كابول، روما - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 29 شخصاً على الاقل بينهم رئيس بلدية وطفلان في ثلاثة هجمات منفصلة نفذها عناصر حركة «طالبان» شرق افغانستانوجنوبه. وفجر انتحاري قنبلة حملها الى جانب سيارة محمد رحيم، رئيس بلدية محترلم في ولاية لقمان (شرق) المجاورة لكابول، ما تسبب في مقتل رئيس البلدية وثلاثة من حراسه اضافة الى ثلاثة مدنيين. وتبنى ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» الاعتداء، مشيراً الى ان المهاجم يبلغ من العمر 14 سنة ويتحدر من ولاية بكتيكا. وانفجرت قنبلة لدى مرور مجموعة من الاشخاص في ولاية زابل (جنوب)، ما ادى الى مقتل 12 منهم بينهم طفلان وست نساء. كما هاجم مقاتلو الحركة موقعاً لجسر قيد الانشاء قرب مدينة قلعة، كبرى مدن الولاية ذاتها، وقتلوا ستة حراس واثنين من المارة. وحذر متمردو «طالبان» الاسبوع الماضي من انهم سيضاعفون هجماتهم ضد حكومة الرئيس حميد كارزاي وممثليه المحليين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل. وكارزاي الذي قدم الاثنين رسمياً ترشحه لهذه الانتخابات هو الأوفر حظاً في هذا الاقتراع. وكان عين في كانون الاول (ديسمبر) 2001 رئيساً لافغانستان من قبل التحالف الدولي قبل ان يتم انتخابه نهاية 2004 رئيساً للبلاد اثناء اول انتخابات رئاسية في تاريخ افغانستان التي شهدت 30 عاماً من الحروب. وسجل الرئيس الأفغاني حامد كارزاي اسمه رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية أمس، معلناً أن لائحته لمنصبي نائب الرئيس تضم كريم خليلي نائب الرئيس الحالي ومحمد قاسم فهيم نائب الرئيس السابق. توجه الرئيس الافغاني لاحقاً الى واشنطن للقاء نظيريه الاميركي باراك اوباما والباكستاني آصف علي زرداري غداً، وسط مخاوف من فشل جهود مكافحة التهديد الاسلامي في المنطقة. ويلتقي كارزاي ايضاً عدداً من المسؤولين الاميركيين بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويلقي كلمة في معهد «بروكنغز» حول «الوسائل الفاعلة لمكافحة الارهاب». وكان اوباما ركز بشدة على مكافحة متطرفي طالبان والقاعدة المنتشرين في المناطق الحدودية بين افغانستانوباكستان، وتعهد ارسال 21 الف جندي اميركي اضافي، وتخصيص مزيد من الموارد للقضاء على ما سماه بالتهديد الدولي. كما دعا اوباما الى تعزيز التعاون بين باكستانوافغانستان في مواجهة المتطرفين. على صعيد آخر، تعهدت الحكومة الإيطالية التحقيق في مقتل فتاة أفغانية في الثانية عشرة من عمرها، بعدما أطلقت القوات الإيطالية النار على سيارة اقلتها غرب البلاد اول من امس، لكنها دافعت عن تصرف جنودها. وقال وزير الدفاع الإيطالي انياتسيو لا روسا: «احترمت قواتنا قواعد الاشتباك ولم تطلق النار الا بعدما تجاهلت السيارة اشارات التحذير، على رغم انها ارتكبت خطأ جسيماً». وأضاف: «لسوء الحظ لا يمكن استبعاد هذه الأحداث المأسوية لدى العمل في منطقة خطرة وذات تعقيدات وصعوبة كما الحال في افغانستان اليوم»، علماً ان سقوط قتلى مدنيين على ايدي القوات الأجنبية في افغانستان بات سبباً رئيساً للانقسام بين كابول وداعميها الغربيين، وقوض الدعم لوجود القوات الدولية في البلاد. وأبلغ وزير الخارجية فرانكو فراتيني صحيفة «المساجيرو» إن بلاده ستحقق في حادث إطلاق النار الذي وصفته بأنه «مأسوي نتج من إجراءات يجب ان يتخذها الجنود الايطاليين في حال الخطر». وقال والد الفتاة إن القافلة العسكرية سارت وراءه، ولم يستطع أن يرى او يسمع إشارات طلبت منه التوقف. واتهم القافلة بالمرور امام عربته وعدم التوقف لمساعدة أسرته في الوصول الى المستشفى، علماً ان ثلاثة من افرادها أصيبوا بجروح.