غزة.. قصف إسرائيلي يوقع 50 شهيداً خلال يوم واحد

واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفها العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة أحياء سكنية ومخيمات للنازحين، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، إلى جانب دمار واسع في منازل المدنيين والمنشآت.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 50 شهيداً و184 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية.
وشن الاحتلال، غارات عدة على شارع البساتين في حي الشجاعية شرق غزة، تلاها قصف مدفعي استهدف محيط شارع السكة في حي الزيتون.
كما قصفت الطائرات الحربية بناية سكنية قرب سوق الذهب وسط المدينة، ما أدى لاشتعال النيران في منازل محيطة بشارع النفق، كما استهدفت غارة جديدة منطقة تل الهوا جنوب غرب غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مجمع الشفاء الطبي ما زال يقدم خدماته رغم صعوبة الظروف وتدهور الأوضاع في المدينة، فيما تعرض محيط مستشفى الخدمة العامة لقصف مباشر بالقنابل من طائرات الاحتلال المسيرة. كما سجل مستشفى العودة في النصيرات ارتقاء شهداء وإصابات بعد استهداف خيام نازحين قرب برج السعدي.
وأكدت مصادر ميدانية أن طائرات الاستطلاع أطلقت النار على طواقم الدفاع المدني أثناء تفقدهم منازل قصفت في شارع النفق بمدينة غزة، كما تعرضت سيارات الإسعاف لإطلاق نار مباشر خلال عملها في المنطقة ذاتها.
ومع الساعات الأولى من فجر أمس، قصفت طائرات الاحتلال خيامًا للنازحين في محيط برج السعدي شمال النصيرات، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين بينهم أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 17 آخرين بجروح متفاوتة.
كما شنت طائرات الاحتلال غارات على مناطق شمال مدينة غزة، كما نفذت عمليات نسف في محيط أبراج المخابرات شمال غربي المدينة.
وفي الجنوب، استهدفت غارة جوية منطقة بطن السمين جنوب خانيونس، أعقبها قصف بثلاث غارات متتالية على منطقة النصر غرب غزة.
ومع ساعات الصباح، واصل جيش الاحتلال إطلاق النيران بكثافة في عدة أحياء من مدينة غزة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي متزامن. وأكدت المصادر المحلية وقوع دمار واسع في منازل المدنيين، إلى جانب استمرار نزوح عائلات بأكملها، في ظل تقدم آليات الاحتلال إلى مناطق مأهولة، منها محيط مفترق فلسطين غرب غزة.
عائلات الأسرى الإسرائيليين تناشد ترمب
وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين صباح أمس، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي من المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق بالبيت الأبيض من أجل الدفع بمقترحه لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين، ترمب بالتعامل بحزم أمام كل محاولة لإفشال الصفقة، وقالت إن "الخطر كبير للغاية، وقد انتظرت العائلات وقتا طويلا. نطلب منك الوقوف بحزم ضد أي محاولة لعرقلة هذا التقدم".
وعبرت العائلات في الرسالة عن دعمها غير المشروط لمقترح ترمب للإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب على القطاع.
وقالت في رسالتها للرئيس الأميركي، إنها "تمر بمعاناة وقلق هائلين. لن ننسى أبدا اعترافك بهذه الحقيقة والتزامك الذي لا يساوم بإعادة أفراد عائلاتنا. أنت تُذكر العالم يوميا بضرورة إعادة جميع أحبائنا ال48 إلى بيوتهم ووضع حد لهذه الحرب مرة واحدة وإلى الأبد، ونحن ممتنون لك ونعتمد على قوتك وقوة الولايات المتحدة".
وتطرقت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو "نحن ندرك الأهمية الاستثنائية للقائك مع رئيس الحكومة نتنياهو، وقد سمعنا منك عن إمكانية التوصل إلى صفقة تضع حدا لهذه الحرب. نحن نصلي من أجل أن تتحقق هذه الصفقة وأن تنتهي معاناتنا قريبا. أنت (ترمب) من تملك القوة فقط لقيادة هذه الصفقة إلى خط النهاية".
وأضافت "لقد تعزز أملنا في اللقاء الذي عقدته مع قادة الدول العربية بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء، ونحن نعلم أن تركيزك على مستقبل قطاع غزة أمر حاسم لإنهاء الحرب، ونحن ممتنون لاستخدام نفوذك السياسي لربط أجزاء "البازل" معا".
