جلدنا القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بكل فنون النقد الخارج عن النص، ووصمناه بكل عبارات التقريع بمناسبة وبدون مناسبة، ولكن ابن همام لم يلتفت لهذه الهنّات، ولم يتوقف عندها، بل مضى نحو العمل الاحترافي حتى أصبحنا نشاهد دوري أبطال آسيا برونقه الجميل ومنافساته الممتعة، وأصبحنا ورغم تباعد المسافات بين دول القارة الصفراء، والفوارق الاقتصادية على مشارف دوري أبطال على غرار دوري أبطال أوروبا بالتنظيم والجودة والعدالة. ابن همام الذي أتى بعقلية احترافية لم نتعود عليها، شق طريقه نحو النجاح بكل اقتدار، وأخرج الاتحاد الآسيوي من تركة فلمبان ومجموعته ليقدم لنا اتحاداً نموذجياً بكل المقاييس التي جعلته يحصل على مداخيل مالية تؤكد حجم العمل المبذول وتؤكد الاتجاه نحو التسويق المثالي للبطولات الآسيوية في السنوات المقبلة. محمد بن همام بعد أن بلور كل الأفكار التي يحملها، اتجه نحو المقعد العالمي الذي يتربع عليه السيد بلاتر بدعم تكتلي من الدول الأوروبية التي أعلنت مساندتها لبلاتر حتى وإن ظهرت على السطح ملامح الفشل في توزيع بطولات كأس العالم بدءاً باليابان وكوريا الجنوبية 2002 وانتهاءً بآخر نسخة في جنوب أفريقيا 2010 دوري أبطال آسيا يرتفع رتمه الفني موسماً بعد آخر، وأصبح محور دوائر ضوء تصل ذروتها مع اقتراب أدوار الحسم التي تحدد الفرق المتأهلة لدور الستة عشر ويبدو أن ذروة الأحداث ستكون خلال اليوم وغداً، إذ تتضح معالم المقاعد المحجوزة وتبدو حظوظ الأندية السعودية متفاوتة بين صدارة المجموعة أو انتزاع المركز الثاني أو الخروج المر. الاتحاد يستطيع تصدر مجموعته في حال تحقيق الفوز أو التعادل أما الخسارة لا سمح الله فهي تعني المقعد الثاني في المجموعة للعب أمام متصدر مجموعة الهلال، والهلال يستطيع تصدر مجموعته في حال فوزه على فريق الغرافة القطري مع تعادل فريق سبهان الإيراني مع الجزيرة الإماراتي أو الخسارة، وتبدو حظوظ فريقي النصر والشباب معلقة بظروف الأرض والجمهور التي لا تلعب لمصلحتهما وقد يعود الفريقان ببطاقتي الترشح، خصوصاً أن كلاً منهما بدأ يستعيد توازنه وظهر النصر بالذات في آخر مبارياته بهذه المجموعة في أفضل حالاته الفنية. دوري أبطال آسيا ممتع ومثير، وليته يكتمل فنياً بانطلاق البطولة في تشرين الثاني (نوفمبر) واختتامها في أيار (مايو) من كل عام أسوة بالبطولات الأوروبية، وابن همام انتزع مكانته الآسيوية والعالمية من ثقته بنفسه ومن وزن قطر كدولة تدعم هذا التوجه من دون هوادة، ومن دون تقتير. [email protected]