ذكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن المقترحات التي يجرى التفاوض بشأنها مع الولاياتالمتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد تُستكمل خلال أيام، على أن يعرضها مبعوثون أمريكيون على القيادة الروسية، تمهيدا لاجتماعات محتملة في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع المقبل. جاءت تصريحات زيلينسكي عقب محادثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين في برلين، ضمن جهود دبلوماسية تقودها واشنطن، للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع المستمر منذ قرابة أربع سنوات. خطة سلام أوضح زيلينسكي أن مسودة خطة السلام التي نوقشت في برلين ليست نهائية، واصفا إياها بأنها «قابلة للتطبيق»، مع الإقرار بوجود قضايا رئيسية لم تُحسم بعد، وفي مقدمتها مصير الأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية. وتشير التقديرات إلى أن جهود الوساطة الأمريكية أحرزت تقدما ملموسا. غير أن المواقف المتباينة بين الأطراف المعنية لا تزال تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي. ضمانات أمنية بيّن زيلينسكي أن المحادثات الأخيرة أظهرت تقاربا بشأن توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب. ووفق مسؤول من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، فإن المقترح الأمني يعتمد على استمرار الدعم الغربي، للحفاظ على قدرات الجيش الأوكراني. وبحسب المصدر، يتضمن المقترح قيادة أوروبية قوة متعددة الجنسيات، لتأمين أوكرانيا برا وبحرا وجوا، بينما تتولى الولاياتالمتحدة قيادة آلية، لمراقبة وقف إطلاق النار والتحقق منه بمشاركة دولية. موقف روسي من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو تسعى إلى اتفاق سلام شامل، وليس إلى هدنة مؤقتة. وقال إن روسيا لن تشارك في ترتيبات تعتبرها حلولاً غير مستدامة. وأضاف بيسكوف أن بلاده تريد إنهاء الحرب بما يضمن تحقيق أهدافها وحماية مصالحها، مع تأكيد ضرورة ضمان الأمن الأوروبي على المدى الطويل. تقييم أمريكي قال مسؤولون أمريكيون إن هناك توافقا بنسبة تقارب 90 % بين أوكرانيا والدول الأوروبية بشأن الخطة التي طرحتها الولاياتالمتحدة. وأعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، عن اعتقاده أن الأطراف باتت أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى تسوية سلمية. الأراضي المحتلة لا تزال مسألة الأراضي تمثل إحدى أكثر القضايا حساسية في المفاوضات، حيث جدد زيلينسكي رفض كييف الاعتراف بسيطرة روسيا على أي جزء من إقليم دونباس، الذي يضم منطقتي لوهانسك ودونيتسك، بينما أشار ترمب سابقا إلى أن أي تسوية قد تتطلب تنازلات إقليمية. وأوضح زيلينسكي أن مقترح إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس لا يعني الاعتراف بالسيادة الروسية، مؤكدا تمسك بلاده بوحدة أراضيها. في المقابل، تطالب موسكو بالاعتراف بسيادتها على أربع مناطق أعلنت ضمها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. المسار الدبلوماسي حذر زيلينسكي من أنه في حال رفضت موسكو الجهود الدبلوماسية، فإن أوكرانيا تتوقع تشديد الضغوط الغربية، بما في ذلك فرض عقوبات إضافية، وتقديم دعم عسكري دفاعي متقدم، مثل أنظمة دفاع جوي مطورة وأسلحة بعيدة المدى. وأكد أن موقف كييف التفاوضي يستند إلى تحميل روسيا مسؤولية الحرب، وما نتج عنها من خسائر بشرية ومعاناة واسعة. محادثات برلين بيّن زيلينسكي إن أوكرانياوالولاياتالمتحدة تعملان على إعداد ما يصل إلى خمس وثائق تتعلق بإطار السلام، يركز عدد منها على الترتيبات الأمنية. وأعرب عن تفاؤله بنتائج محادثات برلين، مشيرا إلى وجود تنسيق واضح بين الولاياتالمتحدة وأوروبا وأوكرانيا. مقترحات سلام قيد الاستكمال وقد تُعرض على روسيا خلال أيام الولاياتالمتحدة تقود جهود الوساطة بدعم أوروبي خلافات قائمة حول مصير الأراضي الأوكرانية المحتلة ضمانات أمنية مطروحة لأوكرانيا بعد الحرب موسكو تشترط اتفاقا شاملا وترفض هدنة مؤقتة احتمال زيادة العقوبات والدعم العسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي