حلقت مملكتنا الحبيبة عالمياً في مختلف المجالات، ومنها قطاع الطيران والصناعات المتقدمة، ما يعكس الطموح والرغبة في تحقيق مكانة رائدة على المستوى العالمي. كم كانت فرحة أبناء هذا الوطن العظيم فور إعلان المملكة عزمها تصنيع الطائرات، وتدشين مدينة صناعية متكاملة مخصصة لهذا الغرض؛ حيث شهدت مدينة جدة إطلاق أول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات، تجمع كل خدمات الطيران في موقع واحد في المدينة. هذه النقلة النوعية تضع السعودية على خارطة الدول الرائدة عالميًا في الصناعات المتقدمة، وتعكس رؤية قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله- الحكيمة في توطين الصناعات الإستراتيجية، وخلق فرص عمل واعدة، ضمن خطة واضحة ومدروسة لتمكين الصناعات المحلية، حيث تُعد صناعة الطائرات من أكثر الصناعات تقدمًا وتعقيدًا على المستوى العالمي، خاصة أن المملكة لم تعد تكتفي بدور المستهلك للتكنولوجيا، بل تسعى لتكون لاعبًا فاعلًا ومنتجًا ومصدرًا مستقلًا للطائرات. هذا التوجه يعكس إيمانًا راسخًا بالقدرات البشرية والمادية للمملكة، واستعدادها للاستثمار في البنية التحتية والتقنيات المتطورة اللازمة لهذه الصناعة المعقدة التي كانت حكرًا على عدد قليل من الدول المتقدمة، وأن إنشاء مدينة صناعية متكاملة مخصصة للطائرات يتجاوز مجرد بناء مصنع أو اثنين، بل يعني بناء نظام بيئي صناعي متكامل؛ يشمل: مصانع التجميع والتصنيع، لإنتاج أجزاء الطائرات وتجميعها، بدءًا من الهياكل وصولًا إلى المحركات والأنظمة الإلكترونية المعقدة، ومراكز للأبحاث والتطوير لابتكار وتطوير تصاميم وتقنيات جديدة في مجال الطيران؛ ما يضمن للمملكة السبق والتميز، وإنشاء معاهد التدريب لتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في هندسة الطيران وصيانة الطائرات، وإدارة العمليات الصناعية المتعلقة بالطيران، وبالتالي ضمان استدامة هذه الصناعة عبر دعم وإنشاء شركات الخدمات اللوجستية والدعم، لتوفير سلسلة إمداد فعالة وموثوقة للمواد الخام والمكونات، بالإضافة إلى خدمات ما بعد البيع والصيانة، وإنشاء منطقة حرة ومزايا استثمارية عديدة؛ لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والشراكات مع الشركات العالمية الرائدة في صناعة الطيران؛ ما يعزز تبادل الخبرات والتكنولوجيا، وتأكيدًا لذلك كان هذا الإعلان عن إنشاء أول مدينة متخصصة في صيانة وتصنيع الطائرات في جدة، على مساحة 1.2 مليون متر مربع؛ هو إعلان فريد على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وبدأت المدينة الصناعية فورًا في منح التراخيص للشركات العاملة في هذا المجال، وتم الإعلان عن ذلك خلال الملتقى السعودي لصناعة الطيران الذي عقد مؤخرًا، وتهدف هذه المدينة إلى توفير بنية تحتية شاملة، وعدد من المصانع الجاهزة للتشغيل؛ ما سيخلق آلاف الوظائف عالية المهارة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والتصنيع والإدارة، وتوطين أحدث التقنيات والمعرفة في مجال صناعة الطيران- ويُعد المشروع خطوة متقدمة في مجال تصنيع منتجات الطيران داخل المملكة، وهو المشروع الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، ويسهم في تحقيق أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030. كل هذه الإنجازات العالمية التي تتحقق يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام تجعلنا نردد دومًا، وبكل فخر كلمات قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله: نحن لا نحلم. نحن نفكر في واقع يتحقق.