وختمت عائلات الأسرى الإسرائيليين رسالتها لترمب، قائلة إن "تركيزك على إنهاء الحرب وإعادة ال48 مختطفا إلى منازلهم يتناقض بشكل حاد مع توسيع الحرب الذي تعمل عليه إسرائيل حاليا".
التحضير لمحاكمة الاحتلال
عقدت مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ومؤسسات مجتمع مدني اجتماعا، أمس، لمناقشة التحضير لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والإبادة الجماعية أمام محكمة الضمير العالمية، بالشراكة بين الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي.
محكمة الضمير العالمية هيئة قضائية غير حكومية تهدف إلى ترجمة القضايا الحقوقية إلى إجراءات قانونية أمام المحاكم الدولية والمؤسسات الدبلوماسية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة التنظيمات الشعبية واصل أبو يوسف، إن الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي أطلق هذه المبادرة على المستوى الدولي، مشيرا إلى الدور الشعبي الدولي في التأثير على الحكومات الغربية باتجاه الاعتراف السياسي بدولة فلسطين.
وأضاف أن فلسطين، منذ انضمامها للمحكمة الجنائية الدولية عام 2015، وثقت العديد من جرائم الاحتلال، وحققت نتائج ملموسة في إدانته وعدد من واجهاته العسكرية والسياسية، مؤكدا أن العدوان المتصاعد منذ أكتوبر 2023 يمثل حرب إبادة شاملة تستهدف أبناء شعبنا وحقوقه التاريخية والقانونية.
وشدد أبو يوسف على خمس ضرورات في هذا السياق: تفعيل القرارات الدولية وعدم بقائها معزولة، وقف الحرب فورا، وقف الإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال في المنطقة، رفض كل أشكال التهجير القسري أو الناعم، وإنقاذ أبناء شعبنا عبر إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدولية كالأونروا، برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، إلى جانب منظمات كالصليب الأحمر والهلال الأحمر، والإغاثة الإسلامية الدولية، والرؤية العالمية، وبريمير أوجانس الدولية، ومنظمة العمل ضد الجوع، مؤكدا أهمية وقف ما سماها "مؤسسة غزة اللاإنسانية".
وأكد أن هذه المحاكمة الشعبية الدولية تضيف زخما للجهود الرسمية باتجاه المحاسبة، وتدعم السردية والحق الفلسطيني أمام الشعوب والهيئات الدولية.
وافتتحت الجلسة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير، مؤكدة أن الاتحاد النسائي الديموقراطي، الذي يشغل الاتحاد العام موقع نائب الرئيس فيه، يعد إطارا نضاليا نسويا عالميا في قضايا السلم والتحرر والمساواة ومناهضة الفاشية والاستعمار والتمييز العنصري، مشيرة إلى سعيه منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023 لإدانة الاحتلال على جرائم الحرب في غزة ولبنان، خاصة بعد اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أطراف دولية.
وأضافت أن هذه الجهود تتطلب دعما من المؤسسات الحكومية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل إنجاح المحاكمة المقررة في شباط/فبراير 2026.
من جانبها، أوضحت عضو الأمانة العامة للاتحاد هيثم عرار أن الهدف من المحاكمة هو توثيق الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا وشعوب المنطقة، تمهيدا لإدانة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية ومنع إفلاته من العقاب.
اعتقالات واسعة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حملة اعتقالات واسعة في عدة محافظات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، طالت أسرى محررين وقاصرين، وسط مداهمات وتفتيش للمنازل وتخريب محتوياتها، واعتداءات بالضرب والتنكيل بحق المعتقلين وذويهم. كما أفادت مصادر محلية باعتقال عشرات العمال أثناء توجههم للعمل داخل الخط الأخضر.
تعقيدان تطبيق السيادة
خلال استراحة من المباحثات الليلية مع كبار مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بوفد عن مجلس المستوطنات "يشاع" في الضفة الغربية المحتلة، في نيويورك.
وجاء اللقاء، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بعد أن أعلن ترمب أنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية، ما أحبط آمال أعضاء المجلس بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها.
ورغم ذلك، خصص نتنياهو وقتا لمناقشة فرصة تطبيق السيادة مع قادة وأعضاء مجلس المستوطنات، مؤكدا على ضرورة التعامل مع واقع معقد.
