رفح (مصر) - ا ف ب - يمثل معبر رفح المدينة المقسومة الى شطرين على الحدود بين قطاع غزة ومصر، الممر الحيوي ل 4،1 مليون فلسطيني الى باقي انحاء العالم. وقد اعادت السلطات المصرية السبت فتح المعبر "بشكل دائم" للمرة الاولى منذ اربع سنوات. وفور فتح البوابة المصرية للمعبر، دخلت سيارتا اسعاف تنقلان مرضى وحافلة تقل خمسين مسافرا من غزة الى مصر من بين مائتين وخمسين مسافرا تمكنوا الدخول الى الصالة المصرية في المعبر خلال نصف الساعة الاولى بحسب مسؤول في المعبر. ومنذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في ايلول/سبتمبر 2005 وخصوصا منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007، اصبح معبر رفح مغلقا تماما تقريبا. وفي كانون الثاني/يناير 2008، تدفق عشرات آلاف الفلسطينيين بعد تدمير اجزاء من الحاجز الحدودي بالمتفجرات والجرافات، الى الجانب المصري من المدينة كما حصل غداة الانسحاب الاسرائيلي من غزة صيف 2005. واندفع هؤلاء لقضاء شؤونهم مع تحول رفح المصرية الى سوق هائل ومركز للتهريب من خلال انفاق وتمركز عشرات المحلات المتلاصقة على امتداد شارع صلاح الدين في الاراضي المصرية. واقيم المعبر المخصص لعبور الاشخاص بعيدا عن وسط المدينة التي يبلغ عدد سكانها مئة الف نسمة يقيم نصفهم في مخيمات للاجئين على جانبي الحدود. والحدود التي تجسدها كتل من الاسمنت المسلح او الجدران التي تعلوها اسلاك شائكة او الجدران المعدنية، تمتد على طول 14 كلم على طول الخط الذي يطلق عليه اسم "فيلاديلفيا"، او "محور صلاح الدين" من البحر غربا الى اقصى جنوب قطاع غزة. وبموجب اتفاق مع اسرائيل يقوم 750 من عناصر القوات شبه العسكرية المصرية بدوريات على طول الحدود مسلحين باسلحة خفيفة وعربات مدرعة اضافة الى عدد غير محدد من عناصر الشرطة غير المسلحين. وقبل عامين من انسحابهم اقام الاسرائيليون جدارا من الاسمنت والمعدن بطول سبعة كلم وبعلو 8 امتار لعزل قسمي المدينة بعد تدمير عدد كبير من المساكن. وكان عدد العابرين لهذا المعبر قبل الانسحاب الاسرائيلي نحو 700 شخص يوميا او 260 الف شخص سنويا، بحسب مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية. وبعد الانسحاب الاسرائيلي اصبح عبور معبر رفح نادرا خصوصا اثر خطف الجندي الاسرائيلي جيلعاد شاليط في حزيران/يونيو 2006 على مشارف قطاع غزة ثم توقف تماما تقريبا مع استيلاء حركة حماس على قطاع غزة. وتتم ادارة معبر رفح منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بموجب اتفاق فلسطيني اسرائيلي رعته الاممالمتحدة. وينص على نشر نحو 90 مراقبا اوروبيا للمساعدة على مراقبة الحدود غير ان هؤلاء المراقبين غادروا في حزيران/يونيو. كما ينص الاتفاق على ان المعبر لا يمكن تشغيله الا بالتعاون الوثيق بين اسرائيل التي نصبت فيه كاميرات مراقبة والسلطة الفلسطينية ومصر وهؤلاء المراقبين الاوروبيين. ولا يعترف اي من الموقعين على الاتفاق بحركة حماس ما جعل المراقبة القانونية للمعبر مستحيلة. ورغم معارضة اسرائيل سمحت مصر بشكل احادي في كانون الثاني/يناير لمجموعة من الفي حاج فلسطيني عائدين من مكةالمكرمة بعبور المعبر للعودة الى ديارهم.