات والدراسات الإسلامية. وُلد في مكةالمكرمة عام 1947م، وتلقى تعليمه الأولي فيها قبل أن يكمل مراحله الدراسية في الطائف، ثم اتجه إلى التعليم الجامعي حيث حصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الملك سعود عام 1969م، ثم الماجستير في المكتبات والمعلومات من جامعة ميزوري في الولاياتالمتحدة عام 1976م، وأعقبه بالدكتوراه في المكتبات والوثائق من جامعة القاهرة عام 1983م. تنقّل الدكتور بن جنيد بين مواقع أكاديمية وإدارية بارزة، فعمل أستاذًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتولى رئاسة قسم المكتبات والمعلومات، كما شغل منصب أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية، وأمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وأسهم في تطوير مشاريعه وخططه البحثية، وعضو سابق في مجلس الشورى، إلى جانب عضويته في مؤسسات ثقافية كبرى مثل مكتبة الملك فهد الوطنية ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ومجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية، وهو رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي حاليًا. أثرى بن جنيد الساحة العلمية بأكثر من 35 كتابًا و150 دراسة ومقالة، تناولت قضايا التراث والمخطوطات والتاريخ والببليوغرافيا، ومن أبرز مؤلفاته: " أمير المؤمنين الإمام المستعصم بالله (رؤية تصحيحية)، و"سيدة عصرها: الكاتبة شُهدة"، فضلًا عن تحقيقه لعدد من النصوص التراثية المهمة مثل "رفع الباس عن بني العباس" و"جذوة الاقتباس في نسب بني العباس". نال الدكتور يحيى بن جنيد جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1998م، تكريمًا لإسهاماته العلمية الرصينة التي عكست عمق خبرته في دراسة التراث وصيانته. ولا يزال عطاؤه ممتدًا عبر مشاركاته في الفعاليات الثقافية والبحثية العربية والدولية، ليبقى علامة بارزة في خدمة الهوية الثقافية للأمة وحفظ ذاكرتها الحيّة.