وأفاد مصدر حضر الاجتماع بأن نتنياهو أوضح أن "هذا ليس الوقت المناسب لتطبيق السيادة. تذكرون عهد أوباما، لدينا الآن رئيس متعاطف، وعلينا مواجهة الواقع المعقد"، على ما ذكر الموقع الإلكتروني "واللا".
وأفاد الموقع الإلكتروني "واي نت" أن المناقشات استمرت حوالي ساعتين، حيث شدد نتنياهو على أنه سيناقش مسألة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة مع الرئيس الأميركي، دون تحديد موعد محدد لتنفيذها، مما أثار قلق قادة وأعضاء مجلس المستوطنات.
وأكد رئيس "مجلس السامرة"، يوسي داغان، أن الاجتماع كان معمقا، لكن أعضاء مجلس المستوطنات "يشاع" خرجوا مُنزعجين من عدم وضوح الخطوات القادمة لتطبيق السيادة، مشيرا إلى أن القرار النهائي بيد نتنياهو وحكومته، وليس الولايات المتحدة، رغم دعم ترامب الكبير لإسرائيل.
وأبلغ قادة مجلس المستوطنات نتنياهو بضرورة اغتنام الفرصة النادرة لتطبيق السيادة، مؤكدين أن هناك ضغوطا دولية، خصوصا من جهات تدعم إقامة دولة فلسطينية، تسعى لمنع فرض السيادة على يهودا والسامرة، المسمى التوراتي للضفة الغربية.
واختتم أعضاء مجلس المستوطنات الاجتماع مع نتنياهو بالتأكيد على أنهم سيجتمعون به مجددا لمتابعة الموقف، في حين يبقى قرار فرض السيادة أو تأجيله رهينا بتقدير نتنياهو للواقع السياسي الراهن.
بنوك الدم مهددة بالتوقف الكامل
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، من توقف كامل ووشيك لبنوك الدم في المستشفيات القليلة العاملة في القطاع وذلك نتيجة النقص الحاد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: "بنوك الدم في المستشفيات مهددة بالتوقف الكامل نتيجة الاستنزاف الشديد في الأصناف المخبرية الضرورية لنقل وفحص وحدات الدم ومكوناته".
وأوضحت أن هذه التطورات تترافق مع "نقص حاد في أرصدة وحدات الدم ومكوناته الأمر الذي يعيق التدخلات الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة".
ومرارا، وجهت الوزارة نداءات حذرت فيها من خطورة النقص الحاد في وحدات الدم على حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين، وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي ينجم عنها مئات الجرحى الذين هم بحاجة إلى وحدات دم.
ومع تفشي المجاعة، تراجعت الحملات المجتمعية لجمع وحدات الدم، وذلك مع عجز الفلسطينيين عن التبرع بسبب سوء التغذية حيث كانوا يشكلون المصدر الأخير للحصول على تلك الوحدات وسط اشتداد الحصار الإسرائيلي.
وإضافة إلى العجز الكبير في وحدات الدم، يعاني القطاع الصحي بغزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وذلك بسبب الإغلاق الإسرائيلي شبه الكامل للمعابر منذ مارس الماضي أمام المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية.
محاصرة مستشفيي الشفاء والحلو
أفادت مصادر طبية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفيي الشفاء والحلو الدولي بمدينة غزة، ويستهدفهما بوابل من القذائف المدفعية، رغم وجود عشرات المرضى والنازحين داخله.
وأوضحت المصادر الطبية، أن قوات الاحتلال تستهدف محيط مستشفى الشفاء بشكل متواصل، مع تعذر الوصول إليه، أو الخروج منه.
وأشارت إلى فقدان الاتصال بالكادر الطبي داخل المستشفى، ولا يزال 12 طفلا حديثي الولادة محاصرون داخله.
وبالتزامن مع ذلك، تحصر قوات الاحتلال مستشفى الحلو من جميع الجهات، مع اقتراب الدبابات من محيطه، حيث تم تجميع الطواقم الطبية والمرضى داخل الطوابق السفلية، مع تعذر الوصول إلى المستشفى أو الخروج منه.
يذكر أن مستشفى الحلو يضم عدة أقسام، من بينها: قسم مرضى السرطان، بالإضافة إلى حضانة تحتوي على 12 حالة من الأطفال الخُدَج، ويتواجد أكثر من 90 شخصًا، ما بين طواقم طبية ومرضى محاصرون داخله، في ظل انقطاع تام للاتصالات والإنترنت.
بنوك الدم مهددة بالتوقف في غزة
حملة اعتقالات في الضفة
عائلات المحتجزين في غزة