يتوجه أبناء قضاء المنية - الضنية (شمال) الى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب خلف للنائب الراحل هاشم علم الدين اذ انجزت التحضيرات كافة. وعلى رغم ان الانتخابات فرعية على مقعد نيابي واحد، فإن المعركة اخذت طابعاً سياسياً حاداً، وسجلت انسحاب عدد من المرشحين، وسيكون التنافس الابرز بين المرشح كاظم صالح الخير المدعوم من «تيار المستقبل» و «قوى 14 آذار» و «الجماعة الاسلامية» والمرشح كمال الخير المدعوم من «قوى 8 آذار». وأكد رئيس الحكومة سعد الحريري ل «اخبار المستقبل» ان «كاظم الخير هو مرشح تيار المستقبل في المنية وقد اختاره التيار ليمثل خط الرئيس الشهيد (رفيق الحريري)». وزار كاظم الخير امس مقر «الجماعة الاسلامية» في عائشة بكار في بيروت، والتقى الأمين العام ابراهيم المصري ورئيس وأعضاء المكتب السياسي. وقال بعد اللقاء: «بحثنا في الاستحقاق الانتخابي وجرى التنسيق والتعاون على دعم الجماعة الاسلامية لترشحي وتأييدي. وشكرت للأمين العام ثقته الكبيرة وتمنيت استمرار التعاون بيننا». وقال: «انسحاب المرشحين سيساعد اصحاب الخط الواحد لكي ينجحوا في مسيرتهم»، مؤكداً انه مدعوم من «المستقبل» وأنه لاقى هذا الدعم ايضاً عند «الجماعة الاسلامية». وأوضح رئيس المكتب السياسي ل «الجماعة» عزام الايوبي ان «المكتب وبعد ان تدارس موضوع واقع الانتخابات التي ستجرى يوم غد (اليوم) الاحد، قرر ان يدعم ترشيح الاستاذ كاظم الخير لهذه الانتخابات في شكل واضح وكامل»، آملاً ان «يكون الفوز حليفاً له ويكون التعاون بعد الانتخابات في المجلس النيابي سواء عبر التعاون مع نائب الجماعة الاسلامية او عبر تعاون الجماعة الاسلامية معه ومع الكتلة التي سينتمي اليها». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية احمد فتفت، في اتصال مع «اخبار المستقبل»، ان الانتخابات الفرعية «تحولت الى معركة سياسية بسبب تجمع قوى عدة لضرب تيار المستقبل في معقله»، منوهاً ب «وعي الناس والتزامهم خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخيارات التيار». وشدد على ان «الراحل هاشم علم الدين كان عضواً في كتلة تيار المستقبل، وبالتالي فهذا الموقع النيابي هو لتيار المستقبل»، وتمنى «لو كان هناك مرشح من عائلة النائب الراحل»، موضحاً ان «كثرة المرشحين ضمن عائلة علم الدين صعّبت الموضوع»، وقال: «لذلك اختار الرئيس الحريري ترشيح كاظم صالح الخير لما يتمتع به من كفاءة والتزام بخط تيار المستقبل». وشرح ان «قوى عدة اجتمعت في ما يعرف بتجمع الاربعة، الذي يضم مرشحين سابقين للنيابة في منطقة الضنية، ويحصلون على تأييد كمال الخير، الذي اعلن التزامه وارتباطه ب «حزب الله» حتى في 7 أيار(مايو)». ووصف ما يقوم به الفريق الآخر ب «اللعبة السخيفة»، متهماً «المنضوين تحت لواء ذلك الفريق»، بأنهم «يحاولون شراء بطاقات هويات للناس لمنعهم من التصويت في الانتخابات». وأعلنت كتلة «الوفاق الوطني» التي تضم النائبين محمد الصفدي وقاسم عبدالعزيز، في بيان «اننا لم نكن نعتقد أن دعوتنا للتوافق على مرشح في قضاء المنية - الضنية ستجابه من جانب تيار المستقبل بانفعال كهذا ونسف تعاون رسخناه لمصلحة الشمال ولبنان طويلاً، علماً أن حيادنا جاء نزولاً عند إرادة أهل المنية أنفسهم، ليتمكنوا من التوافق على مرشح عملاً بالأصول والأعراف والتقاليد العائلية. أما تيار المستقبل فقد اتخذ قراره وأعلن مرشحه منفرداً وهذا حقه المشروع». وأضافت: «الادعاء بأن نائبي الكتلة ما كانا ليدخلا حرم المجلس النيابي لولا أصوات المستقبل هو كلام مرفوض تدحضه الأرقام والوقائع وهو يشكل إساءة الى كرامة أهلنا في المنية والضنية وطرابلس، فالنائبان الصفدي وعبدالعزيز مدينان للناس وحدهم بالوصول الى الندوة البرلمانية». واعتبرت الكتلة «أن لا معركة سياسية في المنية ولا معركة ضد مبادئ 14 آذار التي تؤمن بها، ولا شك عندنا بمحبة أهل المنية للرئيس الشهيد ولدولة الرئيس سعد الحريري، كما أننا على ثقة بأن موقفنا الحيادي بالنزول عند إرادة أهل المنية سيبقى محفوراً في ذاكرة الناخبين في كل استحقاق و(الكتلة) لا ترغب مطلقاً بالدخول في سجال مع تيار المستقبل» . وكان «المستقبل» رد ببيان عنيف على دعوة الصفدي وعبدالعزيز الى التوافق على احد افراد عائلة علم الدين». وأضاف: «الحياد الذي اختاره الصفدي وعبدالعزيز سيبقى محفوراً في ذاكرة الناخبين في كل الاستحقاقات المقبلة لأن لا حياد على حساب المبادئ». وسأل: «لماذا المزايدة من بوابة عائلة نبادلها التقدير؟».