في ظل الاقتراب المستمر للقوات الإسرائيلية إلى قلب مدينة غزة ومواصلة الهجوم البري، أصبح نظام الرعاية الصحية في المدينة على شفا الانهيار، وسط حصار مباشر للمستشفيات الكبرى وتعرضها للقصف المستمر. وتشير مصادر طبية فلسطينية إلى أن مستشفى الشفاء ومستشفى الحلو الدولي يتعرضان لهجمات متواصلة، مع صعوبة الوصول إليهما أو الخروج منهما؛ بسبب محاصرة القوات الإسرائيلية والدبابات المحيطة. ويحتوي مستشفى الشفاء على عشرات المرضى، بينهم 12 طفلاً حديثي الولادة محاصرين داخل المستشفى، بينما يضم مستشفى الحلو أكثر من 90 شخصًا بين طواقم طبية ومرضى، من بينهم 12 طفلًا خُدجًا في الحضانة. كما دمرت غارات جوية إسرائيلية عيادتين وأجبرت مستشفيين على الإغلاق، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست»، فيما تعاني المستشفيات الأخرى من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والغذاء والوقود. واضطر العديد من المرضى والموظفين إلى الفرار، تاركين عدداً قليلاً من الأطباء والممرضين لرعاية الحالات الحرجة، بما في ذلك الأطفال في الحاضنات، ومرضى لا يستطيعون الحركة. وفي مستشفى القدس، الواقع في الأطراف الجنوبية للمدينة، تم إخلاء معظم المرضى على عجل بعد إغلاق القوات الإسرائيلية للمنطقة، حيث اضطر المسعفون لإنزال بعض المرضى على كومة من الأنقاض، بينهم حالات حروق شديدة، بينما يضم المستشفى حالياً نحو 20 مريضًا فقط من أصل طاقته الاستيعابية البالغة 120 مريضًا. كما يعاني المستشفى من نقص حاد في المياه والكهرباء والأكسجين، بعد تعرض محطة الأكسجين التابعة له لإطلاق نار. المتطوعة الأمريكية أندي فوغان، التي عملت مع الجمعية الطبية الفلسطينية الأسترالية النيوزيلندية منذ يوليو، قالت: إن الوضع في المستشفيات «جنوني»، مؤكدة أن إسرائيل تفكك النظام الصحي في غزة بشكل متعمد، ما يزيد من معاناة المرضى والطاقم الطبي على حد سواء. وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام بعض المرافق الصحية لأغراض عسكرية، في حين لم تقدم أدلة كافية على ذلك.على صعيد آخر، حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى القدس؛ ما أدى إلى تقييد حركة الموظفين والمرضى، بينما أطلقت الطائرات بدون طيار النار على المباني المحيطة، في حين تم إعلان الحادثة «قيد المراجعة» من قبل الجيش الإسرائيلي، مع استمرار عمليات إصلاح الأكسجين والمياه في المستشفى. ورغم أوامر الجيش الإسرائيلي للمواطنين بالمغادرة، لا يزال مئات الآلاف من سكان غزة يقيمون في المدينة، التي كانت تقدر قبل الهجوم بحوالي مليون نسمة، وسط تحذيرات من مجاعة وندرة الإمدادات الإنسانية؛ بسبب إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات المباشرة.