في الوقت الذي هدأت فيه رياح فايروس «شمعون»، الذي أحدث عاصفة إلكترونية، نتج منها شلل في حواسب عدد من الجهات والوزارات والقطاعات الحكومية، وقع حساب المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ضحية اختراق إلكتروني صباح أمس، نتج منه تعطل الحساب ساعات طويلة، ولم ينجح فريق التقنية التابع لصحة الشرقية في استعادة الحساب. ودوّن المخترق، وهو مجموعة «سايبر إيموشن» تغريدات عدة في حساب الصحة المخترق، أوضحت فيها أسباب اختراقها الحساب، معلنة عودتها لممارسة نشاطها، وزعمت أنها مجموعة غير تخريبية، وأن نشاطها السابق معروف، في إشارة إلى اختراقها عدداً من حسابات بعض الوزارات، بهدف إيصال قضية إلى المسؤول، فيما قدمت المجموعة المخترقة اعتذارها للجميع. ووجهت رسالة إلى وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، وصفته خلالها بأنه كان جميلاً إبان توليه حقبة وزارة التجارة، بيد أنه قد لا يصبح جميلاً في رعاية أرواح البشر. وشنت المجموعة التي قامت بالاختراق هجوما لاذعاً على وزارة الصحة، وبخاصة في ما يتعلق بقضايا الأخطاء الطبية التي ارتفعت معدلاتها خلال السنوات الماضية، بحسب زعمهم، مؤكدين أن نسبة الخطأ في الطب أمر وارد، إلا أن ارتفاع معدلاته دليل على أن وزارة الصحة تعاني من مشكلة جذرية تتحمل هي وحدها أعباءها، مشددة على أن ما تم صرفه لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين هو حق من حقوقهم وليس تكرماً منها. وتطرقت المجموعة إلى سياسة استقطاب الأطباء من الخارج، وأنها عائدة إلى ضعف مرتباتهم الشهرية وليس لعلمهم، وأن الوطن يزخر بالكفاءات الطبية العالية، وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل، عندما تطرّقت إلى قضية الإعلامي محمد الثبيتي، الذي توفي قبل عامين نتيجة خطأ طبي في البرج الطبي بالدمام، مشيرة إلى أنه ليس الوحيد، وأن هناك كثيرين ممن واجهوا المصير نفسه بسبب سوء إدارة وزارة الصحة، باستقطاب الأطباء فاقدي الأهلية. وأعاد هذا الاختراق قضية الإعلامي محمد الثبيتي، الذي توفي نتيجة خطأ طبي أثناء خضوعه لجراحة لإزالة خراج في فخذه، وبعد خروجه من غرفة العمليات ووضعه في غرفة الإفاقة كانت جميع المؤشرات تشير إلى أن الجراحة كانت ناجحة، بيد أنه تعرض إلى اختناق نتج منه استنفار الكادر الطبي، ومحاولة وضع أنبوب أوكسجين عبر الفم، ولم يتمكن الطاقم الطبي من إدخاله بالطريقة الصحيحة، ما أدى إلى توقف قلب المريض دقائق، فتم استدعاء استشاري مختص لوضع الأنبوب بطريقة صحيحة، وفي هذه الأثناء حاول الأطباء إنعاش القلب، بعد توقفه عشر دقائق، ونجحوا في ذلك، في حين دخل في غيبوبة نتيجة تأخر وصول الدم إلى الدماغ، أدى إلى وفاته في وقت لاحق. يذكر أن مجموعة «سايبر إيموشن» أو ما يطلق عليها «هاكر الوزارات» عرف عنها القيام باختراق عدد من حسابات الوزارات خلال 2014، والتي تضمنت وزارات العدل، والمالية، والتعليم، إضافة إلى الحسابات الشخصية في «تويتر» لوزير الخدمة المدنية، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأكدت المجموعة في رسائل سابقة أنها تستهدف حسابات الوزارات والحكومية، بغرض إيصال صوت المواطن إلى المسؤولين عبر تغريدات تحمل معاناتهم. وعلى رغم اختراق حساب المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، فإنها التزمت الصمت المطبق وكأن شيئاً لم يحدث، ولم تصدر أي بيان توضح فيه ما قامت به من خطوات لاستعادة الحساب. وتواصلت «الحياة» مع المتحدث الإعلامي لصحة الشرقية أسعد سعود، للحصول على إيضاحات، ووعد بإصدار بيان توضيحي، إلا أنه لم يتم إصدار أي بيان صحافي حتى وقت كتابة هذا التقرير.