أعلن الكرملين أمس (الأربعاء)، أن أي لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ يتطلب "تحضيراً جيداً"؛ ما يقلص فرص انعقاد اجتماع مباشر بين الزعيمين في المستقبل القريب. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف:" إن أي تواصل على أعلى مستوى يجب أن يتم التحضير له بشكل دقيق ليكون فعالاً"، مشيراً إلى أن كبار المفاوضين الروس والأوكرانيين "على اتصال" مستمر، لكن لم يتم بعد تحديد مواعيد دقيقة لجولة جديدة من المفاوضات، والتي قد تُعقد في إسطنبول. وأضاف بيسكوف، أن روسيا تلقت مقترحات أوروبية تتعلق بضمانات أمنية لكييف، لكنها قوبلت برد سلبي من موسكو، مؤكداً رفض بلاده لنشر أي قوات من دول حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. وشدد على أن الرغبة الروسية في منع أي وجود عسكري للناتو في البلاد كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع الحرب. وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين"يتبنى دائماً موقفاً مسؤولاً للغاية"، وأن القوات الروسية تركز ضرباتها على الأهداف العسكرية حصراً، مؤكداً استمرار هذا الموقف في العمليات العسكرية الجارية. في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتفاوض من أجل إنهاء الحرب، مقترحاً أن تستضيف دول الخليج وتركيا وعدة دول أوروبية محادثات سلام مستقبلية مع روسيا. وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي: إن أوكرانيا ستستعد بشكل كامل لهذه المحادثات، داعياً المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على موسكو، في حين لاحظ أن روسيا"تواصل التهرب من المفاوضات الحقيقية". يأتي هذا في ظل فشل المحاولات السابقة لتحقيق تقدم دبلوماسي، بما في ذلك محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال أغسطس، رغم عقده قمتين متتاليتين مع الطرفين وحلفائهم الأوروبيين. كما لا تزال روسيا تشترط على أوكرانيا التخلي عن فكرة الانضمام للناتو والتنازل عن أراض كشرط لأي اتفاق سلام، وهي مطالب ترفضها كييف؛ باعتبارها مخالفة للدستور. يُذكر أن الحرب الروسية على أوكرانيا تجاوزت ثلاثة أعوام ونصف العام، مع استمرار القتال على الأرض وتعثر الجهود الدولية لإيجاد حل شامل للنزاع، وسط مؤشرات على أن المفاوضات المباشرة بين الزعيمين ستظل رهناً بالتحضيرات والتوافق على خطوات ملموسة على المستوى الأدنى أولاً.