عاد الهدوء نسبياً إلى مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان غربي السودان، بعد أن تصدت قوات الجيش السوداني لسرب من المسيرات الانتحارية أطلقته قوات الدعم السريع في الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد). وأكد مصدر عسكري أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً غير مسبوق باستخدام 32 مسيرة انتحارية، استهدفت مواقع متعددة في المدينة، قبل أن تتعامل معها المضادات الأرضية للجيش السوداني بنجاح، محققة صدّاً للهجوم. واعتبر المصدر هذا الهجوم الأكبر الذي تشهده مدينة الأبيض، لا سيما بعد أن أصبحت مركزاً رئيسياً للقيادة والسيطرة لمتفرعات الجيش والقوات المساندة في ولايات كردفان ودارفور. وأوضح المصدر أن مدينة الأبيض تعرضت مراراً خلال الفترة الماضية لهجمات مشابهة من قبل قوات الدعم السريع، التي سعت من خلالها لاستهداف منشآت عسكرية ومدنية. ويأتي هذا الهجوم في سياق محاولات قوات الدعم السريع لاستعادة السيطرة على مناطق إستراتيجية، بعد أن تمكن الجيش من كسر الحصار المفروض على الأبيض في بداية العام الحالي. يذكر أن قوات الدعم السريع حققت تقدماً ميدانياً مؤخراً في بعض مدن شمال وجنوب كردفان، وعززت سيطرتها على دارفور، في حين يسيطر الجيش السوداني على ولايات شمال ووسط وشرق البلاد. وتستمر الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 في إلحاق خسائر بشرية ومادية فادحة، إذ أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وهو وضع إنساني تعتبره الأممالمتحدة الأسوأ في العالم من حيث الجوع والنزوح. وقد ظهرت عناصر من قوات الدعم السريع في عدة مناطق خلال الهجمات الأخيرة، في حين كثّفت القوات السودانية جهودها لحماية المدنيين والحفاظ على استقرار مدينة الأبيض التي تعتبر مركزاً إستراتيجياً للقوات الحكومية في غرب السودان.