استمر الخلاف بين الدول العربية وبين الدول النووية الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في شأن نوعية المؤتمر المعني بتنفيذ القرار الدولي الرقم 1995 لإقامة منطقة منزوعة سلاح الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك السلاح النووي. وعلمت «الحياة» أن الوفد الأميركي أبلغ الوفود العربية أثناء الاجتماع الثاني، بين الدول الكبرى وسفراء عرب نيابة عن المجموعة العربية، أن ما تريده الولاياتالمتحدة هو التالي: مؤتمر يشكل بداية مناقشة وليس مؤتمر مفاوضات على تنفيذ القرار 1995، وألا يكون المؤتمر تحت مظلة الأممالمتحدة، وألا تكون مهمته الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار، وأن يكتفي المؤتمر بمراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية المنعقد حالياً في الأممالمتحدة في نيويورك بإعلان اعتزام عقد مثل هذا المؤتمر العام 2013. وقالت مصادر مطلعة أن وفود الدول الكبرى النووية الخمس ابلغت نظيرتها العربية الممثلة بالجزائر والمغرب وليبيا ومصر ولبنان بصفته رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري: «ضعوا أنتم تصوركم للموقف العربي لتنفيذ القرار 1995». وأضافت أن رسالة الدول الخمس كانت «أن هذه هي مسؤولية العرب الذين يريدون تحريك تنفيذ القرار وليست مسؤولية الدول النووية الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن». أي أن الرسالة كانت ما فحواه: «هذه مشكلتكم وليست مشكلتنا». ودار نقاش حول هذه الناحية كشف أن الدول الخمس غير جاهزة للضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار أو لحضور المؤتمر أو للالتحاق بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأنها تريد مؤتمراً بعد 3 سنوات من أجل «البحث والمناقشة» وليس من أجل إجراء «المفاوضات». وجاء الانقسام في الموقف العربي بدوره ليزيد من البلبلة، علماً أن هناك دولا عربية تطالب بانضمام إسرائيل الى المعاهدة كشرط مسبق لعقد المؤتمر الذي تريده مصر أن يضم إسرائيل وإيران والدول العربية والدول النووية الثلاث، الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا. واعتبرت دول عربية أخرى أن هذا الشرط ليس تعجيزياً فقط، وإنما غير منطقي لأن لا داعي للمؤتمر إذا كان هدفه البحث في كيفية إجبار إسرائيل على الالتحاق بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. كذلك انقسم العرب حول اقتراح مصر وحول استراتيجية المفاوضات مع الدول النووية، التي تحرص على إنجاح مؤتمر نيويورك وتريد التعامل مع حاجة العرب الى «تحريك» تنفيذ القرار 1995 بدلاً من بقائه مجمداً لأكثر من 15 سنة. بعض العرب يرى أن التحريك لا يكفي وأن الإصرار على المفاوضات يجب أن يكون موقفاً موحداً. البعض الآخر طرح أفكاراً داخل البوتقة العربية تدور في فلك إمكان الاتفاق على مؤتمر «مناقشة» ينتهي الى مؤتمر «مفاوضات». وأشارت المصادر الأوروبية الى أن «الجميع يريد حقاً إنجاح مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية» الذي يُعقد حالياً في الأممالمتحدة. وقالت: «تعدينا إعادة تأكيد الحاجة الى تنفيذ قرار إقامة منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الأوسط، وتوصلنا الى مرحلة التحدث عن نوعية مؤتمر تنفيذ ذلك القرار من اسمه الى مهماته الى مكانه الى أية دول تشارك فيه». وأكدت المصادر الغربية أن المواقف العربية أثناء الجولة الأولى من المفاوضات أفادت «بأجواء مختلفة» بعدما تم إبلاغها بعدم التمسك بالورقة الروسية – الأميركية كقاعدة للمفاوضات. وأشارت هذه المصادر الى الاختلاف الواضح قي مواقف الدول الخمس مع الدول العربية في مسألة «التفاوض» على تنفيذ القرار 1995 وقالت إن إصرار العرب على «تعريف أطر مؤتمر تنفيذ القرار 1995» واضح «ونحن واضحون في إدراكنا لهشاشة الوضع وفي موقفنا الواعي لمخاطر فشل مؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية».