} حملت طوال ال13 عاماً الماضية وعبر الإعلام شرف الدفاع عن الوطن، وتلمس هم وحاجة مواطنيه والإشادة بإنجازاته وإنجازات شبابه سواء عبر تقديمها ما يفوق 1700 حلقة تلفزيونية - لا تخوضها النساء عادة - أو من خلال مقالات وكتابات عدة تنقلت من خلالها من صحيفة الرياض و«الحياة» و«الشرق الأوسط»، واستقرت أخيراً في صحيفة الجزيرة، علاوة على برنامجها الحالي «عين ثالثة»، الذي غدا حديث المجالس والمهتمين. ميسون أبوبكر الشاعرة والإعلامية، على رغم دواوينها الستة، والتي تُرجم منها للغة الإنكليزية والفرنسية إلا أنها تعترف بتعثرها أدبياً وما ذلك إلا نتيجة استحواذ مجالها الإعلامي على الإبداعي. ما الذي يحمله شهر رمضان من ذكريات لدى ميسون أبوبكر؟ رمضان هو الطفولة التي تركناها في مكان ما بين طيات الذاكرة، فانوس ملون مضيء معلق على باب المنزل، وصوت المدفع الذي ينتظره ملايين المسلمين في العالم وقت غروب الشمس، والحلوى التي تعدها جدتي من قرقيعان والمفارش الملونة، واجتماع العائلة، وصوت المآذن لصلاة التراويح، ونفره المصلين بعدها والأحاديث الجانبية، والاستيقاظ للسحور ومغالبة النوم الثقيل وأكل لقيمات بأعين نصف مغمضة. رمضان يعني الكثير، أيادي نرفعها للسماء وأفواهاً تحمل الدعاء ورسائل إلى الله، رمضان الذي يعيد العلاقات ويطفئ الحزن ويجمع ما فرقته الأيام والمواقف، رمضان الذي يأتي زائراً عزيزاً نغلق عليه الأبواب كي لا تتسرب الدقائق سريعة فنودعه سريعاً، رمضان صوت أبي ينادي ليؤمنا للصلاة، ورائحة جدتي وبخورها وحكاياها التي تقصها علينا دارت في زمن قد لا تكون شهدتها، ورمضان هو هديل أمي وقت الفجر تدعو ليوفقنا الله ولا يفرقنا. كيف تجدين القناة السعودية في ظل التنافس الذي تشهده القنوات الفضائية؟ وهل بمقدورها إعادة مشاهديها إليها؟ وكيف؟ هناك حراك جميل في قنواتنا السعودية ولا سيما في رمضان، فهو كبهجة الأعياد تستعد له قنواتنا جميعها، وهناك ما يستحق المشاهدة. جديد هذا العام برنامج «يا تلفزيوني» الذي أنتجه مسرح التلفزيون الذي يشرف عليه الفنان القدير عبدالإله السناني ويعيد لخريطة التلفزيون أكثر من 15 فناناً في عمل واحد، الثقافية تقوم بجهد كبير والاقتصادية أيضاً عبر برامج متنوعة، وللمشاهد السعودي دور في متابعته وتقويمه لما يعرض من برامج على تلفازه الوطني، فليس كل ما نراه على الفضائيات يناسب أذواقنا وروحانية الشهر الفضيل. كذلك الوضع السياسي الذي تمر به المنطقة، فأنا أجدني متوجهة لمتابعة الأحداث والأخبار وتحليلها أكثر. أودّ أن أشير لجملة أمقتها وللأسف تتردد كثيراً (أنا لا أتابع التلفزيون السعودي) يقولها البعض عن غير وعي، وأريد أن أصحح للكثيرين من خلال تجربتي هناك ضيوف يسعون للحضور في التلفزيون السعودي ويفضلونها على قنوات أخرى لصدقيته. تغريدة تقولين فيها «كل مواطن سعودي حقيقي التقيت به منحني جواز سفري الأخضر، شكراً للأتقياء أبناء وطني»، هل لنا بتوضيح أكثر؟ كل ممن قابلت وعمل بوطنية وجهد وإخلاص لوطنه هو سعودي حقيقي ومواطن مخلص، منحني شهادة حياة وانتماء لوطني المملكة العربية السعودية، وكل من واكب رؤية مملكتنا عملاً واجتهاداً هو إنسان أفتخر به، فالعالم كله يتطلع للإنسان السعودي وقدرته في تحقيق «رؤية 2030»، كل جندي في الحد الجنوبي هو جواز سفري الأخضر، كل شاب اندمج في الوظائف التي وطنيتها الدولة لأجل أن يكون شاباً فاعلاً منتجاً هو رهان أكسبه أمام الآخرين في خارج وطني والذين أقيم معهم سجالات ونقاشات ورهانات كثيرة. كيف ترين منصة التواصل الاجتماعي كمنصة يمكن من خلالها تقديم الشخص نفسه سواء أكان شاعراً أم كاتباً....إلخ؟ لقبت في إحدى أشهر الجامعات في العالم جامعة الملايا في ماليزيا بأنني من دعاة العدالة الاجتماعية لأنني تحدثت عن المملكة بصدق وهذا وسام أظل افتخر به ما حييت، وفِي الكويت خلال حديثي في مناسبة أقامها اتحاد الإعلاميات العرب أغضبت مستشار السفير الإيراني الذي غضب، ورفضت الاعتذار منه، وهذا ما اعتبره رهاناً على الحق وعلى المهنية والانتماء، أحرص على التواصل مع الشباب فهم يشكلون في وطني نحو الثلث، وأظل أتذكر كلمة لأمير الرياض أننا لا بد أن نتواصل مع الشباب بوسائلهم التي يستخدمونها، والآن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت علينا ولها دورها وسطوتها سواء شئنا أم أبينا، وإنا يومياً أرى هذا التفاعل عبر «سناب شات» الذي أحرص من خلاله على نقل المناسبات المهمة التي أنشط فيها للمتابعين الذين أحرص على نقل صورة مغايرة لهم عن نفسي إعلامية لها رسالتها وأصر على أن أخرج عن دور المسوقة لشركات وأطباء تجميل يبيعون الوهم ويستغلون هذه النوافذ السريعة الانتشار ويستغلون بعض نجوم هذه الوسائل لترويج سلعهم. المؤسسات الحكومية الْيَوْمَ تحرص على التواصل عبر هذه الوسائل ومواقعها في «تويتر» من خلال ما نجد من تفاعل سريع مع الجمهور. عُرفتي شاعرة وإعلامية فإن أضطررتي للتنازل عن إحداهما فلمن تكون الغلبة، ولمن يكون الصوت للشعر أم للإعلام؟ أنا شاعرة قبل أن أكون برسم الإعلام، لي الْيَوْم ستة دواوين شعرية آخرها مترجم للغتين الإنكليزية والفرنسية وصادر من دار نشر فرنسية معروفة، سأعترف أن إنجازي الشعري والروائي تعثرا كثيراً بسبب انشغالي برسالتي الإعلامية وبخاصة أنني أعد برنامجي بنفسي واتفق مع الضيوف وأنسق وأشرف على كل صغيرة وكبيرة. لا يمكن لك أن تختار بين ما تحب إلا أن إحدهما يمكنه أن ينتظر انشغالك بالآخر، موهبة الشعر تبقى ويمكنها أن تنتظر إصداراً جديداً قد يتأخر لأعوام، لكنني إعلامية لا يمكن إلا أن أكون حاضرة في قضايا المملكة التي تواجهها الفترة ولا بد أن أكون إعلاميتها البارة بمشروعها. شخصية أثرت في ميسون أبوبكر، وكيف؟ تأثرت بكل شخص قابلته في حياتي وتعلمت من كل كائن حي، فهناك أشخاص لا يمكنك إلا أن تبقيهم قدوات في حياتك. الملك سلمان حفظه الله علمني فترة إمارته الرياض متابعة عملي واحترام ما أقدم والتحقق من الصدقية وحب التراث والتاريخ وخوفي الدائم على تحري المعلومة واحترام ما أقول. الدكتور غازي القصيبي كان مثالاً أدبياً رائعاً وبعدما التقيته صار قدوة إدارية. والشيخ عبدالرحمن السميط، رحمه الله. كثيرون تَرَكُوا أثراَ في حياتي والذين اعتز بما أثروا فيها عميقاًَ بداخلي، أنا ابنة الحياة والتجارب والمغامرات وما أؤمن به، ودائماً أنتظر هدايا الله ومفاجآت قد تأتي بالكثير، تعودت أن أتصالح مع نفسي وأتقبل ما كتبه الله لي وأحمده في كل آن، ودائماً أقول أنه مازال ينتظرني الكثير وبقي في جعبتي الكثير لأقوم به.