الإعلام والثقافة وجهان يلتقيان بالضرورة، وحتماً إذا ما انفصل أحدهما عن الآخر، غابا وغيبا من يدور في فلكهما. وميسون أبوبكر واحدة من الإعلاميات اللواتي يأخذن على عاتقهن هم الثقافة ونشرها عبر الإعلامي الثقافي التي انتبهت له قبل ست سنوات من الآن، تقول ميسون: «قرأت مفهوم الإعلام والثقافة في السعودية منذ حوالى ست سنوات، وهو ما جعلني أتلمس أنه يصب في الأخير في صالح الثقافة، بشكل كبير، وأن تنطلق قناة سعودية متخصصة في الشأن الثقافي فهذا دليل على أن المشهد الثقافي السعودي ثري، وقادر على أن يكون مشهداً مؤثراً في الحراك الثقافي العربي بشكل عام». عن بداياتها في الإعلام تقول أبوبكر ل «الحياة»: «بداياتي كانت مبكرة بعض الشيء، إذ انطلقت من عمر ثماني سنوات، وتحديداً عام 1979 في الكويت، وأجريت وقتها حواراً مطولاً مع وزير التربية والتعليم الكويتي جاسم المرزوقي، ومدير إدارة النشاط المدرسي في الكويت المعلق الرياضي الشهير خالد الحربان، وأطلقوا عليّ هناك لقب أصغر صحافية في الكويت، ثم بعد ذلك بدأت علاقتي بالشعر وأنا في سن ال13 بالأردن وأول قصيدة كانت بعنوان «طائر الحب»، إذ كنا نربي في بيتنا نوعاً من العصافير يسمى طائر الحب، وحدث أن ماتت الأنثى وبعدها بيومين فقط مات الذكر، فأثر هذا الموقف فيّ كثيراً، وتفاعلت معه وكتبت أولى قصائدي. ميسون أبوبكر لم تخلُ حياتها المهنية من الصخب والدخول أحياناً مرغمة في صراعات تقول إنها «غير مهتمة أو منشغلة بها» وتضيف: «أنا منشغلة 24 ساعة في اليوم بالعمل الثقافي، للحد الذي إذا دخلت فيه إلى غرفتي لن تجد بها سوى مكتبة ضخمة تضم عدداً من المؤلفات والكتب، ولا وقت لديّ مطلقاً للمساجلات والمشاحنات التي قد تبعدني عن متابعة هذا المشهد الذي أحرص على الوجود فيه ومتابعته بشكل دائم». خريطة البرامج لميسون بدأت كما تقول من برنامج «الأشرعة» وكان على قناة «الإخبارية» عام 2005، وبرنامج «60 دقيقة» على القناة الأولى في 2007-2008، و«مرافئ» في 2009، ثم «المقهى الثقافي» في 2010، و«زاد وكتاب» على الثقافية الذي أقدمه حالياً بالتناوب مع الزملاء الإعلاميين محمد الوشع وخالد الطاسان، وهما من الكفاءات الإعلامية السعودية المميزة التي ينتظرها مستقبل كبير في هذا المجال. وبسؤال ميسون حول تحرر بعض الروائيات السعوديات في كتاباتهن قالت ل «الحياة»: «الرواية السعودية خصوصاً النسائية منها خرج بعضها عن المسكوت عنه، وتحدى البعض الآخر منها النسق العام للمجتمع، وما يحمل فيها قيمة معينة يبقى، أما التي هي دون ذلك فهي ظهور من أجل الظهور فقط، وسرعان ما ستختفي». وعن رواية رجاء الصانع «بنات الرياض» قالت ميسون: «رجاء صديقتي، وما كتبته لا ينطبق عليه مفهوم الرواية، بل مجرد مذكرات، قامت بجمعها في كتاب واحد، وهو ما أشار إليه الدكتور غازي القصيبي قبل وفاته رحمه الله».