استعدت موسكو ل «السيناريو الأسوأ» بعد قرار الحلف الأطلسي (ناتو)، في ختام قمته في وارسو امس، تعزيز «الجبهة الشرقية» وإعلان سياسة «الأبواب المفتوحة» لتسهيل ضم اعضاء جدد. وحذر الرئيس السابق للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف من ان قرارات الحلف «اعلان حرب على روسيا»، واتهمه «بجر روسيا والعالم الى مواجهة ساخنة». تزامن ذلك مع فصل جديد من «ازمة البعثات الديبلوماسية» بين موسكووواشنطن، إذ طردت الخارجية الروسية موظفَين اثنين في السفارة الأميركية بموسكو. وأشارت الى ان احدهما يعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي). وكانت واشنطن طردت قبل اسبوعين ديبلوماسيين روسيين قالت انهما «نفذا نشاطات تخرج عن حدود مهمتها الديبلوماسية». ولم يقلص اعلان الأمين العام للحلف ينس ستولتينبرغ أن «ناتو لا يعتبر ان روسيا تشكل تهديداً آنيا» بخلاف الإرهاب وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال افريقيا»، المخاوف في روسيا من تداعيات نتائج قمة، إذ حض برلمانيون ومعلقون على «التحضر للسيناريو الأسوأ عبر تعزيز الحدود وتكثيف النشاط لمواجهة تحركات الأطلسي قربها». وأوضح ستولتينبرغ ان الرسالة الرئيسية «هي أن الحلف متحد في توجهاته نحو روسيا، والتي تستند الى دفاع قوي وحوار بناء. وكنت مسروراً لرؤية الدعم القوي لهذه الرسالة داخل الناتو، ووحدتنا الاستثنائية في هذا الموضوع». ودعا روسيا الى إنهاء «دعمها السياسي والعسكري والمالي للانفصاليين» الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق اوكرانيا. على صعيد آخر، مدد الحلف حتى 2017 مهمة «الدعم الحازم» التي ينفذها في افغانستان، وحتى 2020 مساعدته المالية للقوات الأفغانية ومقدارها بليون دولار سنوياً، بمعزل عن الولاياتالمتحدة التي تقدم القسم الأكبر من المساعدة (3.5 بليون دولار سنوياً). وأوضح ستولتنبرغ ان عدد جنود «الأطلسي» في افغانستان سيبقى كما كان في 2016، اي 12 ألف عنصر، يشكل الأميركيون القسم الأكبر منهم (8400 جندي)، وقال: «ليست افغانستان وحدها. نحن ملتزمون مساعدتها على المدى البعيد، ونعلم ان الوضع صعب في هذا البلد وسيستمر كذلك، لكن القوات الحكومية تتقدم». وفي بداية حزيران (يونيو)، قرر البيت الأبيض ان يمد يد المساعدة العسكرية الى الحكومة الأفغانية، من خلال منح القوات الأميركية مزيداً من هامش المناورة للتدخل في المعارك ضد متمردي حركة «طالبان». وكان لافتاً ابداء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قلقه من احتمال ان تؤدي الانتخابات الأميركية في الخريف المقبل الى «اعادة النظر» في العلاقة التي تربط بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، فيما ناقشت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «بروح بناءة» الخلافات الألمانية - التركية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنها اعلنت ان «الخلافات لم تنته»، وأهمها حول موافقة البرلمان الألماني الشهر الماضي على قرار يعتبر المذابح التي وقعت للأرمن على يد القوات العثمانية عام 1915 «إبادة جماعية»، ما اغضب تركيا التي تنفي هذا الاتهام. وطالبت مركل الرئيس التركي بالموافقة على دخول نواب ألمان إلى قاعدة «إنجيرليك» الجوية التي يتمركز فيها 250 جندياً المانياً في إطار عمليات الحلف الأطلسي ضد تنظيم «داعش» في العراق، فيما ابدت رضاها عن وفاء تركيا بتعهداتها الخاصة بمنع اللاجئين والمهاجرين من عبور بحر إيجه إلى اليونان، بعدما تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا العام الماضي توجه معظمهم الى ألمانيا.