يبدو أننا مقبلون على نقلة نوعية في سرعة الاستجابة والإنجاز والتفاعل مع البلاغات المرفوعة عبر تطبيق «بلدي»، نقلة تختلف جذريًا عنما عهدناه سابقًا من التسويف والمماطلة والتباطؤ وعدم التجاوب في تنفيذ البلاغات المنوطة بالبلديات. حقيقة لم يدر في خلدي أن المسؤولين القائمين على هذا التطبيق بهذه الوتيرة من السرعة والإنجاز وتخليص أمور العملاء والبت في شكاواهم. ففي أكثر من موقف وأكثر من بلاغ مرفوع، لمست فيهم سرعة الإنجاز والإتقان والكفاءة في تنفيذ الخدمة المطلوبة، سواء البلاغات المتعلقة بتسريبات المياه في الشوارع والطرقات، أو في جانب البلاغات المتعلقة بنظافة الأماكن العامة، أو البلاغات الخاصة بالحفريات. فمن خلال أيقونة (صور وأرسل) كانت تنجز جميع البلاغات المقدمة وتحل كثير من الشكاوى المرسلة، عبر هذه الأيقونة الصغيرة في حجمها لكن مردودها كبير، أيقونة مهمة لمن وعاها وجربها. أقول ذلك عن اختبار وتجربة، فهذه الأيقونة تقدم خدمات كبيرة وأعمالا جليلة، ربما كثير من المواطنين والمقيمين لا يلقي لها بالًا، أو لا يلقي لهذا التطبيق برمته بالًا ولا يعيره اهتمامًا، على الرغم من عظم الخدمات التي يقدمها، وهنا دعوة مني للدخول على هذا التطبيق وتجربته فالتجربة خير برهان. فالأمر لا يستغرق منك سوى دقائق معدودة، فقط صور وأرسل. وصلتني هذه الرسالة، كرد فعل لبلاغ رفعته عبر هذا التطبيق، نص الرسالة كما هي العادة: "عزيزي العميل نسعد بخدمتكم، ونفيدكم بأن بلاغكم رقم وتصنيف نظافة الأماكن العامة تحت المعالجة من الإدارة المختصة". غير أني هذه المرة لم أكن أتوقع هذه السرعة في الإنجاز، لسبب بسيط وهو أن كمية الركام والخردة والمخالفات والنفايات التي أرسلت بلاغا عنها، كانت كبيرة وبشكل متداخل فلم أتوقع هذه السرعة في الاستجابة وتنظيف المكان بتلك الصورة المتقنة. نسيت أن أقول إن هذا التطبيق تابع لوزارة الشؤون البلدية والقروية، ويقدم بدوره خدمات كثيرة ومتنوعة تتعلق بشؤون الأمانات والبلديات. في هذا السياق أود أن أشير إلى أني سبق أن انتقدت شركة الكهرباء في جزئية ما، من خلال مقال كتبته ونشر عبر الصحف اليومية، وعلى أثر المقال وصلني اتصال من سكرتير مسؤول في الشركة نفسها، يخبرني أن المدير اطلع على المقال ويريد التحدث معي بخصوص ما ورد فيه، وفعلًا تم تحويل المكالمة إلى هذا المسؤول، وبدأ بالتالي في شرح وتوضيح بعض النقاط التي أثرتها والأمور التي انتقدتها في المقال. المقصد، أن المسؤولين باتوا أكثر وعيًا واستجابة وتفاعلًا مع شكاوى الناس، من خلال ما تعرضه الصحافة، فهي مرآة المجتمع وصوته الذي ينعكس عليه بالإيجاب، وليس هناك أدنى شك بأن المجتمع بهذا التفاعل سوف يرتقي بشوارعنا وأحيائنا ومدننا، فتقل الحفريات وتنعدم النفايات وتسريبات المياه في الطرقات، وكل ما يشوه مدننا.