عقد اصحاب السمو والمعالي الوزراء المسؤولون عن الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت أمس اجتماعهم السادس عشر الذي استمر يوما واحدا وشارك في الاجتماع معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه.واكد وزير النفط ووزير الاعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت الشيخ أحمد العبدالله الصباح في كلمة أمام الاجتماع أهمية الثقافة ومحوريتها في الارتقاء بحياة الشعوب في ظل تحديات العولمة التي تنتهك خصوصية الثقافات المحلية للأمم الآخذة في النمو، معرباً عن أمله في أن يشكل الاجتماع دعما للعمل الثقافي المشترك على صعيد دول مجلس التعاون وعلى صعيد الثقافة العربية "باتساع طيفها وتعدد مشاربها". واوضح أن الاجتماع يعمل على تطبيق الاستراتيجية الثقافية الشاملة التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي تجسيدا لايمانهم بأن منظومة العمل الثقافي لا تمثل فقط حاضنة لقيم المجتمع الخليجي الواسع بل هي أيضا قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .وبين الشيخ أحمد العبدالله ان من أهم اهداف الاجتماع السعي نحو الإنفتاح على ثقافات الأمم الأخرى باعتبار أن "هذه المساعي تؤكد للعالم أن شعوب المنطقة دعاة سلام ورعاة استقرار وطلاب أمان استنادا الى الثوابت التي نص عليها الدين الاسلامي الحنيف والشريعة السماوية في عالم يموج بالاضطرابات وتشغله الصدامات.وشدد العبدالله على ضرورة العمل ككتلة خليجية واحدة تطبيقا لمبادىء وأهداف ميثاق مجلس التعاون الخليجي في سبيل نشر هذه "الرسالة الجليلة" تطبيقا للتوجيهات السامية للقادة ". من جانبه، اكد الأمين العام المساعد لشؤون البيئة والانسان في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالله الهاشم حرص الأمانة العامة لدول المجلس على دفع مسيرة العمل الثقافي المشترك بين دول المجلس بخطوات واسعة إلى الأمام من خلال تبادل الأفكار وبرامج التعاون المشترك بين الدول الخليجية وباقي دول العالم.وأوضح الهاشم في كلمة مماثلة ان الملف الذي نوقش في الاجتماعات اشتمل على العديد من الموضوعات المهمة والحيوية لدفع مسيرة العمل الثقافي المشترك بين دول المجلس بخطوات واسعة الى الأمام، مشدداً على أهمية "تعزيز العلاقات الثقافية المشتركة بين دول المجلس وطرح ثقافة المنطقة بما يميزها في وحدتها وتنوعها بأسلوب جديد انطلاقا من الاستراتيجية الثقافية الشاملة التي استوعبت كل هذا الفكر المتسع الآفاق .وقال إنه "تم العمل وفقا لهذه الاستراتيجية من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع معهد العالم العربي في باريس في يوليو الماضي والتي تتيح لدول المجلس والأمانة العامة مع المعهد اقامة وتنفيذ العديد من الفعاليات الثقافية سواء في باريس وغيرها من المدن الاوروبية ما يشكل قفزة كبيرة نحو مزيد من الحوار مع صناع الثقافة ومستهلكيها في واحدة من أهم القارات .وافاد بان معظم بنود جدول أعمال هذا الاجتماع ذات طابع انطلاقي طموح نحو الثقافات الأخرى كان أول انجازاته انشاء المركز الاقليمي للتراث العالمي في مملكة البحرين، متمنيا ان يصبح علامة فارقة على الاهتمام الجماعي الذي تلقاه الثقافة بمختلف صورها في هذه المنطقة.