- الرأي - رؤى مصطفى - الرياض: في أمسية تنفست عبق الحرف ودفء البدايات، استهلت الشاعرة عنبر المطيري لقاءها الشعري بترحيب عذب يشبه انفتاح نافذة على بساتين الضوء، إذ قالت: أهلاً وسهلاً في بساتينِ الأدب وبشعرنا نرقى بكم أعلى الرتبْ أهلاً بكم يا سادتي في كوكبٍ سيشعّ بالفصحى ضياءً من ذهبْ مسرورة روحي بكم نشوانة لتصب في أرواحكم همس السحب في خاطري ألوانُ طيف ناعم والشوقُ أسكبه بآنيةِ الطربْ… بهذا الاستهلال الشاعري الندي، انطلقت مساء الاثنين الأمسية الشعرية التي أحيتها المطيري في مقهى عنوان الروقان بالرياض، بتنظيمٍ مشترك بين نادي وجيز الثقافي ومبادرة الشريك الأدبي التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة، وسط حضورٍ أدبي وإعلامي لافت من شعراء وكتّاب ومبدعين من داخل المملكة وخارجها. أدار الأمسية الأديب هاني الحجي الذي قدّم الشاعرة بأسلوبٍ أدبي أنيق، مستعرضًا محطات مضيئة من تجربتها ومسيرتها الإبداعية. بعدها انطلقت المطيري بإلقاء باقةٍ من نصوصها التي تنوّعت بين الوجدانية والإنسانية والوطنية، فلامست مشاعر الحاضرين ونالت إعجابهم الكبير. ومن بين النصوص التي أثرت في الحضور، ألقت المطيري قصيدتها العميقة «منفى»، التي كشفت فيها عن وجع يشتعل بصمت، وصمود يتخفى خلف هشاشة معلنة:
أنا يا ليلُ رغمَ الصبرِ رغمَ صلابتي زهرةْ • تسافرُ حرقةٌ بدمي فتحرِقُ هيبةَ الفكرة أنا امرأةٌ من النكباتِ قد كُسِرَتْ كما الجَرّة قصيدة ترتكز على ثنائية الانكسار والنهضة، وتعيد رسم صورة المرأة التي تعيد بناء نفسها من حافة الألم، بمواجهةٍ لا تخلو من رهافة. وقد تفاعل معها الحضور بوضوح لما حملته من صدق ولغة مكثفة وإحساس عالي لا يحتاج إذن ليسمع كما شهدت الأمسية عددًا من المداخلات من مثقفين وكتاب عبروا خلالها عن تقديرهم لما قدمته الشاعرة، مؤكدين أن حضورها الشعري يمثّل إضافة نوعية للمشهد الثقافي السعودي والعربي. وفي ختام الأمسية، قام الإعلامي عيسى المرشدي نيابة عن مقهى عنوان الروقان بتكريم الشاعرة والمحاور تقديرًا لعطائهما الأدبي ومشاركتهما الفاعلة في إثراء اللقاء، وسط أجواء احتفت بالكلمة والذائقة والجمال.