تواصلت حالة التصعيد السياسي والعسكري بين كييف وموسكو، وسط تبادل الرسائل الحادة بين قادة أوكرانياوروسيا، في وقت تشهد فيه الساحة الميدانية هجمات متبادلة على مناطق عدة داخل الأراضي الأوكرانية والروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة عبر الفيديو أمام منتدى وارسو للأمن، أمس (الاثنين): إن "روسيا لن ترسم حدودًا جديدة لأوكرانيا"، مؤكداً أن التوغلات الروسية بالطائرات المسيّرة في الأجواء البولندية تعد"اختبارًا مباشرًا" لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وقدرته على الردع. وكشف زيلينسكي عن مقترح لبناء "درع دفاعية جوية مشتركة" مع بولندا وحلفاء أوروبيين آخرين، لمواجهة التهديدات الروسية، قائلاً:"إذا عملنا معاً في المنطقة؛ فسنمتلك ما يكفي من الأسلحة والقدرات الإنتاجية للتصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية". كما أشار إلى أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الحرب"متوازن حتى الآن"، لكنه يصر على لعب دور الوسيط بين كييف وموسكو. في المقابل، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، أن الحديث عن مواجهة مباشرة بين أوروبا وروسيا"ينطوي على خطأ إستراتيجي قاتل"، محذراً من أن إشعال مثل هذه الحرب قد يقود إلى تصعيد خطير يشمل استخدام أسلحة دمار شامل. وكتب ميدفيديف عبر قناته في تليغرام":" إن الدول الأوروبية ضعيفة ومنقسمة، ولا تستطيع تحمّل حرب مع روسيا ببساطة". أما الكرملين، فقد قلل من تأثير المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، مؤكداً أن تزويدها بصواريخ"توماهوك" الأميركية – الذي تدرسه إدارة ترامب وحلف شمال الأطلسي –"لن يغير موازين القوة في ساحة المعركة". ميدانياً، شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً متبادلاً؛ إذ أعلنت السلطات الأوكرانية وقوع انفجارات في مدينة خيرسون الخاضعة لسيطرتها، فيما أشار مسؤولون روس إلى أن مقاطعة بيلغورود تعرضت لأكثر من 110 هجمات بطائرات مسيّرة وقصف بأكثر من 50 قذيفة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. كما قُتل مدنيان في منطقة موسكو نتيجة هجوم آخر بالطائرات المسيّرة. وتأتي هذه التطورات فيما تتزايد الضغوط على الغرب لاتخاذ موقف أكثر حزماً من الدعم العسكري لكييف، في حين تحذر موسكو من أن استمرار تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع تتجاوز حدود الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف.