أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للدخول في جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا، مؤكداً أن ما يتبقى هو الاتفاق على المكان والزمان. وخلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة البيلاروسية مينسك، أشار بوتين إلى أن مذكرتي التفاهم المطروحتين من الجانبين تتضمنان مقترحات "متناقضة تماماً"، لكنه شدد على أن هدف المفاوضات هو تجاوز هذه التناقضات والوصول إلى أرضية مشتركة يمكن البناء عليها. بوتين أعرب عن تقديره للدور الذي لعبه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تقريب وجهات النظر خلال المباحثات السابقة التي جرت في إسطنبول، مشيراً إلى أن تلك التفاهمات تم تنفيذها بالفعل. كما أكد بوتين انفتاح روسيا على مزيد من الاتصالات والاجتماعات بما في ذلك لقاء محتمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيداً بما وصفه ب"الجهود الصادقة" التي يبذلها ترمب للوصول إلى تسوية للنزاع الأوكراني. وأوضح بوتين أن قنوات الاتصال ستظل قائمة بين موسكو وكييف، خاصة فيما يتعلق بعمليات تبادل الأسرى وتسليم جثث الجنود، مشيراً إلى أن روسيا على استعداد لتسليم أوكرانيا ثلاثة آلاف جثة إضافية بعد أن سلّمت بالفعل ستة آلاف جثة في وقت سابق. في هذه الأثناء، وبينما تتحدث موسكو عن رغبتها في التفاوض، تتواصل الهجمات العسكرية على الأراضي الأوكرانية، حيث أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بينهم ثلاثة أطفال عندما اصطدمت طائرة مسيّرة روسية بمبنى سكني شاهق في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود. وأكد حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر أن أحد الأطفال المصابين في حالة حرجة جراء الهجوم الذي وقع خلال الليل. وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها فرق الطوارئ مشاهد رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق داخل المبنى المكوّن من 21 طابقاً، بينما كان السكان يُوجّهون للنزول عبر درج مظلم بسبب تعطل الكهرباء جراء الهجوم. يأتي الهجوم على أوديسا ضمن تصعيد روسي ملحوظ في الأسابيع الأخيرة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ ضد المدن الأوكرانية، وسط تعثر الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للنزاع الذي دخل عامه الرابع. في الوقت الذي تعلن فيه موسكو استعدادها للتفاوض، تستمر الهجمات الميدانية، مما يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في الأزمة الأوكرانية ويطرح تساؤلات حول مدى جدية الأطراف في التوصل إلى تسوية حقيقية تُنهي هذه الحرب المستمرة التي أرهقت الطرفين وألقت بظلالها على الأمن الإقليمي والدولي.