في ظل أجواء وُصفت بالإيجابية التي أحاطت بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كشفت تصريحات متزامنة من كييف وواشنطن وموسكو عن تطورات لافتة في مسار المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي عُقد عبر الإنترنت، أن المسودة المطروحة لإطار السلام تتضمن ضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا لمدة 15 عاماً، مشيراً إلى أنه طالب بضمانات أطول تمتد إلى 50 عاماً. وأوضح أن هذا الطرح جاء خلال لقائه الأخير بالرئيس الأمريكي، الذي وعد بدراسة المقترح. وأكد زيلينسكي أن بلاده تسعى إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد تحول دون تجدد النزاع، لافتاً إلى أن خطة السلام المقترحة، والمؤلفة من 20 نقطة، ينبغي أن تُعرض على استفتاء شعبي داخل أوكرانيا. وأضاف أن إجراء مثل هذا الاستفتاء يتطلب وقفاً لإطلاق النار لا يقل عن 60 يوماً. وشدد الرئيس الأوكراني على أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يجب أن يحظى بتوقيع أطراف النزاع كافة، إضافة إلى الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، مؤكداً أن إشراك الشركاء الغربيين يمثل عنصراً أساسياً في ضمان استدامة أي تسوية سياسية. في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بات قريباً، دون الإشارة إلى تحقيق اختراق حاسم بشأن ملف الأراضي المتنازع عليها. وأوضح أن الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان بالإمكان وضع حد للنزاع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف منذ اندلاعه في فبراير 2022، مجدداً تعهده الذي أطلقه مع بداية ولايته بإنهاء الحرب. وفي موسكو، أعلن الكرملين اتفاقه مع تقييم ترمب بأن المفاوضات وصلت إلى مراحلها الأخيرة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن بلاده تشاطر هذا التقدير، لكنه استبعد في الوقت نفسه إجراء أي اتصال مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني في المرحلة الراهنة. وأشار بيسكوف إلى أن روسيا ستطّلع على نتائج ما عُرف ب«مفاوضات فلوريدا» عقب الاتصالات الهاتفية الأخيرة بين بوتين وترامب، مؤكداً أن موسكو لا تستطيع تقييم تلك النتائج قبل استكمال المشاورات. وشدد على أن وقف الأعمال القتالية مشروط بسحب القوات الأوكرانية من الحدود الإدارية لإقليم دونباس، معتبراً أن أوكرانيا «خسرت وستفقد المزيد من أراضيها». فيما يرى زيلينسكي أن أفعال الرئيس الروسي لا تنسجم مع التصريحات «المسالمة» التي نقلها ترمب، مؤكداً أن وجود قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية يمثل جزءاً أساسياً من منظومة الضمانات الأمنية المستقبلية.