واشنطن – «نشرة واشنطن» – يمثل «تأمين المؤشرات» أداة تساعد المعرضين للأخطار في العالم على التحوّط للتغييرات المناخية، إذ تكبِّد ظروف الطقس القاسية المزارعين خسائر كبيرة في كل مكان من العالم. وفي حين يتمكّن المزارعون في البلدان المتطورة، من شراء بوالص تأمين لتعويض المحاصيل في مواسم الحصاد السيئة لمساعدتهم على تدبّر أمورهم في هذه المواسم، لا يتوافر للمزارعين المعدمين في الدول النامية أي بديل سوى تحمّل الأخطار واحتمال وقوعهم في مستنقع الفقر، مع العلم أن التأمين ضد مواسم الحصاد السيئة، بات قبل فترة وجيزة متوافراً لكن في شكل نادر. ويمكن الاستقرار الاقتصادي للمزارعين، وهو أحد ميزات هذا التأمين، أن يجعل المقرِضين أكثر استعداداً لتقديم قروض بما يجيز للمزارعين الاستثمار في شراء البذور والأسمدة والمعدات الزراعية، وبالتالي زيادة إنتاجيتهم الزراعية، والبدء في زيادة غلالهم في موسم حصاد تلو الآخر، وانتشال أنفسهم من مخالب الفقر في البلدان النامية. ورأت مديرة أمانة نشرة المجتمع والمناخ مولي هيلموث، (معهد الأبحاث الدولي للمناخ والمجتمع مقره نيويورك)، في تصريح إلى «موقع أميركا دوت غوف»، أن «تأمين المؤشرات» أثبت أنه «كان أداة واعدة حقيقية في 20 بلداً حول العالم». وفي مجال التأمين التقليدي ضد مواسم الحصاد الرديئة، يدفع المزارع مبلغاً من المال كقسط لشركة تأمين لحماية نفسه ضد المحصول الضعيف أو خسارة محاصيله. وشكل الغش والتزوير في المطالبات بالتعويض، مشكلة، إذ يمكن أن ينال ما يتقاضاه المزارع من تعويض، من حوافزه لإنتاج محصول جيد. وأوضح الباحث المشارك في مجال النماذج الاقتصادية والمناخ في معهد الأبحاث الدولي دانيال أوسغود، أن هذه المشكلة «منتشرة في العالم». لكن مع وجود «تأمين المؤشرات»، يدفع المزارع قسطاً بسيطاً جداً لوقاية نفسه، ضد خسارة محصول نتيجة الجفاف مثلاً، الأكثر شيوعاً في الدول النامية، فيكون التعويض مرتبطاً بمؤشر الطقس وبكمية هطول الأمطار». وبهدف تحديد دفعات التعويض، تحتسب شركة التأمين كمية الأمطار مستخدمة بيانات من مقاييس هطول الأمطار قرب مزرعة المزارع المؤمَّن».